الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

يمكن تعريف التقويم بأنه: عملية منظومية يتم فيها إصدار حكم على منظومة تربوية ما أو أحد مكوناتها أو عناصرها، بغية قرارات تربوية تتعلق بإدخال تحسينات أو تعديلات على تلك المنظومة أو على مكوناتها أو عناصرها.

وهو عملية شاملة للقياس والتقييم، وهو عملية يحكمها الصدق والثبات والموضوعية، كما أنها تتم بناء على أهداف محددة سلفا , وأنها عملية تشخيصية علاجية وقائية، وإصلاح التعليم لابد أن يبدأ بإعادة النظر في أساليب تقويم الطلاب، وفى ضوء مداخل تعليم اللغة العربية يعد التقويم دافعا للتعليم ومؤشرا فعالا في تطوير جميع عناصر منهج اللغة العربية بما يحقق الأهداف المأمولة.

 والتقويم يعد أداة مهمة بالنسبة لمعلم اللغة العربية نظرا لأنه يساعد المعلم على إعادة النظر في المصادر والأنشطة والوسائل التي يعتمد عليها في تدريسه وتحديد مدى فعاليتها، كما يقدم التغذية المراجعة عن أدائه التدريس لدروس اللغة العربية , وفعالية تخطيطه وتدريسه , وأساليب تقويمه , وبهذا يتسنى له عمليات التعرف على أسباب الضعف وعلاجها , وعناصر القوة ودعمها بالإضافة إلى أن التقويم المبدئي يعينه على تحديد مستوى الطلاب قبل بداية البرنامج، وكذلك تحديد ميولهم واتجاهاتهم , وأساليب التقويم في رؤية علمية بدلا من الاعتماد على الخبرة الشخصية أو المحاولة والخطأ.

معايير التقويم الجيد:

-    أن يرتبط التقويم بأهداف تعليم اللغة العربية وتحديد الموضوعات والمهارات التي يهدف المنهج تحقيقها.

-    شمولية التقويم واحتوائها على أدوات تعين على تقويم كافة نتائج التعليم في مناهج أو مستوى دون الأخر.

-    عدم اقتصار التقويم على التقويم الختامي، بل ينبغي أن يكون بنائيا مستمرا تبعا لاستمرار عملية التعليم والتعلم.

-    مراعاة احترام شخصية المعلم والمتعلم واحترام إنسانيته، حيث يعد الوسيلة لإعانة الطلاب على النمو المتكامل.

-    قابلية التقويم للتطبيق بقدر مناسب من الجهد والمال والأفراد عند الإعداد والتنفيذ.

-  تنوع أدوات التقويم والمستويات التي يشتمل عليها؛ بحيث يجمع بين المستويات المعرفية المتنوعة , وبين الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية بعضها البعض.

هذا ويجب أن يرتكز التقويم على المفهوم الحديث مما يتطلب معه تطوير المفهوم التقليدي للتقويم بالإضافة إلى ضرورة التركيز على التقويم الذاتى والتقويم المستمر , وعدم الاكتفاء بالتقويم الختامي  مع التركيز على تعاونية التقويم، بمعنى اشتراك جميع الأطراف المعنية بالتقويم في إعداده، وتطبيقه من معلمين وطلاب وهيئة الإدارة المدرسية وممثلين من هيئة الأبنية التعليمية وأولياء الأمور وذلك لإبداء الرأي واتخاذ القرار، وأخيرا ضرورة العناية بتقويم أساليب التقويم والتأكد من صدقها وثباتها مع على إشراك الطلب في بناة الاختبارات وتصويبها.

ومما سبق يتضح ضرورة العناية بالتقويم باعتباره عنصرا فعالا من عناصر المنهج يؤثر في جميع عناصره ويتأثر بها، وضرورة توظيف الوسائط المتعددة في تقويم أداء الطلاب مع الانتقال من الاعتماد على الوسيلة التي تقومك على مواقف افتراضية، إلى الوسائل الحقيقية مثل كتابة التقارير والملخصات، وعمل الحافظات التي يقوم الطلاب بتجميعها تعبيرا عن فهمهم للموضوعات وتفاعلهم معها وردود أفعالهم ومذاكراتهم.

ويعد نمو التلميذ نموا شاملا متعدد الجوانب هو عملية غاية التربية فهو يشمل اكتساب المعلومات والمهارات والاتجاهات والميول والقيم وطرق التفكير المرغوبة، فضلا عن أنه يتضمن الجوانب النفسية والاجتماعية والجسمية والقدرات العامة والخاصة، وتفسير النمو هو تقدير لمدى فاعلية التعلم، وبما أن التعلم ـ باعتباره تغيرا  مرغوبا في سلوك المتعلم ـ هو هدف التربية، فإن تقويم هذا الجانب من أهم الأمور التي يجب أن تعلم بها عملية تقويم المنهج، فمن خلال تقدير نمو التلاميذ نحو تحقيق الأهداف المرجوة يمكن التعرف على كثير من نواحي القوة ونواحي الضعف في المنهج، ويمكن أيضا التعرف على كثير من المشكلات التي يعانى منها التلاميذ في دراستهم، وبالتالي يمكن اقتراح الحلول المناسبة، كما أن تقدير نمو التلاميذ يساعدنا على تحديد مستويات التلاميذ ووضعهم في مجموعات متوافقة في القدرات والاستعدادات مما ييسر عملية التعليم والتعلم.

