ينطلق هذا الاتجاه من مبدأ " أن المتعلم هو مركز العملية التعليمية "، ولذا فإن مراعاة حاجاته واهتماماته تعد هي نقطة البداية في بناء المحتوى، حيث يتم تحديد الحاجات الدينية "النفسية والاجتماعية " للتلاميذ، وتقديم المحتوى المناسب لكل منها في ضوء الحاجات، ومن أهم الحاجات النفسية والاجتماعية " الحاجة إلى الأمن والاطمئنان، والحاجة إلى الحب والتقدير، والحاجة إلى الولاء والانتماء، والحاجة إلى الخبرات الجديدة واكتشاف ما هو مجهول، والحاجة إلى النمو الاجتماعي، واكتساب المعايير الضابطة للسلوك، والحاجة إلى الصحة الجسمية والسلامة العقلية، والحاجة إلى الرعاية، وتمثل محتوى المنهج المناسب لهذه الحاجات التأكيد على الموضوعات التي تلفت اهتمام التلاميذ إلى النظر فيما حولهم من عناصر البيئة للالتفات إلى مظاهر قدرة الله ونعمه على الإنسان، والموضوعات التي تلفت انتباههم إلى قدرة الله في خلق الإنسان وخلق الكائنات، وتقديم ذلك من خلال الأناشيد والتمثيليات والقصص، والحكايات والمواقف التي تبرز فيها القيمة والسلوك، وعرض نماذج من الشخصيات الإسلامية، وشيء من السيرة النبوية ونماذج من الآيات القرآنية الكريمة للدراسة والفهم والحفظ.
وفي مرحلة المراهقة، تبدوا الحاجة إلى " الإعلاء من دوافع إشباع الغريزة الجنسية، والحاجة إلى المعرفة الدينية لأسئلتهم التي يبحثون عن حلول وإجابات عنها، والحاجة إلى تكوين العلاقات السوية مع الآخرين، والحاجة إلى تقديره لذاته، وتقدير الجماعة له، والحاجة إلى الاستقلال، والحاجة للتعبير وتكوين الرأي، والحاجة إلى الاطمئنان والتخلص من الصراع الداخلي والشك. ."، ويعكس المحتوى المقدم هذه الحاجات عندما يقدم للتلاميذ في المرحلة الإعدادية موضوعات تلفت نظره إلى ما في الطبيعة، وإلى ما اكتشفه العلم الحديث، وتقديمها في أنشطة يتعاون فيها التلاميذ، وتناول الموضوعات التي تعالج النظرة الصحيحة لموضوع الجنس، واختيار مواقف وشخصيات للدراسة تمثل نماذج القدوة والسلوك القويم، وتعلم العبادات وممارستها، وتتناول العلاقات الاجتماعية من خلال قيم التعاون والمشاركة واحترام الآخرين، والإحسان إلى الوالدين وإلى الأقارب والجيران، وتقديم الآيات والسور والأناشيد والأدعية، وتناول الموضوعات الغيبية "، والتأكيد في محتوى منهج المرحلة الثانوية على الموضوعات التي تؤكد أن الدين عقيدة وسلوك، والتعمق في موضوعات الغيب، وتأكيد مبادئ الإخاء والمساواة وضوابط الحرية الفردية، وتناول المشكلات المعاصرة والتبصير بموقف الدين فيها، وتناول الوظيفة الاجتماعية للحدود في الإسلام، والتشريعات المنظمة للعلاقات الأسرية والاجتماعية، وتصحيح المعتقدات الخاطئة والتأكيد على نبذ الخرافات والشعوذة الخ، والتمسك بالتفكير العلمي الصحيح.
وهناك عدد آخر من الحاجات اللازمة لبناء المحتوى من أهمها: الحاجة إلى الحفاظ على الصحة الجسدية، وتثبيت العقيدة الصحيحة، والتحلي بالقيم الخلقية، وفهم وظيفة المال في الإسلام، وتواجد القدوة الحسنة، وتأكيد المفهوم الصحيح للعمل في الإسلام، وتقبل التغيرات الجسمية، والحاجة إلى التربية الجنسية الصحيحة، ومعرفة العلاقة بين العلم والدين، وتصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة، ومعرفة كيفية أداء العبادات، والتمسك بالأخلاق الإسلامية، وفهم أساسيات النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الإسلام، والحاجة إلى معرفة موقف الإسلام من الأديان الأخرى. ."
وهناك من ضمنها تحت عشرة محاور، تمثلت في " العقيدة، والعبادات، والتفسير والحديث، والسير، والنظام السياسي والقضائي والاجتماعي والاقتصادي في الإسلام، والإسلام ومستجدات العصر، وتحديات تجابه الثقافة الإسلامية، وقضايا عامة.
ساحة النقاش