تطبيقات الكترونية في التربية الإسلامية

يهتم الموقع بموضوعات العلوم الاسلامية في المواقع الالكترونية

يقضي المتخصصون في الدراسات الإسلامية -كغيرهم في التخصصات الأخرى- سنواتٍ طويلةٍ في الدراسة والبحث والتأهيل العلمي في العلوم الإسلامية المختلفة. ذلك لأنهم لا يمكن أن يقوموا بالعملية التدريسية ما لم ينجزوا ذلك بإتقان، ولكن الوضع الصعب لمؤسساتنا الإسلامية التعليمية يجعل مرودها في نوعية الخرجين والباحثين ضعيفاً قياساً إلى عدد المنتسبين إليها. ويعزو الدارسون ذلك إلى عدم الاستفادة من البحث العلمي التربوي وتطبيقاته في مجال الدراسات الإسلامية، فهي التي تزودنا بالقدر الضروري لتطوير الخبرة التعليمية للمدرسين في المستوى الجامعي والعالي، خصوصاً وأن نماذج المدارس والجامعات تنتمي إلى هذا العصر أكثر من العصر الإسلامي الوسيط.
من هنا أقامت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) وجامعة اليرموك الأردنية بالاشتراك مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي (IIIT) «الدورة الإقليمية الأولى»، التي شارك فيها نحو (35) أستاذاً جامعياً وباحثاً أكاديمياً من مختلف أنحاء العالم العربي، بهدف توظيف البحث التربوي وآلياته وأدواته في تطور عملية التدريس الجامعي في الدراسات الإسلامية، وتطوير قدرات المشتغلين في هذا الحقل في تناول مناهج وأساليب البحث العلمي التربوي بما يخدم الأهداف من تدريس العلوم الإسلامية، ويفتح فرصة لتبادل الخبرات وشأن مناسبتها للتخصصات الإسلامية العلمية على اختلاف موضوعاتها، هذا فضلاً عن مهمة الكشف عن مدى تميّز (خصوصية) المنهجية الإسلامية في البحث والتفكير.
المنهجية (Methodology) بطبيعة الحال تضع مجموعة من الافتراضات حول المعرفة، حاول الدكتور فتحي ملكاوي (المدير التنفيذي للمعهد) أن يحددها في ورقته التي تناولت مفهوم «المنهجية الإسلامية» مؤكداً أن مصطلح المنهجية أقرب ما يكون إلى فلسفة العلم أو فلسفة المنهج، وعلى هذا فالبحث فيه من الأهمية بحيث يشغل محوراً أساسياً في «الأزمة الفكرية» التي تعاني منها الأمة الإسلامية، ذلك أنها تتعلق بعملية التفكير «الإسلامي»، وطبيعة الفكر الناتج عنها، وترتبط بغايات الإسلام ومقاصده، ولذلك فهي في بعدها الفكري لا تنفصل عن الواقع والحياة التي يحاول الإسلام بناءها، فغاية الفكر الإسلامي ـ بطبيعة الحال ـ إقامة الحياة و فق منظوره «الإسلامي».
مفهوم المنهجية هذا يسمح لنا بالقول بأن المناهج العديدة المتخصصة والمتمايزة بتمايز العلوم والمجالات المعرفية تنبثق عنه، هذه المناهج التي قد تشترك في الواقع (أو تشترك فعلاً) مع مناهج أخرى منبثقة عن منهجيات يمارسها عقل آخر (لغير المسلمين)، على أن مساحة الاشتراك تبقى في حدود قواعد ومسلمات قادت إليها الخبرة الإنسانية. وعلى كل حال فبناء المنهجية يعتبر أمراً غير يسير، فهو أشبه بالصناعة الثقيلة قياساً إلى البرامج العملية والمناهج البحثية الجزئية، وهي بهذا المفهوم، السبيل إلى صياغة الإسلام وتقديمه بوصفه مشروعاً حضارياً متكاملاً.
وتبدو الحاجة إلى استكشاف «المنهجية الإسلامية» من المشكلات والصعوبات التي تعاني منها البحوث الإسلامية في ميادين العلوم الاجتماعية على وجه العموم، فثمة ندرة في الإنتاج العلمي المتميز للفكر الإسلامي في هذا المجال، وتبقى المسؤولية الأساسية على مؤسسات التعليم الجامعي باعتبارها المراكز الأساسية للبحث العلمي.
