نظريات السلوك الدينى :
تؤكد هذه النظريات على وجود عوامل متعددة تحتم السلوك الدينى فتاريخ الفرد ، اعتبارات المركز ، وديناميات الشخصية ، كلها عوامل تترابط فى تحديد لماذا يندمج بعض الأفراد فى أنشطة دينية ، أو بمعنى آخر لماذا يكون بعض الأفراد أكثر تدينا من الآخرين ؟ وتقسم النظريات المفسرة للدين إلى ثلاث مجموعات :
1-نظريات الأصل : والتى تحاول تفسير كيف ينشأ الدين في البداية ومنها النظرية الطبيعية ويرى أصحابها أن الدين محاولة أولى قام بها الإنسان لتفسير الظواهر الطبيعية التى تبعث العجب والدهشة أو الخوف والرهبة ، والنظرية الروحية وترى أن أقدم عبادة عرفها الإنسان عبادة الأرواح حيث يرى البعض أن نشأة التدين لدى الإنسان ترجع إلى غريزة الاستحياء ، فالإنسان كان يستحى الأشياء والظواهر ، ويرى أن لها نوعا من الحياة ولها قوى تؤثر بها فى حياته ومن ثم كان يعبدها ، وأيضا نظرية هنرى برجسون والتى تميز بين نوعين من الديانات ، ديانة مغلقة إستاتيكية ويرى أن مصدرها هو الغريزة الاجتماعية كالضغط الاجتماعى أو الضرورة الاجتماعية ، ونظام المجتمع وتماسكه يتطلب من الفرد انخلاعه عن رغباته وتضحيته وتحمله أعباء تقتضيها مصلحة غيره ، وديانة دينامية مصدرها هى الحدس ، وهى ملكة فوق المستوى العقلى تبلغ أسمى درجاتها عند الصفوة المختارة من أهل التجربة الصوفية السامية ، ونظرية الحاجة المدركة ، فالعقائد تقبل فى إطار إجتماعى وبمشاركة أعضاءه ، ولذا يظهر تأثير معايير الجماعة على قبول العقيدة ، ونظرية الفطرة وترى أن الإنسان كائن دينى ، يبحث دائما عن شئ يخضع له ، وعن تفسيرات لما يحدث حوله من ظواهر مبهمة ، وهذا الميل من منظور إسلامى يسمى الفطرة ، وهذا ما يفسر ظهور الوثنية وتعدد الآلهة فى الحضارات المتعاقبة ، وكذلك الاتجاه التكاملى ، حيث أهتم رواج هذا الاتجاه بدراسة العلاقات الوظيفية بين النظم الدينية وغيرها من النظم الاجتماعية كما حاول أنصار هذا الاتجاه استخلاص المقومات الأساسية للدين.
2- نظريات الاستمرار : والتى تفسر لماذا يتبنى أفراد معينون أو جماعات معينة انساقا عقائدية معينة ؟ وتضم نظرية التعلم الاجتماعى ، والتى تذهب إلى أن السلوك الدينى والمعتقدات والممارسات جزء من الثقافة وأى سلوك ينتقل من جيل إلى جيل شأنه شأن لعادات الاجتماعية ، وينتقل ويتعلم من خلال التنشئة الاجتماعية ، ونظرية الحرمان والتعويض والتى يزجر تراثها بالعديد من الاتجاهات النظرية التى تربط بين السلوك الدينى والحرمان ومن روادها ماركس ، فرويد ، ودافيد وجلوك ولينسكى.
3- نظريات النتائج : ويطلق عليها نظرية التكامل الفردى والتى ترى أن الوظيفة الأساسية للدين هى تحقيق التكامل والتكيف للفرد ، وتتألف من خلالها العمليات العقلية الداخلية للفرد مع التكيف الاجتماعى وكذلك تعمل على كبت الجوانب العدوانية والنزوات الجنسية فى الفرد ، وبالتالى يحدث تكيف الفرد مع المجتمع من خلال التكامل.
ساحة النقاش