الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

التذكر عملية عقلية مركبة من عمليات مختلفة متكاملة تتضمن العمليات الأساسية الآتية:

<!--تحصيل المعلومات وحفظها ( التحصيل ).

<!--الاستبقاء ( الوعي والنسيان ).

<!--الاستدعاء .

<!--التعرف .

وفيما يلي توضيح تلك العمليات:

  • التحصيل:

وهو اكتساب أو تعلم المعلومات والخبرات الجديدة، وتكوين انطباعات عنها فى شكل تصورات تعرف بآثار الذاكرة، وتقوم هذه العملية على تكوين روابط عصبية فى لحاء المخ لما يدركه الفرد فى عملية استقبال المثيرات والاستجابة لها، وتدعيم هذه الارتباطات كلما تكررت العملية.      ( ملحم ، 2001 : 43)

ولتحصيل المعلومات وتثبتها فى الذهن شروط عديدة، بعضها خاص بمادة التعلم والتحصيل وبطريقة تحصيلها وتسمى الشروط الموضوعية أو الخارجية، وبعضها خاص بالشخص المتعلم وتسمى بالشروط الذاتية أو الداخلية، والعلاقة بين هذين النوعين من الشروط علاقة تكاملية تفاعلية.

وقد توصل العلماء إلى تحديد هذه الشروط على النحو الآتي:

<!--الشروط الموضوعية الخارجية:

<!--من السهل حفظ الكلمات ذات المعاني فى وقت أسرع مما لو كانت عديمة المعنى، فالمتعلم يحفظ الموضوعات والكلمات التى يقوم بينها صلة بصورة أسهل من غيرها.

<!--التكرار الموزع لعدد مرات الحفظ خير من التكرار المركز فى زمن متصل؛ فالأول يثبت المعلومات لمدة أطول.

<!--إذا اتخذ المتعلم نغمة معينة أثناء القراءة؛ فإنها تساعد على سرعة الحفظ؛ فالشعر المقفى، مثلاً أسهل في الحفظ من النثر.

<!--إذا كانت المادة المراد حفظها كبيرة فيجب تقسيمها إلى أجزاء متعددة على أساس منطقي، بحيث يكون لكل جزء معنى مستفاد، وتحفظ كل منها على حدة، ثم يعاد تكرارها دفعة واحدة وفي صورة كلية.

<!--يجب على المتعلم أن يقوم بعملية تسميع ذاتي بين الحين والآخر لما حفظه حتى يعرف الأجزاء التي لم يحفظها فيزيد من مرات قراءتها.

<!--الشروط الذاتية الداخلية :

<!--إذا كانت موضوعات الحفظ ذات صلة بالمتعلم وباهتماماته وميوله فإن عدد المرات اللازمة لحفظها تكون أقل من غيرها من الموضوعات التي لا تتلاقى مع اهتماماته وميوله.

<!--لحالة المتعلم النفسية تأثير بالغ في سرعة الحفظ؛ فالشخص القلق والمكتئب يحتاج إلى زمن طويل، ومرات كثيرة؛ لحفظ موضوع ما عما يحتاجه السليم.

<!--كما أن لحالة المتعلم الجسمية أثرًا كبيرًا في سرعة الحفظ، فإذا كان سليمًا ومتحفزًا، ومنتبهًا ومستعدًا لتلقى المعلومات؛ فإنه يكون أسرع في الحفظ والفهم من غير المكترث.

<!--لا يمكن إنكار أثر الذكاء الشخصي للفرد في سرعة التحصيل وقوة التعلم؛ فإن عقلية الذكي أسرع في الحفظ والفهم من عقلية متوسط الذكاء. ( عويضة، 1996 : 125-126 )

  • الاستبقاء ( الوعى والنسيان ):

بعد تحصيل المعارف تأتي عملية الاحتفاظ بها في الذاكرة وهو ما يعرف باسم "الوعى" ، ولكن قد يمضي وقت طويل دون استدعائها من الذاكرة فتمحى من الوعي ويعرف هذا باسم النسيان، إن التذكر يتضمن اكتساب المعرفة أو الخبرة لخطوة أولي ويتبعها فيما بعد استدعاء أو تذكر ما تم اكتسابه، إن النسيان هو الفرق بين ما تم تعلمه وما تم تذكره".(عدس، وتوق، 1997: 181)

وقد صاغ علماء النفس نظريات مثل:

<!--نظرية الضمور:

وهى النظرية التي تعيد النسيان إلى عدم الاستعمال، وتقرر أن عدم استعمال المعلومات والخبرات المكتسبة يؤدي إلى ضمورها وتلاشيها ، حيث إن هنالك بعض المواد الكيميائية التي تسبب نوعاً من التغيرات فى عمليات بناء وهدم الخلايا ( الأيض ) في جهاز تخزين المعلومات مما يؤدى إلى تحلل آثار الذاكرة ثم تلاشيها من الجهاز العصبي.

