كل ما صدر عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) من أقوال وأفعال وتقريرات وصفات؛ علما بأن الأحاديث النبوية والقدسية، لم تقتصر في موضوعاتها على جانب واحد من جوانب الدين، وإنما شملت جوانب الدين كله؛ حيث اشتملت على ما ينظم حياة الإنسان كلها العقدية منها والتعبدية والمعاشية؛ فرسمت الطريق الواضح لعلاقة الإنسان مع خالقه، وعلاقته مع الناس، وعلاقته مع الكون ذل ما فيه من خلائق.

ولعل من الأهمية بمكان، بيان أن حديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )يشمل موضوعه موضوع الإسلام كله، قد جاء بمبادئ ترتبط بحياة الإنسان ووجوده، من ساعة تكونيه، ثم ولادته ونشأته وإنهاء حياته، بل إن هذه المبادئ تتصل ما يسبق تكوين الإنسان وخلقه في رحم أمه؛ لتشمل مسألة تكوين الأسرة السليمة، من بداية الاختيار السليم للزوج والزوجة، وانتهاء بالعاشرة الصحيحة.. . وغيرها مما يتصل بأمور الدين والدنيا معا.

والحديث أو السنة بعد القرآن الكريم مصدر للعقيدة والفقه و التشريع / وللدعوة و التوجيه، وهو كذلك مصدر للمعرفة لدي المسلم، سواء المعرفة الدينية أو الإنسانية أو الاجتماعية أو غيرها التي يحتاج إليها الناس؛ لتسدد طريقهم أو تصحح خطأهم أو تكمل ما عندهم من علم كسبي؛ ففي الحديث كما في القرءان الكريم أخبار عن حقائق تتعلق بعالم الغيب ــ العالم غير المنظور ــ و الذي لا تدركه حواسنا مما لا يعرف إلا بالوحي الإلهي؛ وفيه أيضا أخبار عن وقائع ماضية عن بدء الخلق وعن الرسل والأنبياء، وفيه كذلك أخبار عن أحداث تتعلق بالمستقبل، مما يقع قبل يوم القيامة، وهو يعرف أشراط الساعة مما هو ثابت في القرآن الكريم وفصلته السنة.

طريقة التدريس المناسبة لتدريس الحديث:

·  التمهيد: يربط المعلم موضوع الحديث ببعض مظاهر الحياة الإنسانية والتي تتفق ومدركات التلاميذ وربطه أيضا بالدروس السابقة حيث يشكل الدرس مع ما سبقه من الدروس وما يتبعه وحدة فكرية تتصل بفرع من فروع العبادات أو العقائد , كل ذلك من خلال مجموعة من الأسئلة التي تتيح فرصة الحوار والمناقشة أو على هيئة قصة متضمنة أسباب ورود الحديث مما يعطى آثرا أوقع في نفوس الطلاب.

·     قراءة الدرس قراءة صامتة لتأمل الحديث لفظا ومعنى.

·     مناقشة التلاميذ في محتوى الحديث مناقشة عامة لإثارة نشاطهم.

·  القراءة النموذجية من قبل المعلم: حيث يقرأ المعلم الحديث قراءة متميزة بسلامة النطق وصحة الشكل واضح الأداء.

·  يطلب المعلم من التلاميذ قراءة الدرس فردا فردا مع متابعتهم بدقة والتنبيه علي الأخطاء والتي قد يقعوا فيها ويعمل على توضيح الصواب وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة والتي فيها ضبط الألفاظ , وتقوية الأسلوب , والحفظ , والفهم , مع استخدام الوسائل التعليمية المناسبة.

·  يناقش المعلم التلاميذ في مضمون الحديث ومعاني الكلمات والأساليب والأفكار التي نبه عليها المعلم عند القراءة الصامتة.

·  يبين المعلم المعاني والأهداف والمقاصد التي يتضمنها الحديث وعليه أن يقوم بتقسيم الحديث إلى فقرات , ويناقش التلاميذ عن كل فقرة , مع تدوين ما يرشد إليه الحديث في عبارات واضحة موجزة، والاستفادة من الأسئلة القصيرة الهادفة التي تشمل جميع جوانب الحديث.

·  توجيه مجموعة من الأسئلة بقصد المراجعة والتوجيه والإرشاد وإثارة عواطف التلاميذ وتحريك مشاعرهم نحو العمل بما يتضمنه الحديث النبوي؛ ليتحقق لهم ثواب الله وسعادة الدارين الدنيا والآخرة.

