الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

يقصد بمهارة ضبط الفصل مجموعة السلوكيات  التي يقوم بها المعلم للتكيف مع معطيات المواقف التدريسية بقصد منع سلوك الشغب قبل حدوثها. 

ومن أمثلة سلوك الشغب: التحدث أو السير أثناء الحصة بدون إذن،  ومن ذلك تحدى المعلم أو الرد الوقح أو ضرب الزملاء أو الاستهزاء بهم

ومن المعروف أن هناك مجموعة من الأسباب تؤدى إلى شغب التلاميذ منها ضعف شخصية المعلم،  وضعف تمكنه  العلمي.  وهناك أسباب أخرى ترجع إلى الطالب ومنها رغبة الطالب جذب الانتباه وإظهار القوة وضعف الثابرة  لديه وإفراطه الحركي. 

كما أن هناك أسباب تعود لضعف الإدارة المدرسية، وأسباب تعود إلى فساد  البيئة الفيزيقية للصف. 

ويمكنُ للمعلم أن يستخدمَ مجموعة من القواعدِِ  التي تساعده في التغلبِ على مشكلةِ إدارة الفصل بما يسهمُ في تحقيقِ الأهدافِ التعليمية المنشودةِ، وتؤهله لإدارة الفصلِ بصورة فعالة ومن ذلك؛ جذب انتباه الطلاب، حيث يمكنُ للمعلمِ استخدام إشارة معينـة إذا كان يدير درسا بأسلوب التعلم التعاوني هذه الإشارة تفيد أن المجموعات يجب أن تستعد لإنهاء مناقشتها البينية ومواجهة المعلم.  ومن الإشاراتِ المألوفة أن يرفعَ المعلم يده، أو يضرب جرسا،  أو يضئ النور ثم يطفئه،  ويجب أن يتفق المعلم مع الطلاب على الإشارة المستخدمة وماذا تعنى بالضبـط.  وقد يستخدم المعلم إشارتين: تفيد الأولى إيقاف العمل داخل المجموعـة، ومواجهة المعلم، وتفيد الأخرى الاستمرار في العمل ولكن مع خفض الأصوات لتقلـيل نسبة الجلبة والضوضاء داخل الفصل.  ويمكن للمعلم في هذه الحالة أن يطرق عـلى السبورة لاستثارة انتباه الطلاب؛ ثم يقدم الإشارة المناسبة.  وهناك العديد من الأساليب الأخرى لمواجهة الشغب منها مواجهة ارتفاع مستوى الضجيج، والتعامل مع الطلاب الذين لا يندمجون في الأنشطة التابعة للمجموعة بأسلوب مناسب.

إن مهارة إدارة وتنظيم الفصل واحدة من أهم كفايات عملية التدريس التي ينبغي أن يتقنها المعلمون سواء كون التعلم لا يحدث إلا في بيئة منتظمة يعرف كل فرد فيها ما يفعله بالتحديد كما أن إظهار المعلم لكفايات التدريس الأخرى التي يتقنها ومدى فاعليته داخل حجرة الدراسة ، وإنما يتوقف إلى حد كبير على حسن إدارته للفصل ومحافظته على النظام فيه .

كيف تدير فصلك بنجاح :

 ليس هناك وصفةٌ معينةُ كالوصفة الطبية . يتناولها المعلم فترسم شخصيته، أو تمكنهُ من أداء حصته وإدارة فصله على الوجه المرضي … فالأمر في هذا الشأن يخضع للتجارب المستمرة والممارسات المتكررة التي ترقى بالعملية التربوية فتؤتي ثمارها طيبةً يانعة … وتعطي فوائدها شيقةً نافعة. لكن خبراء التربية ورجال التعليم في الماضي والحاضر أشاروا إلى أمور معينة للمعلم بعد توفيق الله على تكوين شخصية ظريفة ومهابة ، وجانبٍ عزيز مرهوب : كأن يكون حازماً في مواضيع ، وليتنا في مواضيع أخرى .. فإذا به ( شخصية محبوبة مرهوبة .. وإذا بحصته : على الصورة المطلوبة ) وعلى الأخص في المرحلة الابتدائية .. وأسوق لكم بعض الأمور التي تعين على ذلك من خلال تجربة واسعة وخبرة طويلة في هذا الميدان،فبناء شخصية المعلم الناجح تحتاج إلى:

أولاً:  أن يحض المعلم نفسه أولاً وقبل كل شيء بالإلمام بعلوم الإسلام وتعاليمهُ، والتحلي بذلك عقيدة وعادة ومسلكاً وتطبيقاً. لأن المعلم هو المعين الذي ينهل منهُ طلابهُ، والقدوة الفعلية لهم، لذا يجب ألا يروا منهُ سوى الحرص على إتباع كتاب الله، وتطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: أن يكون المعلم قدوةً لطلابهِ في مظهره الخارجي من حيث عنايتهُ بملبسهِ وهندامه، وظرفه ونظافته . وفق ما سار مع الشريعة الغراء ووافق الأصالة العربية الخلاقة .. بعيداً عن التقليد المقيت . لأصحاب المبادئ الساقطة والتفرنج البغيض.

ثالثاً: أن يكون المعلم واسع الإطلاع، عميق الثقافة، متجدد الفكر،متابعاً لمستجدات ميدان التعليم والتعلم خاصةً، ومختلف المعارف عامةً. ليفيد طلابهُ من ناحية، وليحدد ثقافتهُ ويبتعد عن الجمود من الناحية الأخرى.

رابعاً : أن يتسم بسعة الصدر ورحابته .. وطول البال وهدوئه وأن يتحلى بالصبر والحلم والأناة لأنه يتعامل مع نفسٍ بشريةٍ .. لا مع آلة جامدةٍ وخاصةً في المرحلة الابتدائية، إذ إنه يتعامل مع براعم صغار تربوا على الابتسامة والحنان والرقة الموصوف بها المعلمات .. فيجب أن يكون تعاملهُ على نفس النهج مستمرا،ً فالعابس بطبعهِ لابد أن يصطنع الابتسامة .. والغليظ بفطرتهٍ لا بد أن يفتعل الرقة والحنان. فإذا بحبهِ يطبع في النفوس .. وإذا بتقديرهِ يحفر في القلوب والصدور.

خامساً:  والتوجيه الأبوي، والإخلاص والحب، والحنان والاحترام والثناء والتقدير .. كل ذلك من مقومات شخصية المعلم في نفوس تلاميذه. فإذا ما اتصف بجلِّ ما أسلفنا استطاع أن يبني لنفسهِ مكانةً في نفوس تلاميذهِ، تمكنهُ من أن ينجح في نفوس فصله، فيسير بالعملية التربوية والتعليمية إلى النتائج المرجوة .

الأسس التي يبني بها المعلم شخصيتهُ:

هناك بعض الأمور التي تساعد المعلم على إدارته فصلهُ إدارةً ناجحةً من أهم هذه الأسس :

أولاً: بما أن التعاون أمرٌ لازم بين أعضاء الهيئة التعليمية ..فإن من المستحسن جداً للمعلم عند انتهاء حصتهِ التي أعطاها أن يهتم ببقاء طلابه في الفصل على الهيئة الجميلة التي كانوا عليها مهيئاً ذلك لزميله في الحصة التالية حيث إن نهاية حصته بداية لما بعدها. سامحاً للمضطر منهم بالخروج فإذا فعل جميع المعلمين ذلك دخل الجميع على حصصهم التالية والطلاب هادئون ومنضبطون.

ثانياً: إن توجه المعلم إلى حصته مبكراً يعطى الطلاب مؤشراً على الجدية والحرص منذ بداية الحصة. مقللاً بذلك من فرص قيام بعض الطلاب والمحبين للفوضى بافتعال مشكلات أو شغب .. تحتاج لعلاجها وقتاً من الحصة.

ثالثاً: سرعة تعرف المدرس بفطنته وحصافته وأسئلته على مستويات تلاميذه الدراسية .. وسلوكياتهم .. دون الاعتماد على آراء من سبقوه في تدريسهم أمرٌ يغرس في نفوس التلاميذ ومن أول لقاء ذكاء وجدية هذا المدرس فيخشون جانبه .. وينتظمون معه بغالبيتهم. وما أجمل أن يلجأ المعلم إلى دفتر متابعة يسجل فيه بعض الملاحظات على المحسنين مدحاً وثناءً وعلى المسيئين لوماً وعتاباً ونصحاً وإرشاداً؛ ليشعر الطلاب بحزمهِ وجديتهِ.