أهداف التقويم:

·          التعرف على جدوى المناهج.

·          تحديد مدى تحقيق الأهداف التعليمية.

·          التعرف على التصورات، والأخطاء الشائعة لدى التلاميذ.

·          تحديد نواحي الضعف والقوة في النشاط المدرسي.

·          مدى نجاح المعلم في عمله.

·          اكتشاف ميول وقدرات التلاميذ.

·          تحديد مدى التوافق بين المدرسة والمجتمع.

·          المساعدة في اتخاذ القرارات التعليمية.

·          انتقاء التلاميذ وتصنيفهم ونقلهم بين الصفوف والمراحل الدراسية المختلفة.

خصائص التقويم الجيد.

·          أن يكون هادفا: وذلك بتحديد الأهداف التي يسعى لتحقيقها.

·          أن يكون مستمرا: فالعمل الناجح يحتاج دوما لمتابعة.

·    أن يكون تعاونيا: يشترك فيه المدرس والطالب والمشرف الفني والموجه والناظر كي يتخلص من القرارات الفردية.

·          أن يكون علميا: يتميز بالصدق والثبات والموضوعية.

·          أن يكون مميزا: يساعد على التمييز بين مستويات الطلاب (الفروق الفردية).

·          أن يكون شاملا: يتناول الجوانب الرئيسية للوحدة الدراسية (الحقائق والمهارات والاتجاهات).

أنواع التقويم:

يصنف التقويم إلى الأنواع التالية طبقاً للأهداف المرجو تحقيقها:

-  التقويم المبدئي أو القبلي (Initial or Pre-Evaluation): ويتم قبل تعلم الطلاب لمحتوى منظومة تدريسية ( أو مقرر، وحدة ) لتحديد ما يتوافر لدى المتعلم من خصائص، معارف.. . إلخ ترتبط بموضوع التعلم بهدف الكشف عن حاجة المتعلم إلى تعلم مهارات أو متطلبات قبل البدء في دراسة موضوع ما ومن أنواعه الاختبارات التشخيصية، القبلية.. . إلخ.

- التقويم التكويني ( البنائي ) Formative Evaluation: ويعنى استخدام التقويم أثناء عملية التدريس ويستهدف تحديد مدى تقدم الطلاب نحو الأهداف التعليمية المنشودة وتقديم تغذية راجعة Feedback للمعلم عن سير تعلم الطلاب بهدف إعطاء مزيد من الاهتمام إلى تعديل في أداء المتعلم ويضم ثلاثة مراحل هى: جمع بيانات، تحليلها، ثم المراجعة والتنقيح خلال التغذية الراجعة.

- التقويم التجميعي Summative Evaluation: ويعنى الحكم على إحراز نواتج التعلم بهدف اتخاذ قرارات مثل نقل المتعلم إلى مستوى أعلى أو تخرجه ويتم عادة في نهاية تدريس محتوى أو برنامج تعليمي أو في نهاية مرحلة ومن أهم أدواته المستخدمة ما يعرف بالاختبارات الختامية Final Exam

-  التقويم البعدى: Post Evaluation: ويتم بعد انتهاء البرنامج التعليمي وانقضاء فترة زمنية، قد تطول أو تقصر على انتهائه ويهدف إلى التحقق من مدى احتفاظ المتعلم وتطبيقه لما حصل عليه من تعلم وتتبع كفائته والتعرف على مدى احتياجه إلى برامج تجديدية أو علاجية وتنموية.. . إلخ.

أساليب التقويم:

تتنوع أساليب التقويم وأدواته لتلائم الاستراتيجيات والنماذج التعليمية المختلفة وكذا حسب الأهداف المنشودة من عملية التقويم، ومن بين الأساليب المستخدمة:

الاختبارات بأنواعها المختلفة ( تحريرية – شفوية – عملية.. ......):

-  التحريرية Paper and Pencil Tests

-  الشفهية Oral Tests

- اختبارات الأداء Performance Tests

- التحصيلية Achievement Tests

- النفسية Psychological Tests  مثل اختبارات الميول، الاتجاهات، الشخصية.

-  المعملية Laboratory Tests

-  العملية Practical Tests

- التقرير الذاتى Self Report

- أساليب الملاحظة Observation

- المقابلات Interview

- الاستبيانات Questionnaires

 - السجلات والمشروعات Journal & Logs

- ملف الأعمال أو الإنجاز  Student Portfolio

المصدر: إعداد : الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 4645 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,338