خطوات مقترحة لتدريس الحديث النبوي الشريف:

الخطوة الأولى: التمهيد، ويكون بإحدى الطرق التالية:

‌أ- عرض مشكلة اجتماعية لها علاقة بموضوع الحديث النبوي الشريف.

‌ب- عرض واقعة أو قصة لها ارتباط بموضوع الحديث النبوي الشريف.

‌ج- استغلال مناسبة تتعلق بموضوع الحديث النبوي الشريف مثل: مناسبات الزواج والطلاق والسفر للحج وقدوم رمضان أو إطلالة الربيع.

وبعد الانتهاء من التهيئة يعلن المعلم عنوان الدرس ويسجله على السبورة ثم يقوم بالإعلان عن أهداف الدرس إما مشافهة أو كتابياً على جانب السبورة.

الخطوة الثانية: قراءة نص الحديث النبوي الشريف ( القراءة التوضيحية ) ويتم في هذه الخطوة القيام بما يلي:

1. قراءة المعلم التوضيحية لنص الحديث النبوي الشريف قراءة سليمة خالية من الأخطاء، معبرة عن المعاني مع مراعاة الوقف، ويكاد يتفق معظم المربين على أن القراءة الجهورية من قبل المعلم للحديث النبوي الشريف هي الخطوة التي تعقب التمهيد وتتم قراءة الحديث النبوي الشريف باستخدام إحدى الوسائل التالية:

• كتابته على لوحة مناسبة من الورق المقوى.

• كتابته على شفافية وعرضها من خلال جهاز العارض الرأسي (Over Head Projector).

• كتابته على السبورة.

• قراءته من موقعه في الكتاب المدرسي.

ومن المناسب التنويع في استخدام هذه الوسائل عند تدريس نصوص الأحاديث النبوية الشريفة مراعين في ذلك مستوى الصف وإمكانات المدرسة والخطة الدراسية.

2. قراءة عدد من الطلاب المجيدين لنص الحديث النبوي الشريف مع مراعاة الحركات وسلامة النطق والتعبير عن المعاني وصـحة الموقف، ولا داعي لقراءة الطلاب الضـعفاء في هذه الخطوة لأن المراد هنا إسماع الطلاب جميعاً الحديث النبوي الشريف بقراءة سليمة خالية من الأخطاء حتى تألفه آذانهم تمهيداً لخطوة الشرح.

الخطوة الثالثة: التعريف براوي الحديث النبوي الشريف:

اسمه ونسبه وصلته بالنبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ ولادته وتاريخ وفاته وإبراز أعماله وصفاته وجهده في خدمة الحديث النبوي الشريف.

الخطوة الرابعة: شرح نص الحديث النبوي الشريف:

ويتم في هذه الخطوة التفاعل بين المعلم والطلاب في أعلى مستوى له حيث يجري العمل على تنفيذ ما يلي:

‌أ- شرح معاني المفردات والتراكيب الصعبة كما جاءت في الحديث من خلال السياق بالتعاون مع الطلبة ويتم تسجيلها على السبورة ثم يكلف الطلبة بنقلها إلى دفاترهم إن كانت غير مدونة في الكتاب المدرسي.

‌ب- تحديد الفكرة الأساسية ومناقشتها مع الطلبة وتسجيلها على السبورة ثم الانتقال إلى الأفكار الجزئية، وبعد مناقشة هذه الأفكار مع الطلبة وتحديد مواضعها من النص تسجل على السبورة ويكلفون بنقلها إلى دفاترهم. من المفيد هنا ربط الأفكار بما يناسبها من الآيات القرآنية وأحاديث السيرة النبوية التي سبق للطلبة دراستها مراعاة لوحدة المادة الدراسية وتحقيقاً للربط المفيد بين وحداتها بالتعاون مع الطلبة.

‌ج- استنتاج الدروس والعبر المستفادة من نص الحديث النبوي الشريف بالتعاون مع الطلبة. ويقوم المعلم بعد ذلك كله بتسجيل خلاصة للدروس والعبر التي توصل لها الطلبة على السـبورة وتكليفهم بنقلها إلى دفاترهم.