<!--نظرية التداخل:

تلقى هذه النظرية تأييد معظم المنشغلين بعلم النفس، وهي تشير إلى أن قدرتنا على تذكر أي نوع من المعلومات تتأثر بمدي تداخلها مع غيرها من المعلومات المختزنة فى الذاكرة، وعليه فإن ما نتعلمه في الحاضر يتأثر عكسيًا بما تعلمناه فى الماضي، ويتأثر كذلك بما سنتعلمه في المستقبل، وأن المعلومات تتنافس حين ننتبه لها وتتصارع من أجل البقاء.

<!--الفشل بالاسترجاع:

تبين هذه النظرية أن النسيان يرجع لإخفاق الفرد فى استرجاع الخبرة التي تم تخزينها فى الذاكرة، وذلك لتأثير بعض العوامل السلبية فى أثناء التعلم كسوء التنظيم فى التخزين أو عدم وجود الدافعية، الأمر الذي يؤثر سلبيًا على عملية التعلم، وينعكس على قدرة الفرد على التذكر.

<!--نظرية عدم اكتمال المكتسب من الخبرة:

حيث يشير الجشطالتيون إلى أنه كلما كان المكتسب من الخبرات مكتملاً كان تذكره أيسر وأقوى أما الخبرات الناقصة والعديمة المعنى فهي تكون أكثر عرضة للنسيان. ( عويضة، 1996 : 127)، (  ملحم ، 2001 : 242 )

  • الاستدعاء:

تعرف هذه العملية بأنها استرجاع أو استدعاء المعلومات والخبرات التى تم تحصيلها من قبل في مختلف ظروفها السابقة وذلك عن طريق الصور الذهنية والألفاظ .

    وهناك مجموعة من العوامل التى تساعد المتعلم على التعلم بصورة أسهل وأفضل، وتحقق له الاحتفاظ بما تعلم لمدة أطول، وقد تبين من نتائج البحوث العلمية أن إلمام المتعلم بهذه العوامل وتدريبه على حسن الاستفادة منها يساعد على حسن التعلم والتذكر، ونورد فيما يأتي أهميتها في:

<!--معرفة النتائج ( التغذية الراجعة ):

تعمل التغذية الراجعة على تكوين علاقة بين المثير والاستجابة، فإن كانت الإجابة صحيحة تؤدي التغذية الراجعة إلى تقوية الرابطة بينها وبين المثير الخاص بها، وإن كانت خاطئة عمد إلى تعديلها قبل أن يقوى الرباط بينها وبين المثير المولد لها وعليه فإن معرفتنا بنتائج ما نقوم بتعلمه يساعد فى إسراع عملية التعلم بوجه عام سواء أكان هذا التعلم لفظياً أم مهاريًا.

<!--توزيع التدريب:

حيث لوحظ أن الوقت المحدد لدراسته إذ أجرى توزيعه على عدة جلسات قصيرة فإنه يعطي نتائج أفضل من استنفاذه دفعة واحدة، ويرتبط ذلك بمبدأ توزيع التكرار ( عدد المرات ) على الزمن، إذ إن دراسة الموضوع لعدة مرات وفي فترات زمنية قصيرة يسهم فى الحفظ الجيد. ( عدس، وتوق، 1997: 182 )

وهنالك طريقتان للحفظ هما:

<!--الطريقة الكلية: حيث حفظ المادة دفعة واحدة أي قراءتها من أولها إلى أخرها باعتبارها وحدة واحدة، وهذه الطريقة مفيدة فى حالة المتعلم السريع، وعندما تكون مادة التعلم تؤلف وحدة متكاملة، وكذلك عندما يمكن استخدام أسلوب التدريب الموزع فى حالتها.

