صدى مصر sada misr

رئيس مجلس الإدارة : بكرى دردير رئيس التحرير: سيد عبد النبى

 

 

كشفت السيول المفاجئة عن نقص شديد فى الإمكانات والاستعدادات فى قرى الصعيد والمحافظات الحدودية لمواجهة خطرها، وفى محاولة من جريدة »الأهرام« للوقوف على حقيقة الوضع بتلك المحافظات، قررنا كشف النقاب عن وضع سدود الاعاقة ومخرات السيول وأجهزة الانذار المبكر داخل القرى الأكثر عرضة للتضرر من السيول.

ففى شمال سيناء اتخذت المحافظة عدة إجراءات وقائية لمنع تكرار أخطار السيول التى تعرضت لها المحافظة عام 2010 الماضي، ومن أهمها تطهير مجارى السيول وانشاء التكسيات التى تحمى المدن والتجمعات السكانية وتطوير وانتشار سدود التخزين الخرسانية ذات السعات الكبيرة وزيادة السدود الصغيرة التعويقية والتحويلية مع التوسع فى انشاء الهرابات.

ومن أهم مجارى السيول فى محافظة شمال سيناء مجرى وادى العريش وروافده ومجرى وادى الأزراق الذى ينبع من فلسطين ويتجه غربا إلى مجرى وادى العريش جنوب لحفن ووادى الحسنة ووادى المغارة وواد الجرافي.

أما السدود القائمة بالمحافظة فهى سد الروافعة الواقع بأبوعجبلة ووادى العريش وسد الكرم والواقع بالمغارة ووادى المساجد وسد جسر طلعة البدن بمنطقة الحسنة ووادى جربة وسد العرق بمنطقة النقيب ووادى الجرافى وسد أبوعلبديا بين منطقة النقب ووادى الجرافى وسد المجرح بين النقب ووادى الجرافي.

ومن الحلول المقترحة لتجنب أخطار السيول والقضاء عليها نهائيا انشاء سدود اعاقة بارتفاعات لا تزيد على مترين فى وادى الأزراق الشديدة الانحدار لتقليل اندفاع المياه وتغذية الخزان الجوفى وحماية التجمعات السكانية من خطر الاندفاع بالإضافة إلى انشاء سدود تخزينية وتعويقية كبيرة.

أما فى محافظة سوهاج فمن المعروف أن ثلاثة من مراكز المحافظة تقع قراها على سلاسل جبال البحر الأحمر، حيث تسقط مياه السيول من أودية أبونافوخ وقصب والشيتون على قرى أولاد يحيى بحرى ونجع الدير وأولاد الشيخ المتاخمة للجبل الشرقى بمركز دار السلام وتسقط من وادى بئر العين ونقب أيوب على حى الكوثر وقرية السلامونى بمركز أخميم وعدة وديان أهمها وادى الجلاوية على مركز ساقلتة ونجوعه، لذا تم انشاء 3 مخرات للسيول بنجوع مازن والسلامونى والكوثر ومصرف قاطع لتصريف المياه وحماية هذه المناطق من أخطار السيول، بالإضافة إلى انشاء 9 سدود اعاقة بالوديان الثلاثة، الأول ومفيض تخفيف يحمل اسم وزير الرى الأسبق المرحوم عبدالهادى راضى على ترعة نجع حمادى الشرقية لتصريف المياه على نهر النيل مباشرة ولاستكمال حماية المراكز الثلاثة السالفة الذكر والمنطقة الصناعية بحى الكوثر تم انشاء 4 مخرات سيول أخرى بأولاد يحيى بحرى وعرب بنى واصل والصوامعة شرق والجلاوية.. أما فى الجبل الغربى فقد تم انشاء مخرين بأولاد سلامة والكوامل قبلى بمركز المنشاة وثالث بنزلة عمارة وحاجر مشطا بمركز طهطا ورابع بالمحاسنة وبيت داود بمركز جرجا لحماية المنطقة الصناعية هناك ومنطقة آثار ابيدوس، اضافة لانشاء عدد من سدود الاعاقة لحماية مطار سوهاج الدولي، بينما مازالت منشآت جامعة سوهاج الجديدة بمنطقة الكوامل بحرى التى تصل تكلفتها إلى أكثر من مليار جنيه تنتظر اقامة مخر سيل هناك لحماية هذه المنشآت من اخطار السيول بعد موافقة الدكتور محمد عبدالمطلب ـ وزير الموارد المائية والرى خلال زيارته للمحافظة فى الخامس من ديسمبر الماضى على تكليف معهد بحوث النيل بدراسة مخر سيل الجامعة الجديدة وتنفيذه بتكلفة 7 ملايين جنيه بعد انتظار دام أكثر من 3 سنوات ـ على حد قول الدكتور نبيل نورالدين رئيس الجامعة ـ الأمر الذى يتطلب صيانة وإعادة تأهيل هذه المخرات بصفة دورية وسرعة اقامة مخر سيل الجامعة وغيره من المخرات المطلوبة خاصة بعد السيول التى ضربت المحافظة أخيرا رغم وجود هذه المخرات وسدود الاعاقة.