رابعاً: اعتماد أسلوب الثواب والعقاب في إطار حزم تربوي غير منفر بعيداً كل البعد عن العقاب البدني أو اللفظ الغير لائق .. عمل يوجد النظام .. مع ملاحظة عدم احتقار المسيء أو الاستعلاء عليه أو الاستهزاء به أو السخرية منه .. حتى لا يتسبب ذلك في كراهية المدرس وبغضه، عملاً بالقول السائد هنا الذي ذكرهُ سعادة الأستاذ فهد بن سعد الشبر مدير المرحلة ( اكرب وجهك وارخ أيديك ) فلا تطلق لها العنان في العقاب خشية حدوث ما لا يحمد عقباه.

خامساً:  عطاء المدرس .. وتمكنه من مادته، وإخلاصه لرسالته .. كل ذلك له الفضل الأكبر في القدرة على إدارة تلك الحصة .. لأن الطالب أياً كان مسلكهُ لا يمكن أن يفعل ما يسيء وهو يرى انسياب العملية التربوية من خلال شرحٍ ومناقشةٍ واستغلال الوقت لما فيه الفائدة له ولزملائه.

سادساً:  وإشراك الطلاب جميعاً في الدرس، وتوزيع الأسئلة عليهم، دون التركيز على البعض فقط .. كل ذلك من حوافز انضباط التلاميذ .. لشعور كل منهم بأنه أخذ حقهُ، يدخل في ذلك تشجيع العاجزين على التعبير عن أفكارهم، والإدلاء بآرائهم .. ويحسن بالمعلم عدم الاستئثار بالشرح والإلقاء .. ففي ذلك إيقاظ لفاعليتهم وإبراز لعطائهم ولهذا قدرة في شدة انضباطهم.

سابعاً:  وحسن تصرف المدرس في المواقف الحرجة، يعطيه ثقة طلابه وحسن تحضير المدرس لدرسه ذهنياً ونفسياً يجنب المدرس الحرج ويمكنه من السيطرة على حصته وتلاميذه ونجاحه.

ثامنا : حرص المعلم على التعاون مع الهيئة الإدارية في المدرسة، وإطلاعها على ملاحظاته السلوكية والدراسية للطلاب كلما تطلب الأمر ذلك _ ووضع الخطط والحلول للمشكلات العارضة _ والتعاون الوثيق في تخطيها مع أولياء الأمور، مما تجدر الإشارة إليه أيضاً ومن مقومات المدرس الناجح.

والظرف مع التلاميذ دون إفراط، والملاحظة والكياسة والبسمة الحانية _ وإظهار الحرص على الصالح لهم _ هي دعائم لبناء شخصية المدرس ونجاحه في حصته وإدارته لفصله .

النماذج التنظيمية :

هناك طرق متعددة لتنظيم الفصل منها النموذج التعاوني والنموذج التنافسي والفردي .

إن العالمُ اليوم يمرُّ بالعديد من الثوراتِ مثل: ثورة المعلومات، والاتصالات ، والثورة التعاونية، في جميعِ المجالات .مما دفع رجال الفكر التربوي إلى بذل أقصى جهودهم ، للتوصل إلى فلسفةٍ تعليمية تساعد على استخدام برامج وأساليب وتقنيات وأنشطة تعليمية ناجحة وفعالة تحسن نتائج العملية التعليمية وتساعدُ على إطلاق وتحرير طاقات وإمكانات واستعدادات وسمات المتعلمين إلى أقصى درجة ممكنة.

وقد نتجَ عن هذه الاتجاهات الحديثة، والتي تحث على الاهتمام بتنظيم الأنشطة التعليمية من خلال تغيير طبيعة البيئة التعليمية الصفية ثلاثة أنماط للتعلم الصفي وهى :-

1 – النموذج التعاوني ويسعى لتحقيق العمل مع الآخرين وهو يؤدى إلى نجاح الجميع ، ويتميز بالاعتماد المتبادل الإيجابي ويمثل بنية الهدف التعاوني والتي تتحد فيه أهداف أفراد في المجموعة ويمثل أسلوب التعلم التعاوني.

 2 – النموذج التنافسي ويسعى لتحقيق العمل ضد الآخرين وهو يمثل بنية الهدف التنافسي، وتتعارض فيه أهداف الطالب مع أهداف الآخرين، وتتم مقارنة أداء المتعلمين معا – الأمر الذي ينتج آثارا سلبية لدى المتعلمين ويمثل التعلم التنافسي .