يخلص الملكاوي إلى أن غياب الإسهامات الإسلامية عن الخبرة الإنسانية المعاصرة في البحث، وغياب البيئة العلمية المناسبة للبحث في البلدان الإسلامية، يجعل بعض الباحثين غير المسلمين أقدر أحياناً، حتى على بحث القضايا الإسلامية من الباحثين المسلمين.
وإن معظم المناهج السائدة في البحث اليوم، مناهج وضعية، حتى البحث في القضايا الإسلامية يتم غالباً بمناهج وضعية، تستبعد اعتبار الدين من المصادر الدينية، والعقل المسلم لا يملك إلاّ أن يُدخل البعد الديني في محاولته لبناء منهجية البحث، لكن هذا البعد الديني في مناهج البحث ما زال يحتاج إلى الدرس والتفصيل.
الباحثون في مجال الدراسات الإسلامية يمثلون أهميّةً خاصة، لأنهم أكثر اتصالاً بثقافة الأمة، وأكثر قدرةً على بعث مخزونها الحضاري إذا اتفق إعدادهم. لقد استطاع العقل المسلم عبر عصور الازدهار الإسلامي ومن خلال دعوة الإسلام إلى العلم وتفتحه على ثقافات الآخرين أن يرسي قواعد التأصيل الثابت لمناهج البحث المختلفة والتي استخدمها بكفاءة في شتى ما أنتجه من علوم نظرية وتطبيقية. وإذا كان المسلمون قد استخدموا مناهج بحثية مختلفة فقد استخدموا تلك المناهج من خلال منهجية إسلامية متميّزة. وإن نجاح العالم الغربي العلمي والحضاري طوال القرون الأربعة الأخيرة إنما هو ثمرة لتطوير مناهج البحث التي أخذها عن المسلمين، وإذا كان الأمر كذلك فاستعمالنا للمناهج الغربية هو في الواقع «بضاعتنا ردت إلينا» لأنها بالرغم من نموّها الجديد في انتقالها إلى الغرب، فقد بقيت محتفظة بأصلها، على الرغم من أنها أيضاً انفصلت بالكامل عن المرجعية الإسلامية المنهجية، وعلى الباحثين أن ينتبهوا إلى هذا التحول.
في غيبة الدين استطاع الغرب طوال القرون الأخيرة أن يبلور لنفسه فلسفات حاكمة للبحث في العلوم الاجتماعية، وكل فلسفة كان لها أثرها في المنهج وأدواته وموضوعاته البحثية وأولوية هذه الموضوعات، إن وجود فلسفات حاكمة لا تكفي وحدها لدراسة العلوم الاجتماعية بحكم محدوديتها المعرفية، وأنه من الأفضل أن تتعاون تلك الفلسفات في دراسة الظواهر الإنسانية والاجتماعية. ويجب تقديم منهجية إسلامية قادرة على إحداث هذا التعاون والتكامل. حاول الدكتور عبد الرحمن النقيب في ورقته لهذه الدورة التركيز على العناصر التي تتألف منها المنهجية، بدءاً بالعنصر المفاهيمي (Conceptual Element) حيث أشار إلى أنه لم يعد مقبولاً أو معقولاً أن نتحدث عن التربية الإسلامية ونظل نستخدم مفاهيم الغير دون نقد أو تمحيص أو إخضاع لخصوصيتنا الثقافية والحضارية.
يضيف النقيب إلى عناصر المنهجية العنصر النظري الفلسفي (Theoretical) حيث لكل منهجية عناصرها الفلسفية والنظرية التي تقوم عليها، ويمكن اختصار تلك العناصر النظرية في خصوص المنهجية الإسلامية بـ «الوحي» كمصدر أصيل من مصادر المعرفة، والعلاقة القائمة بين الوحي والفلسفة والعلم، ونظرة الإسلام إلى الكون والإنسان والمعرفة والأخلاق والمجتمع، أمّا قواعد التفسير (Rules of Interpretation) وهي التي تحدد كيف يمكن أن تصنف الظاهرة (وهي في موضوع الدورة الإقليمية هذه الظاهرة التربوية) التي تتم ملاحظتها، تحتاج المنهجية الإسلامية في الواقع إلى كثير من الدراسات والبحوث لنقد أخطاء قواعد التفسير في كل ما كتب من رسائل وبحوث التربية. كما لابد أن تفسر أبحاثنا التربوية ظواهر تربوية هامة تتصل بالأمة.