الخطوة الخامسة: قراءة نص الحديث النبوي الشريف مرة أخرى من الطلاب وخاصة المتوسطين والضعفاء، وإذا أخطأ الطالب في قراءة نص الحديث النبوي الشريف فكيف يتم تصويب الخطأ ؟

لتصويب الخطأ أصول وأساليب يحسن مراعاتها وهي:

‌أ- البحث عن سبب الخطأ الذي قد يكون عن ضـعف في مهارة القراءة أو خلل في النطق بسبب مرضي أو عيب خلقي أو سـبب نفسـي، وهنا يكون علاج الخطأ حسب سببه فإن كان سببه ضعف القراءة فيكون العلاج بالتعاون مع معلم اللغة العربية وفي حصص التقوية، وإن كان سـببه خلقياً أو مرضياً فيحول إلى الطبيب لعلاجه، وإن كان نفسياً يعالج بالتعاون مع المرشد النفسي أو الاجتماعي في المدرسة إن وجد، أو في المنطقة التعليمية، وهنا يلاحظ أن تشخيص الخلل مبكراً يساعد في التخلص منه سريعاً ويكلفه جهداً أقل وتركه دون علاج يترتب عليه مضاعفات سلبية في التحصيل والتكيف النفسي والاجتماعي.

‌ب- يعطى الطالب فرصـة لتصويب خطئه بنفسـه ولا يتعجل المعلم في تصويبه له، وعند عجزه عن تصويب الخطأ يتم اللجوء إلى زملائه لمساعدته، فإن عجزوا بدورهم قام المعلم بتصويب الخطأ.

‌ج- يطلب المعـلم إلى الطالب الذي وقع في الخطـأ أن يقرأ اللفظ مصـوباً ولا يتجاوزه إلا بعد الاطمئنان إلى صحة نطقه.

الخطوة السادسة: استحفاظ الحديث النبوي الشريف

هذه الخطوة مطلوبة إذا كان الحديث مقرراً للحفظ غيباً وهنا نطرح عزيزي الدارس السؤال التالي: كيف يمكن للمعلم مساعدة الطلبة في حفظ الأحاديث النبوية الشريفة ؟

والجواب عن هذا السؤال أنه يمكن للمعلم استخدام إحدى الطرق التالية في ذلك، وهذه الطرق هي:

‌أ- الطريقة الجزئية: ويتم فيها تقسـيم نص الحديث النبوي الشريف إلى أجزاء يتم التعامل مع كل جزء على حدة باعتباره يتضمن فكرة أو معنى تاماً، فإذا حفظ الطلبة الجزء الأول تم الانتقال إلى الجزء الثاني وهكذا حتى يتم حفظ الحديث كاملاً وهذه الطريقة تناسب الطلاب الضعفاء، ويتم استخدامها مع بقية الطلبة إذا كان نص الحديث طويلاً.

‌ب- الطريقة الكلية: ويتم فيها التعامل مع النص باعتباره وحدة واحدة، حيث يدور حول فكرة رئيسـة واحدة غالباً، وتكون هذه الطريقة مفيدة مع النصـوص القصـيرة، حيث يقوم الطلاب بقراءة النص عدة مرات جهراً، ثم يُذْكِي المعلم بينهم روح المنافسة ليحفزهم على حفظه بشوق ورغبة.

‌ج- طريقة المحو التدريجي: وفي هذه الطريقة يكون الحديث الشريف مدوناً على السبورة ويتم التعامل معه بالمحو التدريجي، حيث يطلب إلى الطلاب محاولة حفظ الفقرة الأولى منه بعد أن يعطيهم مهلة مناسبة وبعدها يقوم بمحو هذه الفقرة ثم يستمع لقراءتهم غيباً، حتى إذا اطمأن لها انتقل إلى الفقرة التي تليها وهكذا حتى يتم حفظ الحديث النبوي الشريف، وهذه الطريقة تناسب طلاب الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الأساسي.

الخطوة السابعة: التقويم: ويشمل:

‌أ- إعادة تدريب التلاميذ على قراءة الحديث.

‌ب- الاستماع لمن حفظ الحديث غيباً.

‌ج- أسئلة تحر

الخطوة الثامنة: النشاط البيتي.

وفي هذه الخطوة يكلف الطلبة بحل الأسئلة أو التدريبات أو القيام بإجراء بعض الأنشطة.

نموذج تطبيقي لتدريس الحديث النبوي الشريف يناسب المرحلة الابتدائية

التاريخ الهجري: التاريخ الميلادي:

المادة: حديث شريف الموضوع: حديث " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "

الصف:

الأهداف:

• أن يقرأ التلميذ الحديث قراءة صحيحة.

