أسفرت الأحداث المصرية التي لا تزال جارية على قدم وساق عن أشياء تدعو إلى الذهول والاستغراب :


- قنوات سافرة تنحاز لمواقف معينة فتزيف الواقع بلا استحياء وتنفث سمومها وتنفخ في النار لتأجيجها.
- قنوات أخرى تبدي بعض الانحياز على استحياء.
- قنوات تحاول التهدئة وإنقاذ الموقف.
- أشخاص يحاولون القفز على السلطة بنهم واضح وطريقة فجة أدت إلى كشفهم وسقوطهم وضياع القليل الذي لهم في الشارع المصري.
- أشخاص دعت إلى تأجيج الموقف واستمرار اشتعاله مما يزرع الفتنة نفسها ولا أقول بذورها ؛ مستخدمين الدين أو السياسة لتنشأ الفتنة وتشيع الفوضى سواء بقصد أو بغير قصد.
- أشخاص معتدلين نادوا بالتهدئة ووقف الفتنة والفوضى مقتنعين أن ما تم تحقيقه من إنجازات كاف في الوقت الحالي لبدء مسيرة ديموقراطية حقيقية وتمهيد الطريق لإصلاحات وتغييرات جذرية على المدى القريب.
- شباب ثوري حقق التغيير الذي كان الشعب كله يحلم به وعجزت الأجيال السابقة عن تحقيقه ؛ واكتفى بما تم تحقيقه مقتنعا أنه وضع الوطن على طريق إصلاحات مستمرة وديموقراطية سليمة آتية في الأفق ؛ ولذلك فقد انصرف من الميدان منتظرا تحقق النتائج ومتابعة المسيرة.
- مصلحون متطرفون في مناداتهم بالإصلاح الفوري الشامل لا يزالون متواجدين بالميدان ؛ ولا يمكن أبدا تحقيق الإصلاح فورا ولو اجتمعت الجن والإنس ؛ فهذا يتنافى مع سنة الله في خلقه الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان قادرا على خلقها فورا ؛ وقد ركب تلك الموجة وشارك فيها وشجعها كثير من المغرضين الذين وجدوا في الفوضى والاصطياد في الماء العكر فرصة ذهبية لتحقيق بعض مآربهم أو نيل نصيب في الكعكة المصرية بعد نهشها وتقسيم ما تبقى منها.
- مخلصون يرجون السلامة لمصر ، وحاقدون يتربصون بها الدوائر.
- آراء متفقة ومختلفة ومتضاربة في شتى الأنحاء.
- مقترحات كثيرة بشأن الحلول المتاحة.
- نصائح وآراء وتحفيزات لهذا أو ذاك من جهات ودول مختلفة منها المعتدل المقبول ومنها ما بلغ حد الوقاحة ودس الأنف فيما لا يخص صاحب الأنف.
- دروس كثيرة في شتى الاتجاهات استخلصت من هذه الأحداث.

والآن وقد تحققت نقلة نوعية كبيرة في السياسة المصرية تؤدي بلا ريب إلى تحقيق كافة المطالب الشعبية عن طريق التهيئة لأجواء انتخابية رئاسية حرة ونقية ونزيهة في سبتمبر القادم يتم بعدها مواصلة العمل الإصلاحي المستمر الذي لا حدود لتوقفه.

الآن وبعد كل هذا نجد أصواتا تصر على أن يتم نقل السلطة الآن وفورا !!

إن هذا الإصرار العجيب حينا والمريب حينا آخر لن يؤدي على الأرجح إلا إلى الفوضى على أقل تقدير ؛ وقد تتطور الأمور إلى الاحتكاكات التي قد تتطور إلى حرب أهلية لا قدر الله.
نحن الآن أمامنا طريق سالم للإصلاح وهو تكريس الجهود لتمهيد الطريق لاختيار الرئيس القادم الذي يأتي بإرادة الشعب الحرة في سبتمبر القادم إن شاء الله ؛ وبعدها تتواصل مسيرة الإصلاح على يديه إذ أنه أتى بإرادة الشعب ولا بد أنه سوف يواصل تحقيق مطالب الشعب.

فلماذا يستقتل البعض لاستبدال الطريق السالم الآمن بآخر شائك ملغوم قد يؤدي إلى ضياع مكاسب ثورة الشباب ونسفها نسفا كليا إذا ما اضطرت الجماعة التي يتاح لها تلقف السلطة والتي قد يكون من المحتمل عدم الإجماع عليها في ظل هذه الظروف الفوضوية أن تلجأ إلى أسلوب القمع لإسكات كافة الأصوات المتنافرة المختلفة بحجة الاستقرار والأمن ؛ فما الذي عسى نكون قد حققناه حينئذ؟!

الطريق الآمن المضمون خير من الطريق الشائك غير المضمون.

وقد سبق أن حذرت في المقال السابق أن هناك مؤيدين لمبارك ومؤيدين للإصلاح المعتدل لا يجب استنفارهم حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه ؛ وها هو ذا قد حدث بعض الذي حذرنا منه في الأيام الماضية.

وتجدون هذا المقال على الرابط التالي :

http://kenanaonline.com/users/masry500/posts/216875

 
لذلك نسأل الله أن يجنب مصرنا الحبيبة ما نحذر منه الآن ؛ لأن الأخطار المحدقة عندئذ لا يمكن تداركها ولا يعلم مداها إلا الله تعالى.

والآن رغم أن الموقف ما زال مشتعلا ؛ إلا أنه هناك بوادر لبدء انكشاف الغمة وهدوء الأمور ؛ من هنا نتوجه بالرجاء لكل مخلص أن يتوقف عن النفخ في النار لإعادة تأجيجها وأن يتوقف عن الطرق على الحديد الساخن لتشكيله ؛ لأن كثرة المطارق سوف تؤدي في النهاية إلى تشويه قطعة الحديد الساخنة ؛ ولأن التوقف عن الطرق سوف يؤدي بنا تلقائيا للدخول إلى طريق الإصلاح الآمن السالم.

اللهم احفظ مصر وأهل مصر وألهمهم الصواب ؛ وجنبهم المنزلقات ؛ وأبعد عنهم الغربان والمغرضين.

دمتم بخير.
 

المصدر: الكاتب : د. عبد العزيز محمد غانم
masry500

طابت أوقاتكم وبالله التوفيق

  • Currently 66/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 330 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2011 بواسطة masry500

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

106,078