العنصر الأخير من عناصر المنهجية هو تحديد الإشكالات والمعضلات الأجدر بالتناول (Puzzling Element) ذلك أن الأخذ بالمنهجية الإسلامية سوف يحدد للباحثين والدارسين المشاكل البحثية التي تستحق الدراسة والتي سوف تسهم في مجال التنظير أو مجال التطبيق (التربوي هنا). سوف تكسب هذه المنهجية الإسلامية الباحث حساً إسلامياً يحدد به ترتيب أهمية الأبحاث التي ينبغي أن يقوم بها في حياته.
إن عنصر تأكيد الوجود (Ontologic Predictive) ما يزال غامضاً، ولكن إجمالاً يقصد به الجهود التي يبذلها أعضاء المجتمع العلمي المتبني لمنهجيّة من أجل تأكيد وجود تلك المنهجية وإثبات مدى فاعليتها لدراسة المشكلات البحثية والدعوة لتلك المنهجية والتبشير بها، والكشف عن عيوب المنهجيات الأخرى، والواقع أن حظ هذا العنصر الأخير في المنهجية الإسلامية ما زال ضعيفاً يحتاج إلى جيل من الرواد التربويين الذين يؤمنون بتلك المنهجية، ويبقى أن ازدواجية التعليم في عالمنا العربي والإسلامي تلعب دوراً رئيسياً في إعاقة تقدم هذه المنهجية.
الدكتور ناصر الخوالدة قدم ورقةً في منهجية البحث التربوي بموازاة مناهج البحث في العلوم الإنسانية الأخرى، وخصوصيتها التطبيقية العلمية في ميدان الدراسات الإسلامية، وخلص الخوالدة إلى أن الاشتغال بمنهجية البحث التربوي تهدف إلى تنمية القدرات لدى الباحثين والدارسين على فهم وإدراك أنواع البحوث المختلفة، والإلمام بالمفاهيم والأسس والأساليب التي يقوم عليها البحث العلمي، وتزوديهم بالمعرفة والمهارات الضرورية التي تجعلهم أكثر قدرة على تصميم بحوثهم وإعدادها على أسس منهجية بحثية، ذلك أن واقع تدريس العلوم الإسلامية في الجامعات ما يزال ينقصه الكثير من التطبيقات التربوية ولذلك قدم الدكتور عبد الناصر أبو البصل (عميد كلية الشريعة/ جامعة اليرموك) قراءة نقدية للأدبيات التي تتناول واقع تدريس العلوم الإسلامية في الجامعة.
وخلص الباحث إلى ضرورة إجراء مسح ودراسة للأدبيات التي تتحدث عن واقع التعليم الشرعي في الجامعات والمؤسسات التعليمية لمعرفة اتجاه هذه الدراسات بالتحديد، وضرورة تنفيذ ما تتوصل إليه الأبحاث العلمية التربوية في مجال إصلاح التعليم الإسلامي في الجامعات.
الأسئلة التي تعترض المدرسين في حقل العلوم الإسلامية، فيما يتعلق بالبحث التربوي عديدة، لا تتوقف، فإذا كنا عرضنا «للمنهجية» وللمناهج البحثية، وتبقى المشكلة في تخطيط المناهج، والسؤال يلّح هنا عن طبيعة البحث المتعلق بتخطيط المناهج وتدريس العلوم الإسلامية في الجامعات؟
تتسم المناهج التعليمية في معظم الجامعات الإسلامية بالتركيز على المعرفة الشرعية الصرفة وبالتالي فهي تهمل المعارف الضرورية الأخرى، كما تكرس في الوقت ذاته ازدواجية التعليم، وتتسم أيضاً بالتقديس للتراث أو ما يشبهه وهو الأمر الذي يقتل القدرات الإبداعية التي تقوم أساساً على حس نقدي، كما تتسم تلك المناهج بشكل واضح ببعدها عن الواقع ومناقشة مشكلاته على حساب الماضي والتعبدي على أهميتها.
