اقتربت ساعة الحسم لاختيار رئيس الجمهورية أو لتحديد الرجلين الذين سيتم اختيار أحدهما في الجولة الثانية.

وأود أن أوضح أن انتخابات الرئاسة ليست مثل دوري كرة القدم ينحاز فيها الجمهور إلى مرشحيهم انحيازا عاطفيا غير رشيد يؤدي بهم إلى تبادل السباب والشتائم والاشتباكات والإهانات والاتهامات ؛ ولكن من المفترض أنها انحياز عاقل غير مقطوع بصحته وهو مجرد اجتهاد لاختيار الأصلح لقيادة مصر وقد يصيب هذا الاجتهاد أو يخطئ.

لذلك فليس من المنطقي أن أحزن أو أجزع إذا اختار الشعب مرشحا آخر غير الذي اخترته أنا.

وعن نفسي فإنني استبشر بعدد من المرشحين بدافع من استشعار المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى واجتهد في المفاضلة بينهم لترجيح أحدهم بالطريقة التي تبرئني أمام الله تعالى ، ومع ذلك فإنني لا أقطع بأنني سأوفق حتما في التنبؤ بمن هو الأصلح لمصر فهو مجرد اجتهاد إما أن يصيب وإما أن يخطئ فقد يكون اختياري أو اختيارك حسنا مع احتمال وجود ما هو أحسن منه.

لذلك فإنني لن أحزن أبدا إذا ما جاءت النتيجة بخلاف ما أريد لأنني ببساطة لا أعلم الغيب ولا أعلم على وجه اليقين أي المرشحين سيكون هو الأصلح لمصر ؛ إذ قد يكون من نظنه أكثر صلاحا ليس كذلك ومن نظنه أقل صلاحا ليس كذلك أيضا ؛ والمثل يقول: يضع الله سره في أضعف خلقه.

وليس بالضرورة أن يكون الأكثر تدينا هو الأصلح للقيادة ، وإلا فسيكون من المجدي أن نبحث عن الزاهدين والمعتكفين والعابدين وفقهاء الدين ؛ ولكن هذا لا ينفي أنه قد يكون من بين الأكثر تدينا من هو الأكفأ والأصلح في قيادة البلاد أيضا ؛ الخلاصة أنه لا يوجد قاعدة سحرية محددة يمكن الاحتكام إليها في شأن معرفة الأصلح للقيادة ولكنه اجتهاد يؤجر عليه المخلصون سواء أصابوا أم أخطأوا مادامو قد أخلصوا في محاولة اختيار الذي يرونه الأصلح في هذه المرحلة.

وقد فكرت أحيانا في إجراء قرعة بين المرشحين الذين أراهم أكفاء لهذا اامنصب لتحديد مرشحا واحدا منهم لعل الله تعالى يرسيها على الأصلح منهم الذي يعتبر غيبا لا يقطع أحد به ولكن الله هو علام الغيوب وعنده دائما القول الفصل في كل قضية وما نحن جميعا سوى مجتهدين.

لذلك فإنني سأعتبر أن الاختيار الذي سينتهي إليه شعب مصر - بشرط نزاهة الانتخابات وعندي ثقة في نزاهتها إن شاء الله - أقول سأعتبر أن هذا الاختيار ما هو إلا تلك القرعة التي فكرت أحيانا في إجرائها بين بعض المرشحين وسوف أقبل حتما بنتيجتها معلنا تأييدي مسبقا لما ينتهى إليه شعب مصر ولما يظهره الله تعالى على يدي هذا الشعب الذي أرجو أن يلهمه الله الصواب الذي يعلمه جل شأنه.

لذلك فدعوتي إلى كافة أطياف شعب مصر العريق أن يقبلوا معي بمن يقع عليه اختيار الأغلبية لأنه لا يمكن بأي حال أن يتم اختيار جميع المرشحين لكي يرضى جميع الفرقاء ؛ فيجب أن يعلم الشعب أن الرئيس القادم سوف يأتي بإرادة الأغلبية لكنه سيكون رئيسا لجميع الشعب بكافة أطيافه ؛ لذلك يجب أن نقبله جميعا ونسانده وندعمه ونقومه حتى نصل بمصرنا الحبيبة إلى تحقيق الآمال المنشودة.

وإلى لقاء آخر

دمتم بخير

المصدر: الكاتنب د. عبد العزيز محمد غانم
masry500

طابت أوقاتكم وبالله التوفيق

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 221 مشاهدة
نشرت فى 22 مايو 2012 بواسطة masry500

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

106,080