المهندس محمد أبوالفتوح ـ وكيل وزارة الرى بسوهاج ـ قال انه لا توجد بالمحافظة أجهزة انذار مبكر ويتم الاعتماد فى ذلك على اخطارات هيئتى الأرصاد الجوية والمساحة.

فى البحر الأحمر انتهت اللجان التى شكلها اللواء أحمد عبد الله ـ المحافظ ـ حصر الخسائر من جراء السيول .

وأعلن اللواء أحمد قريش ـ رئيس الوحدة المحلية لمدينة الغردقة أنه تقرر عمل برابخ ومواسير أسفل هذه الطرق فى المناطق التى انقطعت فيها أجزاء من الأسفلت  لتسريب المياه مباشرة إلى البحر .

وأشار إلى أنه تم التنبيه على بعض القرى السياحية التى تقع بالقرب من مخرات السيول باتخاذ الإجراءات اللازمة لعمل مصدات خرسانية وغيرها لتغيير مسار السيول بعيدا عن تلك القرى فى المستقبل .

وفى أسيوط قامت وزارة الرى بإنشاء سدود الإعاقة وسدود الحماية كل بحسب حجم الأخطار المتوقعة لهذه السيول،وبعضها نجح بالفعل فى الاختبار الأخير مثل »سد م1« بمنطقة الوادى الأسيوطى وهو تحت الإنشاء الذى تحمل مياها بارتفاع 4 أمتار دون حدوث أى أضرار.

والآخر سقط صريعا كما  حدث فى »سد م3« بوادى الشيخ الذى اقتلعته السيول من جذوره بعد اندفاع المياه بقوة تفوق طاقة تحمل السد بنحو ثلاثة أضعاف وما ترتب عليه من غرق الأراضى والمنازل ببعض قرى البدارى لان عرض السد 550 مترا وارتفاعه 6 أمتار ويستوعب 5.5 مليون متر مكعب فى حين أن كمية المياه التى نزلت فيه تبلغ 15 مليون متر مكعب ويقع السد بمنطقة وادى الشيخ والتى تقع داخل الكتيبة الزراعية للقوات المسلحة ويعود تاريخ إنشاء السد لعام 2010 بتكلفة إجمالية 8.3 مليون جنيه وينقسم لقسمين الأول الوادى الرئيسى وبه ثلاثة سدود  والثانى محمى بسد واحد فقط ،واذا زادت مياه السيول على الكميات المتوقعة والتى تمت عليها التصميمات فإن المياه الزائدة توجه إلى ترعة النواوره الشرقية ثم ترعة نجع حمادى الشرقية ثم نهر النيل من خلال عدد 3 فتحات تخفيف وقد اندفعت المياه لمسافة 25 كيلو مترا ولم تتمكن هذه السدود من إيقافها فأدى لانهيارها وتجرى الآن عمليات تهيئة لهذه السدود.

