كتبت: عبير بشر

عندما نتحدث عن الدهون الصديقة لن نجد أفضل من الدهون الموجودة فى الزيتون، حيث وجد العلماء أن سكان جزيرة كريت كانوا يعيشون حياة طويلة لأن لديهم أقل معدلات للجلطات وأمراض القلب والشرايين، وأثبتوا أن أقل المعدلات تنتشر بين سكان البحر الأبيض المتوسط رغم إرتفاع إستهلاك الدهون الأحادية غير المشبعة والموجودة فى زيت الزيتون. ومن هنا بدأوا فى دراسة ما أطلق عليه وقتها "ريجيم البحر المتوسط" الذي يعتمد على إستهلاك زيت الزيتون كمصدر للدهون.

أصبح مؤكدا لنا اليوم أن زيت الزيتون يوفر حماية من أمراض القلب عن طريق التحكم فى خفض مستويات الكوليسترول الضار المعروف بالبروتينات منخفضة الكثافة، وزيادة مستويات الكوليسترول المفيد المسمى بالبروتينات عالية الكثافة. كما أثبتت الدراسات أن خطر التعرض لأزمات قلبية قاتلة ينخفض إلى النصف بعد تطبيق ريجيم البحر المتوسط لمدة تتراوح ما بين سنتين وأربع سنوات. وإذا كنا نعانى من تراكم الدهون فى منطقة البطن والمرتبطة بزيادة التعرض لأمراض القلب فلابد أن نتناول زيت الزيتون الذى يثبت قدرته الفعلية على إعادة توزيع دهون الجسم مما يساعد فى التخلص من البطن المترهل.

تؤكد أحدث الدراسات أن زيت الزيتون له فوائد أكثر من مجرد معالج لصحة القلب، فقد إكتشف علماء مركز أبحاث الكيمياء فى فلادلفيا أنه يشتمل على مركب طبيعى له نفس التركيب الجزيئى لمادة أبيو بروفين المستخدمة على نطاق واسع فى تسكين الآلام، وهذا يعنى أن زيت الزيتون يقدم لنا نفس خواص المسكنات المضادة للإلتهاب.

كما أثبتت سلسلة من التجارب المعملية على خلايا سرطان الثدى أن الدهون الأحادية غير المشبعة والتى تسمى حمض الأوليك أو الزيتيك الموجودة فى زيت الزيتون تحد مستويات تأثير الجين المسئول عن إنتشار السرطان وتدعم فعالية العلاج والمعروف أن المستويات العالية من ذلك الجين هى المسئولة عن 20% من حالات سرطان الثدى كما ترتبط بالأنواع الأكثر شراسة منه.

ينتج 90% من زيت الزيتون على مستوى العالم من منطقة الأندلس جنوب أسبانيا، ويصنف وفق طريقة إستخلاصه، وأفضل أنواعة هو الخام الناتج عن عصر حبات الزيتون على البارد بدون أى إضافات أو عمليات تصنيع. ويقوم ريجيم البحر المتوسط أساسا على خفض إستهلاك الدهون الحيوانية وإستبدالها بدهون نباتية وبخاصة زيت الزيتون بالإضافة إلى كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات والأغذية المفيدة للصحة مثل البقوليات، كما أن إستخدام زيت الزيتون فى الوجبات يزيد من إحساسك بالشبع ويكسب الجسم سعرات حرارية أقل.