ومن الطبيعي إذاً أن يكون إهمال تنمية الفكر الإبداعي إحدى أهم الخصائص المتعلقة بالمناهج التي تقدم العلوم الشرعية، هذا فضلاً عن عدم اعتمادها على مناهج الدراسات الإسلامية على نظرية منهجية واضحة، كما أن ما يسمى بـ «المنهج الخفي» وهو تأثيرات المدرس خارج المنهاج التدريسي التي تلقي بظلالها العميقة في التأثير بسيرورة المنهج التطبيقية. لقد رصد الدكتور توفيق مرعي هذه السمات جيداً وكشف عن أن واقع مناهج الدراسات الإسلامية تفتقر إلى تحديد الأهداف التربوية العامة كما تفتقر إلى التنوع، ولا تهتم بصياغة هذه الأهداف صياغة سلوكية محددة يمكن قياسها.
هذا وتشيع الأساليب التقليدية في التدريس والتي تعتمد أسلوب المحاضرة والتلقين، وبالتالي فهي تقلل إجمالاً من طرق التدريس الحديثة والنظر إليها من زاوية ضيقة باعتبارها من منتجات الفكر الغربي رغم أن معظمها يمتلك أصولاً تربوية إسلامية! وهكذا يرتكز التقويم على الجانب المعرفي للمتعلمين، ويفتقر إلى أدوات التقويم وأساليبه التربوية المتطورة.
هذا في وقت كان فيه مناهج البحث عند قدماء العلماء المسلمين تتعلق بالعمل أو اصطلح عليه بـ «العلم النافع»، وتتسم بالجمع بين القيمة الخلقية والواقع، وبين القيمة الروحية والقيمة المنهجية، وبين القيمة الحوارية والبحث المشترك عن الحقيقة، وتتكامل مناهجهم كما تتكامل علومهم، بحيث لا يمكن النظر إليها دون اعتبار تداخلها وترابطها.
الجامعات الحديثة الآن تعتبر المنهاج بوصفه نظاماً للتعليم، هذا النظام يتكون من عناصر أربعة هي الأهداف والمحتوى والأنشطة والتقويم، ويعتمد على الأساس النفسي والأبستمولوجي (المعرفي) والاجتماعي والفلسفي القيمي، ويمر المنهاج بعملية التخطيط والتنفيذ والتطوير والتقويم وعلى كل الأحوال ـ كما يقول الدكتور مرعي ـ فإن علينا تكييف المنهاج وعناصره وأسسه ومراحل بنائه وفقاً للخصائص الإسلامية، فقد صيغ مفهوم المنهاج على أرضية تتصل بالواقع الغربي فلسفياً وقيمياً واجتماعياً ونفسياً ومعرفياً!.
إن اعتماد التعليم التربوي في الجامعات الإسلامية على «التعليم» يعتبر عائقاً حقيقياً في النظرية التربوية، الحديثة التي تعتمد مفهوم «التعلُّم» وفي كل الأحوال فإن هذه العملية التعليمية/ التعلُّمية في الجامعات لا تطبّق البحث التربوي لإنجاز أفضل النتائج، ومن ثم كان من الضروري ـ كما يؤكد الدكتور شفيق علاونة ـ أن يكتسب المشتغلون في الحقل التعليمي (الجامعي خصوصاً) للدراسات الإسلامية مهارة البحث التربوي وأدائها العملي، وهكذا فقد اهتمت ورقة العلاونة بتفصيلات البحث المتعلق بأنشطة التعليم والتعلم الخاص بالدراسات الإسلامية.
ثمة معضلة أخرى تتعلق بالوسائل التقنية الحديثة وتوظيفها في تدريس موضوعات الدراسات الإسلامية، حيث مازال ينظر إليه على أنه ليس من أولويات التعليم، وما زالت المشاريع المتعلقة به لم تتبلور بعد، كما يؤكد الدكتور خالد الصمدي في بحثه عن «واقع وآفاق البحث في التقنيات الحديثة وتوظيفها في تدريس موضوعات الدراسات الإسلامية». وقد ساهم في ذلك بُعد المشتغلين بالتقنيات الحديثة عن تخصص الدراسات الإسلامية، باعتبار هذه الدراسات ليست إلاّ مجالاً نظرياً يغيب فيه التطبيق، ولعله يأتي في سياق العلوم الإنسانية التي تعاني من المشكلة ذاتها.