كما أن تعديات الأهالى وبناءهم فى مخرات السيول يمثل خطرا كبيرا ولا يقتصر الأمر على بناء مساكن وإنما تعداه لبناء مدارس أيضا.

وهو ما دفع اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط لإصدار قرار بسرعة إنشاء وحدات إنقاذ سريع بالمراكز الأكثر عرضة للسيول.

وفى تقرير صدر من رى أسيوط حصلت الأهرام على نسخة منه أوضح أن هناك سدود حماية وسدود إعاقة وسدود الحماية تقوم بحماية المنطقة السكنية مثل النزلة المستجدة بمركز ساحل سليم من أخطار السيول والذى تمت تكسية جسمه بتكاسى دبش بالمونة بعد قيام بعض الاهالى بفك شيك الجابيونات وقام البعض الآخر ببناء منازل فى مخر السيل خلف السد وعلى الكتف اليسرى للسد مما اضطر المسئولين بمحافظة أسيوط الى طلب دراسة لتعلية السد ويقوم معهد بحوث الموارد المائية الآن بإعدادها.

وهكذا الحال مع باقى سدود أسيوط كل بحسب حجمه ونظام الحماية له كما أن تكلفة الإنشاء تختلف من سد لآخر.

كما تم تزويد السدود بفلاتر لتسريب المياه فى حال حدوث ضغط عليها لمنع انهيارها.

فى جنوب سيناء استفادت المحافظة أخيراً خلال هذا العام من التجربة الكارثية التى تعرضت لها قرية أبوصويرة التابعة لمدينة رأس سدر عام 2010 من سيول عارمة أتت على ما يزيد على 570 بيتا، بالإضافة لمصرع طفل وحالة الخراب التى لحقت بمزارع المواطنين من جرف زراعات الزيتون واختلاط مياه السيول بزيت البترول الخام لتكون السبب فى بوار مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية وردم الآبار بمناطق الدبيل والجراجرة ووادى سدر والسادات لكن ومع كل هذا إلا أن رأس سدر مازالت تفتقر لسدود الحماية بأودية وردان وسدر لحماية ابوصويره من تكرار تلك الكارثة حيث تجرى وزارة الموارد المائية دراسات لعمل تلك السدود لكنها مازالت حبيسة أدراج المكاتب الإدارية .

ففى هذا العام أنقذت سدود الإعاقة مدن جنوب سيناء من كارثة مروعة عندما سقطت كميات هائلة من الأمطار والسيول قدرها خبراء الموارد المائية بحوالى 11 مليون متر مكعب منها ما يزيد على 3 ملايين متر تمت الاستفادة منها داخل الخزانات والباقى سقط فى باطن الأرض دون الاستفادة منها .

وكانت أجهزة الإنذار المبكر والرصد والتنبؤ بسقوط الأمطار والسيول التابعة لمعهد بحوث الموارد المائية البالغ عددها 5 أجهزة تم وضعها فى المناطق الخطرة بمدن نويبع وسانت كاترين ورأس سدر ودهب قد أخطرت أجهزة المحافظة من خلال الخرائط قبل 3 أيام من سقوط الأمطار والسيول بضرورة رفع الاستعدادات إلى الدرجة القصوى تحسباً لوقوع كارثة مروعة جراء سقوط الأمطار والسيول بكميات كبيرة.

لذلك اتخذت المحافظة احتياطاتها لتفادى أية كوارث قد تنجم عن سقوطها وذلك حسبما صرح مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية رفض ذكر اسمه مؤكداً أن جنوب سيناء تحظى بعدد (28) سد حماية واعاقة و(14 خزانا) وبحيرة ومعبرا لمياه السيول وإعاقة سريانها خارج مخراتها الطبيعية والاستفادة من تلك المياه فى الشرب ورى الزراعات .

luxlord2009

صدى العربية Sada Arabia

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 116 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2014 بواسطة luxlord2009

ساحة النقاش

صدى الأخبار العربية

luxlord2009
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »

صدى العربية

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

468,945

صدى العربية

 شارك في نقل الحـدث