الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

يقصد  بالوسائل التعليمية مجموعة من المواد التعليمية والأجهزة التعليمية والمواقف التعليمية اللازمة لزيادة فعالية مواقف الاتصال التعليمية  التي تحدث داخل حجرات الدارسة وخارجه. 

الوسائل التعليمية وكفاءة العملية التعليمية:

إن الوسائل التعليمية , إذا ما أحسن إنتاجها أو إعدادها واستخدامها , تستطيع أن تفيد بدرجة واضحة في رفع مستوى كفاءة العملية التعليمية في النواحي الآتية:

1- المساهمة في تعليم أعداد كبيرة من المعلمين , حيث يمكن الاستعانة بأكفأ المعلمين على مستوى القطر لتسجيل دروس نموذجية تعرض عن طريق الإذاعة والتليفزيون , سواءً في القرى أو المدن وهذا يعطى الفرصة لجميع الدارسين. 

2- التغلب على المشكلات الناتجة عن الانفجار الثقافي: تعيش البشرية اليوم في عصر تظهر فيه كل يوم اختراعات وأبحاث واكتشافات جديدة في مجالات الطب والصيدلة والهندسة والزراعة والنقل والفضاء وكل هذه الاختراعات والاكتشافات والأبحاث تضاف إلى التراث الثقافي للبشرية. 

3- المساهمة في علاج مشاكل الفروق الفردية بين التلاميذ: كلما كثر عدد التلاميذ داخل الفصل زادت الفروق الفردية فنجد المعلم في غالب الأحيان يوجه شرحه للتلاميذ على اعتبار أنهم جميعا في مستوى واحد , وإذا ما انتهي المعلم من شرح نقطة من نقاط الدرس واكتشف أن بعض التلاميذ لم يفهموا فإنه يعيد شرحها بنفس الطريقة اعتقادا منه بأن إعادة الشرح كفيل بإتاحة الفرص للفهم. 

4- توفير الخبرات المباشرة وغير المباشرة في العملية التعليمية: هناك ظروفا ومواقف يستحيل على المعلم أو يصعب عليه أن يتعلم بالخبرة المباشرة كدراسة الفضاء بين الكواكب ودراسة أعماق البحار والمحيطات, وفى كل هذه المجالات يستخدم التليفزيون والأفلام التعليمية. 

5- إثارة اهتمام التلاميذ وتشويقهم وجذبهم للدرس: كان التنظيم يتم بالاعتماد على الوسائل اللفظية وظهر أن لهذه الطريقة عيوباً من أهمها أنها تؤدى إلى سوء الفهم إذا ليس لبعض الكلمات في حد ذاتها معنى , ويتوقف المعنى المفهوم على الخبرة السابقة للمستقبل.  وقد يحدث أن يكون المعنى عند المرسل مختلفا عن المعنى  الذي يقصده المستقبل ومن هنا يأتي سوء الفهم والوقوع في مدركات خطأ. 

أهمية استخدام المعلم للوسائل التعليمية:

·    يستطيع المعلم أن يدرك ضرورة وقيمة استخدامه للوسائل التعليمية أثناء تدريسه , إذا وضع في حسبانه الاعتبارات الآتية:

·          أن الوسائل التعليمية جانب رئيس من جوانب المنهج تعمل وتؤثر في كل متكامل. 

·    أن الوسائل التعليمية لا ينبغي أن تستخدم كفايات في حد ذاتها وإنما هي وسائل ينبغي أن تسهم في تحقيق الأهداف المرغوب فيها. 

·                     أن الوسائل التعليمية أدوات مساعدة للمعلم ولا يمكن الاستغناء بها عن الكتاب المدرسي. 

·          أن الوسائل يمكن أن تواجه ما يوجد بين تلاميذ الفصل الواحد من فروق فردية. 

·          أن السائل التعليمية لا يقتصر استخدامها على مادة دراسية دون غيرها من المواد. 

·                     أن الوسائل التعليمية ينبغي أن تعتمد على قدرة المعلم على التفكير والتخطيط والابتكار. 

