دور الإسلام فى تعديل سلوك الفرد :
يعد منهج الإسلام فى تعديل السلوك الإنسانى منهج إلهى ؛ فالله مطلع على النفس الإنسانية ، إنه منهج يقوم على أساس رؤية الخالق للمخلوق ، أى يقوم على رؤية شمولية ، فتعديل السلوك فى التربية الإسلامية عملية واعية تؤدى إلى إحداث تغييرات فى السلوك الإنسانى ، وتنمى مظاهر السلوك الإيجابى ، وتقضى على مظاهر السلوك السلبى ، بما يتفق مع أسس ومبادئ العقيدة الإسلامية ، وحاجات النفس البشرية للوصول إلى شخصية سوية مستقرة.
إن إصلاح المسلم يبدأ من العقيدة إلى جزئيات حياته المختلفة ، لذا فقد أرسل الله الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وكان آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام ، وطلب إليه ولأمته استمرار الإصلاح ، قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) . الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلى أن المربى يستطيع بأساليب تربوية إكساب الفرد السلوك السليم المطلوب ، وتعديل سلوكه نحو الأفضل ، حيث قال: " ما من مولود إلا بولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء " ( رواه البخارى كتاب الجنائز ، باب إذا أسلم الصبى ، فهل يصلى عليه.
ويعد الإسلام كله دعوة كاملة لتعديل سلوك الإنسان ، واتجاهاته وأفكاره ومعتقداته ، وآرائه بل ونظرته إلى الحياة ، ويلمس هذا الهدف العظيم فى كل آية من آيات القرآن الكريم ، وكل حديث شريف. فالإسلام غيّر السلوك من الوثنية إلى التوحيد ، ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن الظلم والطغيان إلى العدل ، ومن سلوك التمرد والعصيان إلى سلوك الطاعة والالتزام ، ومن سلوك وأد البنات إلى حبهن ، ولذا فإن الإسلام يعدل من سلوك الفرد ويبنى شخصيته على قيم الحق ومبادئ الخير .
ساحة النقاش