• أن يذكر المعنى الإجمالي للحديث في جملة واحدة على الأقل.

• أن يذكر جملة على الأقل تعبر عن فضل القرآن وأجر من يقبل على تعلمه وتعليمه.

• أن يعبر عن حرصه على تلاوة القرآن رغبة في نيل الأجر من الله.

خطوات الدرس:

1 ـ التهيئة الحافزة:

بعد السلام والدعاء يردد التلاميذ نشيد الله خالقنا، ثم يطلب منهم المعلم تلاوة ما يحفظون من القرآن، مثل الفاتحة والإخلاص والفلق والناس، وبعد ذلك يسألهم من أنزل القرآن الكريم ؟ وعلى من أنزله ؟ هل تعرفون أجر المسلم الذي يقرأ القرآن ويحفظ سوره ؟ لقد حدثنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم عن ذلك، في حديث شريف سيكون درسنا هذا اليوم. ( لاحظ أن التهيئة لابد أن توفر إطاراً معرفياً للدرس وتهيئ الأذهان لتقبله، مع الإثارة والتشويق والإيجاز. ويمكن للمعلم أن يعرض صورة تلميذ يقرأ في المصحف ويناقشهم في الصورة أو غير ذلك من ألوان التهيئة ).

2 ـ عرض الحديث:

يعرض المعلم الحديث على لوحة بخط كبير وملون ومشكل. أو يدلهم على مكانه في الكتاب.

3 ـ قراءة الحديث:

يقرأ المعلم الحديث قراءة صحيحة مرتين، ثم يطلب من التلاميذ المجيدين قراءته، فالمتوسطين، في حدود 10% من التلاميذ. ويستمع المعلم إلى قراءة التلاميذ ويصحح الأخطاء، ويعزز الأداء الجيد.

4 ـ مناقشة معنى الحديث:

يناقش المعلم تلاميذه في الحديث مناقشة بسيطة، مراعياً البدء بالمعنى العام فالتفصيل على النحو التالي:

ماذا يسمَّى كلام الرسول ( صلى الله عليه وسلم)؟ من الذين يخاطبهم بقوله: " خيركم " ؟ بماذا وصف الرسول من يعلم الناس القرآن ومن يتعلم القرآن ؟ من علمك سورة الفاتحة وغيرها من السور ؟ بماذا تصف من علمك هذه السور ؟ ( هذا السؤال الأخير يقيس قدرة التلميذ على التطبيق ) هل تحب القرآن الكريم ؟ ولماذا ؟

ما علامات حُبَّك للقرآن الكريم ؟ هل تساعد إخوتك الصغار على حفظ سورة الفاتحة ؟ ولماذا ؟ ( هذه الأسئلة تقيس الجانب الوجداني ).

يعلق المدرس لوحة عليها أول آية من سورة القدر ثم يسأل: متى أنزل القرآن الكريم ؟ وفي أي شهر تقع هذه الليلة ؟ ثم يقص المعلم من السيرة النبوية قصة نزول الوحي. ( يربط المعلم هنا الحديث النبوي بالقرآن والسيرة ).

ما معنى قوله ( صلى الله عليه وسلم): " خيركم " ؟ " تعلم " ؟ و " علمه " ؟ ( يناقش المعلم هنا مفردات الحديث. ولا شك أن مناقشتها في هذا المكان ـ أي بعد شرح المعنى ـ ييسر على التلاميذ فرصة اكتشاف المعاني للكلمات الصعبة ).

5 ـ الأنشطة التعليمية:

يعرض المعلم المصحف الشريف على تلاميذه ليتعرفوا عليه مثل: عدد سوره، وأول سورة وآخر سورة فيه، وعدد أجزائه.

يعرض المعلم بطاقات إضافية فيها آيات قرآنية وأحاديث نبوية توضح فضل القرآن وأجر من يتلوه ويحفظه.

6 ـ التقويم:

يتأكد من مدى تحقق الأهداف بما يلي:

• يطلب من بعض التلاميذ قراءة الحديث أو تسميعه غيباً. يسألهم بعض الأسئلة مثل: ما جزاء من يتعلم القرآن ويعلمه للناس ؟

• بماذا نصف من لا يتعلم القرآن من المسلمين ؟ يطلب منهم كتابة الحديث في كراساتهم. ( يربط المعلم هنا بين التربية الإسلامية واللغة العربية ).