·    أن الوسائل التعليمية ليست عملا إنتاجيا فنيًا يستخدم لتجميل جدران المدرسة وفصولها , وإذ كان ذلك لا يعنى أن وسيلة للمرحلة الابتدائية تصلح للمرحلة الإعدادية والعكس صحيح. 

·                     أن الوسائل التعليمية لا يقتصرا استخدامها على مرحلة تعليمية دون غيرها من المراحل. 

·    الوسائل التعليمية تهدف إلى توضيح وتفسير الأمور المادية والحسية مثل تركيب زهرة وآلة فضلا عن صلاحيتها لتوضيح وتفسير الأمور المجردة. 

أسس اختيار الوسيلة التعليمية:

قد يقف المعلم أمام نفسه طويلا في حيرة من أمره بسبب اختيار الوسيلة التعليمية المناسبة لدرسه , ولذا رأينا أن تقدم لـه الصفات  التي يجب أن تتوافر في الوسيلة , و التي يجب أن يراعيها المعلم عند اختيار الوسيلة أو التفكير في عملها وهى:

1-  أن تكون الوسيلة نابعة من المنهج الدراسي , وملائمة لموضوعاته , ومتوافقة مع موضوع الدرس , ومحققة لأهدافه السلوكية. 

2-      أن تكون الوسيلة واقعية كصورة أو عينة أو مجسم بالإضافة إلى كونها بسيطة. 

3-      أن تتناسب مع مستوى المتعلمين من حيث العمر والخبرات الجديدة. 

4-          أن تشوق المعلم وترغبه في الإطلاع والبحث والاستقصاء.  وتساعده على استنباط خبرات جديدة. 

5-          أن تعين الوسيلة على ربط الخبرات السابقة بالخبرات الجديدة. 

6-    أن يتوافر في الوسيلة الخصائص الفنية الواجب توافرها فيها كالبساطة ووحدة المعلومات ومناسبتها لزمن الحصة الدراسية ووضوحها ووضوح ألوانها ومرونتها في التغيير والتعديل. 

7-          أن تجمع الوسيلة بين الدقة العلمية والجمال الفني مع المحافظة على وظيفتها. 

8-    أن تكون رخيصة الثمن متينة الصنع , يسهل إصلاحها , وأن تكون متناسبة مع التصور العلمي والتكنولوجي للمجتمع. 

9-    أن تنمى في المتعلمين القدرات والمهارات الفكرية والعقلية  التي تزيد مع التعلم والتأمل والتفكير والتحليل والملاحظة والإبداع. 

10-       أن تكون موادها الأولية من بيئة المتعلمين كلما أمكن ذلك. 

11-       أن يتناسب حجم الوسيلة ومساحتها وصوتها مع حجرة الدراسة وعدد التلاميذ. 

12-   أن تكون الكتابة المرافقة للوسيلة من قاموس الدارسين ( التلاميذ ) وأن تفتح لهم المجال لإكسابهم مفردات ومدركات ومفاهيم جديدة بخط واضح مقروء بسهولة. 

فوائد استخدام الوسائل التعليمية:

لاستخدام الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم،  فوائد وأثار إيجابية يظهر أثرها في نوعية المخرجات التعليمية , ومن هذه الفوائد أنها:

1- تفرز الإدراك الحسي لدى المتعلم فاستخدام الصور المرئية بالإضافة إلى الألفاظ يساعد في إدراك المفاهيم والأفكار والمعارف. 

2- تنمى حب الاستطلاع عند المتعلم وترغبه في التعلم , فهي تثير فيه حب الإطلاع على الخبرات والمعارف والأفكار والمعلومات. 

3- تحقق العدالة في فرص التعليم حيث يتمكن الطالب من استعارة الوسيلة للاستعانة بها في تطوير إمكانياته وقدراته. 

4-  تجاوز صعوبة قلة المعلمين بإتاحتها فرصا تعليمية لأكبر عدد ممكن من المتعلمين. 

