الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تعريف التقويم:                                              Evaluation

لغويا: يقال قوم الشيء أي عدله أو أزال إعوجاجيه وجعله  قويا أو مستقيما وقوم الشيء أي قدر قيمته وجعل له قيمة معلومة. وعندما تولى عمر بن الخطاب الولاية خطب في الناس قائلا: "إن أحسنت فأعينوني, وإن أسأت فقوموني ........ من رأي في اعوجاج فليقومه".

تربويا: يقصد بالتقويم العملية التي نستطيع من خلالها التأكد من تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.

واصطلاحيا: فإن التقويم هو عملية تشخيصية وعلاجية ووقائية يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة مدي النجاح أو الفشل في تحقيق أهداف المنهج. بمعني أنه يهتم بتحديد نواحي الضعف والقوة وذلك بالاستعانة بالأدوات والقياسات المتعددة التي تقدم لنا البيانات والأدلة الكافية عما نريد تقويمه. على أن يتم بعد ذلك تقديم العلاج المناسب من أجل التغلب على نواحي الضعف وأوجه القصور وتدعيم أوجه القوة وتنميتها.

ويري عاشور وأبو الهيجاء (2004) وسيد وسالم (2003) وفتح الله (2000) أن أهداف التقويم قد تغيرت وتطورت فقد كان التقويم قديما يهدف إلى قياس الجانب المعرفي فقط وكان مرادفا للامتحان وكان يحدث مرة واحدة فقط في نهاية العام الدراسي وله هدف واحد هو تقدير مدى معرفة الطلاب للحقائق ومدى تذكرهم لها ولم يكن يقيس قدراتهم العقلية العليا مثل فهم القواعد والأفكار وتحليلها وبيان بنيتها المعرفية والتركيب والتقويم والإبداع. وظل هذا المفهوم سائدا حتى ظهرت نظريات جديدة في علم النفس تؤكد تعدد جوانب التعلم وأهمية تقويم هذه الجوانب المتعددة لتحديد مدى النمو الشامل للمتعلم.

مفاهيم أساسية:

يخلط البعض بين مفاهيم أساسية هي القياس والتقييم (التقدير) والتقويم لذا وجب بيان اختلافها وتكاملها.

القياس:Measuremet هو تقدير الأشياء تقديرا كميا عن طريق استخدام بعض الأدوات المقننة. فمثلا تقدر المسافة بالمتر والوزن بالميزان ...... ونتيجة ذلك أن نحصل على قيمة رقمية لصفة من الصفات أو خاصية من الخواص وفقا لبعض المعايير والمحكات. وبالتالي فإن القياس يقتصر على التقدير أو الوصف الكمي للسلوك أو الشيء المقوم.

التقييم (التقدير):                    Assessment

<!--وهو تقدير قيمة الأشياء تقديرا كيفيا يعطي معنى للأرقام التي تحصل عليها عن طريق القياس. مثال ذلك أننا نصف أو نقدر درجات الطلاب عند تحويلها إلي تقديرات بممتاز وجيد جدا أو جيد.

<!--ولتوضيح العلاقة بين القياس والتقدير والتقويم نعطي المثال التالي:

إذا حصل الطالب في مادة ما على 85/100 فهذا يمثل عملية القياس فالدرجة وحدها لا تعبر عن شيء فقد تكون هذه الدرجة 85 / 100 أقل الدرجات بالنسبة لزملائه وقد تكون متوسطة أو عالية. ولتفسير قيمة الدرجة يتم مقارنة الدرجة بدرجات زملائه في نفس المادة على مستوي طلاب المقرر وهنا يمكن أن تقرر أن تقدير هذه الدرجة هو جيد جدا أوجيد أو مقبول مثلا. وهذا يمثل علمية التقدير أو التقييم التي تعطي المعني أو الدلالة للقياس. أما إذا أردنا تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف عند الطالب ثم علاج هذا الضعف أو تعزيز نقاط القوة تعتبر هذه العملية هي عملية التقويم.

تدريب (1):

<!--ضع تعريفاً إجرائياً لمفاهيم القياس ، التقدير ، التقويم .

<!--في رأيك ما هو النقد الذي يمكن أن يوجه إلى التعريفات الواردة في هذا االفصل فيما يخص التقويم التربوي .

 

 

أهمية التقويم:

   ويؤكد فتح الله (2000) وعاشور والهيجاء (2004) أن التقويم عملية مهمة لكل المشاركين Stakeholders في العميلة التعليمية والتربوية من طلاب ومعلمين وإداريين وآباء.

<!--بالنسبة للطلاب: يزودهم بالتغذية الراجعة Feedback التي تفيدهم في توضيح مدي التقدم الذي أحزروه أو نقاط الضعف التي مازالوا يعانون منها. كما تؤدي عملية التقويم إلي توضيح الأهداف الخاصة لهم بحيث تساعدهم إلى معرفة ما هو مهم كي يتعلموه وتعمل على تنمية قدراتهم على التفكير الناقد والكشف عن مواهب الطلاب واتجاهاتهم وميولهم وحاجاتهم وقدراتهم.

<!--بالنسبة للمعلمين: يفيد التقويم المعلمين في تحديد الوضع الحالي لطلابهم وفي إعادة صياغة الأهداف الخاصة وفي الحصول على المعلومات الدقيقة المتعلقة بما حققه الطلاب من نتائج وفي تحديد أنجح الطرق التي تساعدهم في تحقيق الأهداف المنشودة في التعليم. بالإضافة إلي اختيار واستخدام المصادر والوسائل الأكثر فاعلية للتعليم والوقوف على مستوي طلابهم وكذلك مقارنة مخرجات التعليم الخاصة بطلابهم بتلك التي لدي طلاب المؤسسات التعليمية المماثلة.

<!--بالنسبة للقائمين على العملية التعليمية والتربوية: التقويم  عملية مهمة وذلك من أجل التعرف على مدي فعالية البرامج الدراسية والمقررات والتحقق من جوانب الضعف والقوة فيها وفي المتعلمين مما يساعد على تحسين البرامج وطرق التدريس. هذا بالإضافة إلى أن التقويم يساعد في التعرف على مدي ملائمة المواد التعليمية لتحقيق الأهداف المنشودة ومدي استفادة المؤسسة التعليمية من مصادر وإمكانات المجتمع ومدي كفاية الإمكانات البشرية والمادية لتطبيق المنهج ومقرراته ومدي ارتباط أهداف المؤسسة التربوية ومناهجها بسوق العمل.

<!--بالنسبة للآباء: فيكشف التقويم لهم جوانب الضعف والقوة لدي أبنائهم ومدي تقدمهم في تحقيق أهدافهم التعليمية والتربوية واكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتوضيح الطرق التي يستطيعون عن طريقها مساعدة أبنائهم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 7551 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,603,237