3 – النموذج الفردي، وهو نمط لا يؤثر على نجاح أو فشل الآخرين " الاعتماد متبادل " ويمثل البنية الفردية حيث يسعى الفرد لتحقيق أهداف ونتائج لأهداف ونتائج مفيدة له خاصة ، ولا توجد علاقة بين تحقيق الفرد لهدفه وتحقيق الآخرين لأهدافهم ويمثل التعلم الفردي .

ويمكنُ للمعلم أن يستخدمَ مجموعة من القواعدِِ التي تساعده في التغلبِ على مشكلةِ إدارة الفصل باستخدام التعلم التعاوني بما يسهمُ في تحقيقِ الأهدافِ التعليمية المنشودةِ ، وتؤهله لإدارة الفصلِ بصورة فعالة ومن ذلك :

1- جذب انتباه الطلاب.

يمكنُ للمعلمِ استخدام إشارة معينـة تفيد أن المجموعات يجب أن تستعد لإنهاء مناقشتها البينية ومواجهة المعلم . ومن الإشاراتِ المألوفة أن يرفعَ المعلم يده ، أو يضرب جرسا  ،أو يضئ النور ثم يطفئه، ويجب أن يتفق المعلم مع الطلاب على الإشارة المستخدمة وماذا تعنى بالضبـط . وقد يستخدم المعلم إشارتين : تفيد الأولى إيقاف العمل داخل المجموعـة ، ومواجهة المعلم ، وتفيد الأخرى الاستمرار في العمل ولكن مع خفض الأصوات لتقلـيل نسبة الجلبة والضوضاء داخل الفصل. ويمكن للمعلم في هذه الحالة أن يطرق عـلى السبورة لاستثارة انتباه الطلاب ؛ ثم يقدم الإشارة المناسبة.

2– مواجهة ارتفاع مستوى الضجيج داخل المجموعة .

يمكنُ تعيين قائد لكل مجموعة ،  يشجع المجموعـة عـلى التعاون بفعالية، مع إنجاز مهامها بهدوء ، وكلما كان الطلاب جالسين بالقرب مـن بعضـهم البعض كانوا أهدأ في حديثهم .    وتتحقق المشاركة الفعالـة لكل الأعضاء ؛ ومن ثم تقلُ فرصة وجود عضو منعزل فى المجموعة .

ويمكن أن يستخدم المعلم إشارة تدعو أعضاء المجموعة إلى استمرار العمل ، ولكن بهدوء أكثر، ويمكن أن تكون هذه الإشارة عبارة عن بطاقـة خضـراء تفيد أن المجموعة تعمل في هدوء ،وثانية صفراء تفيد أن المجموعة يجب أن تخفض صوتها وهى تعمل، والثالثة حمراء تفيد أن المجموعة يجب أن تصمت تماما لمدة عشرة ثواني، ثم تواصل العمل مرة أخرى .  

3 - التعامل مع الطلاب الذين لا يندمجون في الأنشطة التابعة للمجموعة.

هناك مجموعة من الطلاب لا يميلون إلى الاشتراك في أنشطة المجموعة ، ولا يقومون بأي دور إيجابي فيها، ويمثل هؤلاء الطلاب إزعاجا وقلقا دائما للمعلم ، فهـو لا يستطيـع إجبارهم على المشاركة في أنشطة المجموعة، ولا تركهم يعبثون بالمجموعـة ، وتشتيـت جهودها .

    وهناك بعضَ الأساليبِ التي يمكن للمعلم الاستعانة بها للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب :

أ - الإعداد الجيد للنشاط Careful Preparation

عند التخطيط للدرس يجب على المعلم أن يضع في اعتباره بعض الأمـور التي تتصـل بالمحتوى المقدم للطلاب ، وما فيه من أنشطة ، فربما يكون السبب الذي يجعل هؤلاء الطلاب سلبيين إزاء أنشطة المجموعة هو طبيعة الأنشطة دائما فقد تكون شديدة الصعوبة أو السهولة، أو غير شيقة ، أو ممتعة بالنسبة للطلاب، إذا اكتشف المعلم ذلك؛ فإن عليه أن يعيد التخطيط لأنشطته بما يتواءم وحاجات هؤلاء الطلاب ويتناسب معهم.