5-  تمد المتعلم بالتغذية الرجعية  التي ينتج عنها زيادة في التعلم كما وكيفاً. 

6-  تساعد المتعلم على التذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم. 

7-  تساعد على تعديل سلوك المتعلم وتكوين اتجاهات وقيم جديدة لدية يرغب في غرسها لدى المتعلمين. 

8-  تساعد على بناء أجيال جديدة مستوعبة لحركة التطور والتقدم الإنساني.    

9- توفر الوقت والجهد في عملية التعلم لدى المعلم والمتعلم معاً؛ لأنها تجلب العالم المحيط بالمتعلم إلى حجرة الدراسة. 

10-       تساعد على تعزيز العلاقة الإيجابية بين المعلم والمتعلم , وهذا بدوره ينمى لدى المتعلم الرغبة في التعلم

11-       تساعد على معرفة العلاقة بين الأشياء بعضها البعض. 

12-       تكسب المتعلم بعض المهارات كالانتباه , تركيز الفكر لما بين يديه , كما تشحذ ذهنه بالحرص والحذر. 

13-       تشجع المعلمين على تبنى مواقف تربوية تجدديه تبعده عن الجمود والتقليد وتقربه من روح العصر ومسايرة التطور العلمي التكنولوجي. 

مراحل استخدام الوسائل التعليمية:

يتبع في استخدام معظم الوسائل التعليمية المراحل التالية:

1-      تحديد الغرض من الوسيلة:

 تستخدم الوسيلة لتحقيق غرض محدد من الدرس , وعلى ضوء هذا الغرض تنتقى الوسيلة , وعندها يتساءل المعلم عن مقدار الفوائد  التي يجنيها المعلمون من استخدام الوسيلة والمشكلات  التي تحلها. 

2-      اختيار الوسيلة أو انتقاؤها:

قد تتوفر لغرض معين عدة وسائل , وعندها يضطر المعلم إلى المفاضلة بين أنواع الوسائل المتوفرة , وانتقاء إحداها أو أكثر من واحدة , وللمفاضلة قد يطرح على نفسه الأسئلة التالية:

-       أي الوسائل المتوفرة يحقق الغرض بطريقة أفضل ؟

-       هل يتناسب استخدام الوسيلة مع الوقت والجهد المبذولين في إعدادها ؟

-       هل تتناسب الوسيلة مع خبرات التلاميذ السابقة ؟

3-             الإعداد: ويتضمن الإعداد:

( أ ) تجربة الوسيلة قبل استعمالها. 

(ب) إعداد المكان , ويتضمن إعداد المكان فيزيقيا وتجريب الأجهزة في مواضعها , وإعداد أماكن تعليق الصور , وإعادة ترتيب جلوس التلاميذ , إذا كان ذلك ضروريا. 

4-       استخدام الوسيلة:

وهذه أهم خطوة في مراحل استخدام الوسيلة إذا أنه على المعلم أن يمكن  التلاميذ من الاستفادة من الوسيلة غاية الفائدة , فيحدد الوقت  الذي يحسن فيه أن  يبرزها أمامهم أو يتركها بين أيديهم يلاحظونها ويعالجونها , وأن يربط بينها وبين مضمون الدرس , فيؤكد مثلا على بعض النواحي والأجزاء  التي يجب أن يلاحظوها وأن يعطيهم الفرصة كي يناقشوه فيها وتختلف أساليب استخدام الوسائل حسب الوسيلة والطريقة  التي يعلم بها. 

5-      التقويم:

 قد يظن البعض أن استخدام الوسيلة هي الخطوة الأخيرة من استعمالها ولكن ضرورة التعلم تتطلب تقدير مدى معرفة ما حققته الوسيلة من الأهداف  التي سبق تحديدها, وتنفيذ نتائج التقويم في تعديل الأهداف , أو في تحسين استخدام الوسيلة في المرات المقبلة , أو في تلاقى النقص باقتراح نشاط تال.

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 11551 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,429