تبين فيما سبق أن الجهات المسئولة عن إعداد معلم التربية الإسلامية ليست واحدة، بل تتعدد داخل الجامعة الواحدة، وهذه الجهات لا يعنى باختيار الطلاب المتقدمين إليها سوى جهة واحدة فقط مسئولة عن ذلك وهى كليات التربية وكلية الدراسات الإنسانية قسم (التربية ) والتي تعقد للطلاب المتقدمين إليها للالتحاق بشعبة الدراسات الإسلامية اختبارات شخصية يتم في ضوئها اختيار العناصر التي تصلح لمهنة التدريس، والدافع وراء هذه الاختبارات يمكن في ضرورة توافر الطلاب والطالبات الذين يقومون بمسئولية التعليم الديني بقطاع الأزهر.
وعموما فإنه من الضروري وأن تتوافر في الطلاب المتقدمين للإعداد لمهنة تدريس العلوم الشرعية مجموعة من الخصائص العقلية والفكرية والاجتماعية: والتي تتمثل في النقاط التالية:
· اكتمال مظاهر النمو المختلفة، حيث من الضروري أن يكونوا قد أشرفوا على الدخول في مرحلة الرشد واستعدوا تماما للدخول في مرحلة تعليمية جديدة تحرص فيها مؤسسات الإعداد ومنها كليات التربية على السلامة النفسية والجسمية والفكرية لهؤلاء المتقدمين من خلال الاختبارات والمقابلات الشخصية، وما سبق أن مروا به في دراستهم بمناهجهم الدراسية المختلفة في المراحل التعليمية السابقة ما يوضح أن المعدل العام لتحصيلهم وذكائهم ونموهم العقلي واللغوي والانفعالي ومستويات الوعي لديهم بصفة عامة والإطلاع والقراءة كل ذلك يؤهلهم للدراسة وإعدادهم لمهنة تدريس العلوم الشرعية.
· حفظهم للقرآن الكريم أو لقدر منه ودراستهم لبعض المناهج الدراسية المرتبطة به، مثل التفسير والتجويد، ودراستهم للسنة النبوية الشريفة وعلومها، بالإضافة إلى امتداد دراستهم للفقه في المراحل التعليمية المختلفة، ودراستهم لموضوعان التوحيد وعقائد بعض الفرق الدينية المختلفة كل ذلك يؤهل الدراسة العلوم الشرعية أو التخصص في دراستها والاستزادة من معارفها ومباحثها.
· الوعي بمشكلات المجتمع وقضاياه والتفاعل معها وبأحوال المجتمع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها، وهذا الوعي حصيلة عدد من العوامل كالتربية والقراءة والتعليم والاحتكاك بذوي الثقافة والعلم الاجتماعي والفكري لهؤلاء الطلاب، ويلاحظ أن من أشد ما يؤثر في دراسة العلوم الشرعية هو قصور وعى طلابها وضآلة وعيهم بما يجرى حولهم في المجتمع والأمة والعلم ويؤثر بالتالي في قدراتهم على معالجة قضايا المجتمع ومشكلاته من منظور العلوم الشرعية.
· قدرتهم على تصحيح المفاهيم الخطأ لدى بعض فئات المجتمع والناتجة عن الفهم الصحيح لأمور الشرع ومسائله وقضاياه مثل التعصب والتصرف في فهم بعض قضايا الشرع واللجوء إلى تجهيل المجتمع وتفكيره وغير ذلك، والتمسك بظاهرة نصوص القرآن والسنة والاستنباط منها مباشرة دون معرفة أصول الاستنباط والأدوات المساعدة على ذلك من علوم الفقه والأصول واللغة والحديث وهو ما يؤدى بالتالي إلى الفوضى الفكرية والدينية والفقهية.
· قدرتهم على التكيف مع أساليب التعلم المختلفة، فمن المسلم به تربويا أن القدرة على التعلم وأسلوب التعلم يتغيران بالتدريج خلال الحياة، ومعظم الكبار يمكنهم أن يتعلموا أي شيء تقريبا يريدون تعلمه إذا كانوا راغبين في تكريس حال فإن مختلف قدرات المتعلم تتصور في مرحلة الرشد عندما أنشطة التعليم مناسبة وملائمة لعملية التعلم.
ساحة النقاش