<!--الطريقة الجزئية: وفيها يتم تقسيم المادة إلى عدة وحدات بحيث يتم تعلمها واحدة تلو الأخرى.

وهذه الطريقة مناسبة عندما يسهل تقسيم الكل إلى أجزاء منفصلة ، وتتغير بتزويدها المتعلم بالتغذية الراجعة السريعة، وبتعزيزها لدافعيته. ( الجلاد، 2007 : 316)

وذكر ( محمد، 2003 ) طرقًا أخرى للحفظ:

<!--الطريقة الأولى: ( الحفظ التسلسلي): وهو أتقن أنواع الحفظ وهو أن تقرأ الآية الأولى، ثم تحفظها، ثم تنتقل إلى الآية الثانية تحفظها، ثم تقرأ الآية الأولى مع الثانية، ثم تنتقل إلى الآية الثالثة فتحفظها ثم تقرأ الآية الأولى مع الثانية مع الثالثة وهكذا.

<!--الطريقة الثانية: ( الحفظ الجمعي): وهى أن تحفظ الآية الأولى ثم تحفظ الآية الثانية، ثم تحفظ الآية الثالثة والرابعة إلى نهاية الورد، ثم تجمع الآيات وتكرر الآيات كلها مرة واثنين.

<!--الطريقة الثالثة: ( الحفظ المقسم): وهى تقسيم الورد إلى أقسام متحدة فى المعنى وتكتبها في ورقة، وتكتب لها عنوانًا، وتحفظ مجموعة ثم مجموعة أخرى ثم تجمع المجموعات .( محمد، 2003 : 16 )

  • التعرف:

تختلف عملية التعرف عن الاستدعاء من حيث إن الاستدعاء يمثل استذكار المعلومات دون مساعدة خارجية وبالاعتماد على الجهد العقلي الذاتي، في حين تقوم عملية التعرف على استذكار المعلومات بمساعدة خارجية تتمثل في مفاتيح أو روابط سبق تعلمها حيث يمكن التعرف على المعلومات من خلال استذكار تلك المفاتيح والروابط. ( عدس، وتوق، 1997: 183).

ثالثًا- المبادئ العامة لحفظ القرآن الكريم:

ولتسهيل عملية حفظ القرآن الكريم؛ فإنه ينبغى الالتفات إلى مجموعة من المبادئ التربوية أهمها:

<!--توظيف المعرفة المتعلقة بالذاكرة وعملياتها فى درس الحفظ:

حيث كشفت الدراسات النفسية عن مجموعة من المبادئ التى يمكن استثمارها فى درس الحفظ، ونظرًا لثراء ما توصلت إليه هذه الدراسات من نتائج مهمة، يمكن تلخيصها فيما يلي:

<!--القاعدة الأولى: صمم على تسميع ما ستحفظ، وشعارها " سأسمع لنفسي ".

<!--القاعدة الثانية: افهم ثم احفظ، وشعارها: " الفهم هو الجسر الذي نعبر عليه للحفظ المتقن".

<!--القاعدة الثالثة: قسم النص إلى وحدات ثم احفظ، وشعارها " لا تحفظ النص كتلة واحدة إذا كان طويلاً ".

<!--القاعدة الرابعة: وزع الحفظ على فترات زمنية، وشعارها " لا تخزن كل ما تريد حفظه من معلومات دفعة واحدة ".

<!--القاعدة الخامسة: كرر ثم كرر ثم كرر، وشعارها " التكرار يعلّم الشطّار ".

<!--القاعدة السادسة: سمع لنفسك وقوم حفظك، وشعارها " احفظ وسمع لنفسك وقوم حفظك ".

<!--القاعدة السابعة: اعتمد أكثر من حاسة عند الحفظ، وشعارها " مصدر الحفظ الرؤية والسماع ".

<!--القاعدة الثامنة: أسرع إلى الحفظ، وشعارها " لا تؤجل الحفظ ".

<!--القاعدة التاسعة: قاوم النسيان ودعم التذكر، وشعارها " نظم وقت حفظك وكن كالموظف الذي يعمل بطريقة منظمة حتى لا تتراكم عليك الأعمال ".

<!--القاعدة العاشرة: تجنب المعاصي، وشعارها " إن الله فى عون العبد ما دام العبد يطرق بابه ".

                                                                       

المصدر: د هناء قادوس
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 230 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2019 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,664,763