وبطبيعة الحال فإن أسلوب تدريس العلوم الإسلامية نفسه يهمّش استعمال التقنيات الحديثة كجزء من العملية التعليمية، فثمة طغيان للأسلوب اللفظي (القولي)، وثمة غياب للبحث العلمي المتعلق بإبداع وإنتاج وتوظيف التقنيات الحديثة في تدريس العلوم الإسلامية. ولعله يتحمل المسؤولية الأكبر في توظيف هذه التقنيات في هذا المجال، وهكذا يدعو الباحث د. الصمدي إلى ضرورة تشجيع هذا النوع من البحث وإدخاله في الدرجات الجامعية العليا (الماجستير والدكتوراه) حتى يمكن تطويره بشكل أكثر جدية. ويشار هنا إلى «المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية» تطوان /المغرب، باعتباره المركز البحثي الأول المتخصص بتطوير التقنيات الحديثة المتعلقة بتدريس العلوم الإسلامية.
يؤكد الدكتور محمد ذبيان غزاوي في ورقته عن «البحث المتعلق باستخدام التقنيات الحديثة في تدريس موضوعات الدراسات الإسلامية» أن المناهج الدراسية ركزت على البعد التشريعي والتوثيقي، وبالتالي فمن الضروري بمكان تعزيز الاهتمام بمفهوم التقنيات الحديثة ووظائفها وأهميتها، ودعا الغزاوي المختصين بالبحث التربوي إلى إجراء البحوث التي يستفاد منها عملياً في هذا المجال، محذراً من استخدام برامج جاهزة لم تدرس بعناية على معايير تربوية.
يبقى أن التقويم (العنصر الأساسي في العملية التدريسية) يتطلب معرفة متخصصة في مجال القياس والتقديم بشكل خاص، وأدوات البحث بشكل عام، ويلاحظ الدكتور أحمد عودة (عميد كلية التربية/ جامعة اليرموك) أن ثمة انخفاض بالغ في الدراسات التقويمية في مجال الدراسات الإسلامية، وأن ما نجز من بحوث يقتصر على مساهمات الباحثين من أعضاء هيئة التدريس لأغراض استكمال متطلبات الدرجة العلمية أو الترقي الإداري، وفي كلتا الحالتين يكون البحث مصيره النسيان، ومن الناحية العملية تتصف معظم هذه البحوث بالضعف، وتعتمد مبادرات فردية خاضعة لمحددات زمنية اقتصادية.
الدكتور عبد الجبار محمد سعيد حاول إنجاز تطبيق للبحث التربوي على مادة «الثقافة الإسلامية» في الجامعات التي تعتبر واسعة الانتشار على صعيد التعليم الجامعي، معتمداً على الملاحظات والاستنتاجات المتعلقة بمؤلفات الثقافة الإسلامية والقائمة على «الاستقرار الناقص». وقد تبين له حجم التباين في القضايا المفصلية بين مؤلفات الثقافة الإسلامية وأصول البحث التربوي، فمعظم تلك المؤلفات ـ مثلاً ـ لا تصدر عن مشكلة بحثية! ولا يتضح لها أهداف تعليمية، وغائمة المصطلحات وبالتالي المضمون، ولا تراعى الفروق في التخصصات.. الخ.
وإذا كانت هذه الدورة الإقليمية الأولى قد أثبتت بالفعل مدى المسافة الفاصلة بين البحث التربوي وواقع التدريس الجامعي للعلوم الإسلامية، فإنه من الضروري أن تعقد الدورة الثانية عن (خصائص الدراسات الإسلامية وأثرها على البحث التربوي) حتى تكتمل الحلقة في تبادل الخبرات وتنشيط البحث التربوي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2012 بواسطة majdah

ساحة النقاش

تطبيقات الكترونية بالتربية الإسلامية

majdah
نحن طالبات مناهج وطرق تدريس علوم التربية الاسلامية بجامعة طيبة، اجتمنا ها هنا ، لننسج عبر موقعنا هذا ، قبس من فيض العلوم والمعارف في مجال (تطبيقات الخدمات الالكتورنية والشبكة المعلوماتية في العملية التعليمية) باتحاد و اجتهاد. رؤيتنا(^_^)أهمية توظيف التقنية ووسائطها المتعددة في سبيل تحقيق اسمى الغايات ،ألا وهو تحقيق »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

93,464