الجودة التعليمية:
(1) الموجهات العامة لنشر ثقافة الجودة:
يمثل التقدم العلمي والتطور التكنولوجي المتسارع والبالغ التعقيد بصورته الراهنة العلامة المميزة لهذه المرحلة التي يمر بها العالم الآن ومن هنا احتلت قضية الجودة أهمية متزايدة في الآونة الأخيرة على المستوى العالمي والمحلي, وقد تنبهت معظم دول العالم وخاصة المتقدم منها إلى هذه الأمور وبادرت بتطبيق مدخل إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات الحياة المختلفة بصفة عامة.
فمدارس المستقبل يجب أن تكون ذات كفاءة وفعالية، وأيضا على درجة عالية من التفوق والامتياز مقارنة بمدارس الأمس واليوم على أن أساس تخطيطها وتنظيمهما وإدارتها هو تقديم خبرات تعليمية وأنشطة ومخرجات تتسم بأعلى مستوى من الجودة.
ولأن الجودة التعليمية وصف لثقافة واتجاه وتنظيم المؤسسة التعليمية فإن الثقافة تتطلب الجودة في كل المظاهر الخاصة بعمليات المؤسسة، والعمليات يتم فعلها بطريقة صحيحة من المرة الأولى والعيوب والأخطاء تستأصل من عمليات الجودة التعليمية وهذه طريقة بواسطتها تستطيع الإدارة والعاملين أن يصبحوا مشتركين في التحسين المستمر لإنتاج المنتجات والخدمات، إنها اتحاد للجودة وأدوات الإدارة بهدف زيادة العمل وتقليد الفاقد وصولا إلى ممارسات فعالة.
(2) أهم مبررات نشر ثقافة الجودة:
إذا كان نشر ثقافة الجودة هام لأي مؤسسة إنتاجية أو خدمية فإن هناك العديد من المبررات لنشر ثقافة الجودة في مـدارس التـعليم العام بصـفة خاصـة وهذا ما أوضـحه فريد النجـار
(1997) (34) وميادة فوزي الباسل (2001) .
1. ضبط وتطوير النظام الإداري في المدرسة نتيجة ما تقوم به معايير الجودة من توضيح للأدوار وتحديد للمسئوليات الخاصة بالإدارة (مدير- معلم – موظف – عامل) والمسئوليات الخاصة بالطلاب.
2. تحسين مستوى تأدية الخدمة التعليمية في المدرسة، ورفع مستوى الطلاب من جميع الجوانب العقلية والاجتماعية والنفسية.
3. الكشف عن مواطن الضعف في النظام المدرسي وتحديد المواقع التي تحتاج إلى تدخل علاجي.
4. تحسين المركز التنافسي لخريجي المدرسة بما يؤدي للحفاظ على أولياء الأمور والطلاب الذين يرغبون في الانتماء للمدرسة تلبية لحاجاتهم بشكل مستمر وزيادة ثقة أولياء الأمور بالمدرسة.
5. إيجاد نظام جيد للمحاسبة في المدرسة وفقا للمعايير التي تعتمدها الجودة التعليمية.
(3) آليات نشر ثقافة الجودة:
إن الجودة التعليمية عملية مستمرة تشمل المؤسسة ككل والعميل وتستهدف إيجاد ثقافة للتفوق أو للتميز في المنشأة. ومن ثم يمكن أن ننظر للجودة التعليمية بوصفها عملية تحول ثقافي يتم من خلال تعديل عناصر الثقافة القائمة أو استبدالها بعناصر أفضل وهذه العناصر تنظم القيم والاتجاهات والأنظمة والإجراءات والممارسات العملية والهيكل التنظيمي.
وتعتبر ثقافة الجودة مثل كل الثقافات تحتاج إلى تمهيد وتوضيح ورعاية وإزالة للعوائق الموجودة كما تحتاج إلى الاهتمام بها؛ حيث لا تنمو في بيئات جافة أو متجمدة وغالبا تنمو في بيئة ثقافية قريبة وملائمة لها .
ويتم نشر ثقافة الجودة من خلال الآليات الموجهة لنشر ثقافة الجودة:.
أ- تأسيس المعلومات:
استنادا إلى أن أهم مبادئ الجودة التعليمية هو التركيز على العميل وفكرة العميل مدير المنظمة، إذن لا سبيل إلا عن طريق توفير المعلومات وتحليلها وتبادلها داخل المنظمة بشكل يسمح بمراقبة العمليات بصفة مستمرة، وتفسير هذه المعلومات حتى تصبح أداة فعالة لرفع مستويات الجودة من خلال نشر المعرفة بين جميع العاملين في المؤسسة التعليمية.
ب- الاتصــال:
يقصد بالاتصال هنا أن هناك غاية مشتركة وهدف موحد لبلوغ المؤسسة التعليمية أغراضها ويعني هذا أن وجود ثقافة للجودة، ويعني ذلك أيضا معرفة كافة العاملين بأسلوب الجودة وبمسئولياتهم المحددة في العمل ودرايتهم الكاملة بتحقيق منهجية العمل، والنظر إلى المشكلات وتقديم البدائل بشأنها من خلال وجهات نظر مختلفة ثم الأخذ بالبديل الأمثل في ضوء الإمكانات المتاحة.
ج- التأكيد على التغذية المرتدة وتعزيز الجوانب الإجرائية:
تتطلب عملية تحسين الجودة تحديد خصائص الجودة ومعاييرها ومقاييسها بجانب تحديد وتعزيز الأبعاد الإجرائية لها بتوضيح المفاهيم والمعاني المرتبطة بالأعمال المتنوعة، وعمل الأشياء الصحيحة بشكل صحيح منذ أول مرة وكل مرة، حيث يساعد ذلك في إمكانيات تطبيق مفهوم الجودة بشكل أكثر فعالية وإجرائية. وتطوير إطار عام داخل العمل لتحقيق الجودة على نحو مستمر.
كما لا تكتمل الأبعاد الإجرائية للجودة بدون تقييم لها والحصول على تغذية مرتدة ثانية، حيث تعتبر التغذية المرتدة أحد المتطلبات الضرورية للتحسين المستمر للجودة للتأكد من أن التغيير أصبح جزءا من ثقافة المنظمة ومن أجل تعميق وترسيخ مفهوم إدارة الجودة الشاملة في المنظمة، هذا بالإضافة إلى أهميتها، والتعرف على احتياجات المستفيدين والأعضاء ومدى ملائمة الخدمات لها وتطويرها على نحو يلائم تلك الاحتياجات والرغبات .
ساحة النقاش