ب - اطلب منهم أن يفعلوا شيئٌا لا يتطلب التحدث :

يمكن للمعلم أن يوزع الطلاب السلبيين على المجموعات المختلفة،ويكلفهم بأعمال لا تركز على المهارات المطلوب تنميتها بل يطالبهم بتدوين ملحوظات حول مناقشات المجموعة ، أو كتابة الأفكار التي يحددها أعضاء المجموعة فى أثناء النقاش،أو توزيع المواد التعليمية على المجموعة وهكذا.

جـ - نظام الدرجــات :

يمكنُ للمعلم تنبيه هؤلاء الطلاب إلى أنهم سيفقدون بعض الدرجـات فى حالـة عـدم مشاركتهم في أنشطة المجموعة ؛ مما يؤثر على مكانة مجموعتهم أمام بقية المجموعات ؛ وبذلك يجبرهم المدرس على الانتباه والمشاركة في أنشطة المجموعة .

د - حاول الاشتراك في الأنشطة مع هؤلاء الطلاب :

على المعلم أن يحدد أولا مجموعة من الأنشطة التي يفضلها هؤلاء الطلاب، ثم يشاركهم بعد ذلك في تنفيذها ، وإنجاز العمل المطلوب فيها ، وهكذا فإن الطالب الذي يفضل الصمت أو يثير الشغب مع المجموعة لا يفعل ذلك مع المدرس نفسه، وتدريجياً تقل سلبية هؤلاء الطلاب ويندفعون تجاه المشاركة في أنشطة المجموعة .

هـ - تغاضى عن سلوكهم تماماً :

يقومُ المعلم بتوزيع هؤلاء الطلاب على المجموعات المختلفة ، ثم يتظاهر بأنَّه لا يلحظ سلبيتهم أو عدم مشاركتهم في النشاط . بمرور الوقت سوف يشعر هؤلاء الطـلاب بأنهـم منبوذون ، وسيقلقون على مستواهم فيميلون تدريجيا إلى المشاركة في الأنشطـة داخل المجموعة.

4 – مراجعة أعمال المجموعات التي انتهت مبكرا للتأكد من إنجاز المهام المحددة.

إذا انتهت بعض المجموعات من إنجازِ مهامها قبل المجموعات الأخرى ، يمكنُ للمعلـم في هذه الحالة أن يقوم بمراجعة أعمال هذه المجموعات؛ ليرى ما إذا كانوا بالفعـل قـد أنجزوا المهام المحددة لهم على الوجهِ الصحيح وبالمستوى المقبول أم لا . وعندما يطمـئنُ المعلم إلى ذلك يمكنه أن يطلبَ من المجموعات التي انتهت مبكرا أن تقارن ما صنعتـه كـل مجموعة منها بما صنعته المجموعة الأخرى . وفى أثناء ذلك تناقش كل مجموعــة كيفيـة تطوير عملها الجماعي. ويمكن للمعلم أن يجهز أنشطة إثرائية يقدمها للمجموعات التي تنتهـي مبكرا من مهامها الأساسية وتتصف هذه الأنشطة بأنها قصيرة ، وتتصل بالمهام الأساسية ، وتزيد من كفاءة أعضاء المجموعة في المهام التي تم إنجازها بالفعل . ومن الأمورِ التي تسهمُ في ضبطِ هذه المسألة أن يحددَ المعلم الحدود الزمنية لعمل المجموعات معا .

 واستخدام المعلم لهذه التوجيهات داخل الفصل أثناء تناول موضوع من اللغة العربية يمكن أن تفيد الطــلاب من العمل معا في مجموعات متعاونة يؤدى إلى تنمية روح التعاون ، والعمل كفريق ، والانخراط في تحضير المهام بعيدا عن المدرسة ، والمشاركة فى عملية التعلم بطريقة فعالة .

ومن الضروري إدراك الطلاب أن واقع الحياة اليوم يفرض على الجميع أن يتعاونوا معا لإنجاز العديد من المهام . فالتعاون هو سمة الحياة وميزة الشخص الناضج ، ومن ثم فالتعاون داخل الفصل لأداء مهمة معينـة يتعلم منه الطلاب بعض المهارات الاجتماعية المهمة للحياة داخل المدرسة وخارجها.

بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من المجموعات التي انتهت مبكرا بأن يجعـل منهـا نماذج للأداء السهل للمهام المطلوبة منها ؛ مما يدفع بقية المجموعات للعمل بشكل جماعي وبصورة أكثر كفاءة.كل ذلك يساعد المعلم على النجاح في تنفيذ دروس القراءة باستخدام التعلم التعاوني.

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 4746 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,359