ضع علامة ( / ) أو ( × ) أمام كل جملة مما يأتي:

( ) القرآن الكريم أنزله الله على محمد ( صلى الله عليه وسلم).

( ) من يقرأ القرآن له بكل حرف حسنة.

( ) أفضل الناس من يتعلم القرآن ويعلمه لغيره من الناس.

( ) أنزل القرآن في شهر رمضان.

ومن التوجيهات التي نقدمها "لمعلم "عند تدريس الحديث النبوي الشريف ما يلي:

1- تأكيد موقع السنة النبوية في الإسلام وكيف أنها المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي.  لقد بدأت تتردد بكل أسف دعوات تقلّل من هذه المكانة.  وعلى الطالب/المعلم أن يدرك مكانة السنة في الإسلام وأن ينقل ذلك إلى الطلبة.

2- الربط، كلما أمكن، بين الحديث الشريف وما يتصل به من القرآن الكريم، أو ما يوضح معناه من سيرة المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )أو غير ذلك من فروع التربية الإسلامية.  فهذا يفسر بعضه بعضاً ويحقق ما نادينا به من قبل من حيث التكامل بين هذه الفروع.

3- ينبغي أن يعمل "الطالب / المعلم" على تنمية حب النبي ( صلى الله عليه وسلم)في نفوس الطلبة وتوقيره وإحياء سنته.

4- التأكيد على البعدين الرئيسين في حياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم): البعد الخاص بالوحي والثاني الخاص بالبشرية قال تعالى "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي"  فهذه الآية تشير إلى البعدين المذكورين فيما يتعلق بحياته عليه السلام. ولقد عمد بعض المستشرقين إلى التركيز على البعد الأول في حياة الرسول مستنتجين من ذلك استحالة تقليد الرسول ( صلى الله عليه وسلم)أو محاكاته في سلوكه حيث انفرد هو بالوحي وليس هناك بعده من البشر من يهبط عليه جبريل عليه السلام بعد ذلك.  سلوك المصطفى ( صلى الله عليه وسلمفي ضوء هذه المقولة إذن لا يقبل المحاكاة.  وهذا دس للسم في العسل!، و على "الطالب/المعلم" أن يبين ضرورة الإقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم؛ عملا بقوله تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة". إن جانب البشرية في حياة الرسول يعني إمكانية، بل ضرورة، الإقتداء به في كل ما أتى به من سلوك على قدر استطاعتنا. فالحديث الشريف مصدر أساسي لتوجيه السلوك الإنساني عبادة وأخلاقاً ومعاملات.

5- يفضل أن يعرف" الطالب / المعلم" الطلاب بالجهد الذي بذل في تدوين الأحاديث وأشهر الكتب التي اشتملت على أحاديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم)والأئمة الذين تصدوا لجمع الحديث وبخاصة الكتب الستة وأصحابها. ولعله من المفيد أيضاً أن يلقي "الطالب / المعلم "الضوء على راوي الحديث.

6-   ينبغي أن يتمكن "الطالب / المعلم "من التمييز بين الأحاديث الصحيحة والأحاديث الموضوعة وأن يدرب الطلبة، خاصة في المرحلة الثانوية، على ذلك.

7-  ينبغي التركيز على السياق الذي قيل فيه الحديث الشريف. وشرح الدلالات اللغوية في إطار هذا السياق حتى يدرك الطلبة معاني ما يقرءون ولا تتوزع إفهامهم.

8- ينبغي أن يساعد "الطالب / المعلم" الطلاب على استخراج التطبيقات العملية لكل حديث في حياتهم، مبيناً لهم كيف تساعد المعرفة الدينية على حل مشكلاتنا. وكذلك تحديد القيم والاتجاهات التي ترشد إليها الأحاديث النبوية.

9- ينبغي الحذر من تأويل الأحاديث وإخراجها عن ظواهرها إلا لأمر يقتضي ذلك من العقل أو النقل.  ليس" للطالب / المعلم" أن يتجرأ في هذه المواضع فيسيء أكثر مما يحسن.  ويفضل أن يلجأ إلى المشرف للاسترشاد بآرائه هنا أو الاستفسار منهم عن مرجع يرجع إليه.

10- يوصى بأن يتوقف" الطالب / المعلم "عند بعض الأساليب والتراكيب اللغوية السائدة في الحديث الشريف مبيناً للطلاب مصدر الجمال فيها، ومساعداً لهم على تذوقه.