صدى مصر sada misr

رئيس مجلس الإدارة : بكرى دردير رئيس التحرير: منى منصور

بقلم / د. أحلام الحسن

ما بين فترةٍ وأخرى يأتينا من يعلّمنا قانونًا في الحياة ، أو خصلةً من الأخلاق ، أو أمرًا في صلة الرحم ، أو غيرها من الكعك المقلف أو غيرها ، وتبقى تلك التعاليم والنصائح في قوقعةٍ حلزونيةٍ مظلمة .. فيومًا للأمومة ويومًا للحبّ ويومًا للعمّال ويومًا للسّلام العالمي ، والمطلوب منّا الإنصياع والرّكض بلهفةٍ خلف هذه الشّعارات المغلفة بأجمل ألوان العبارات ، وكأنّ ديننا يفتقر لمثل هذه التّعاليم والأخلاقيات الإصلاحية ! وأنا لا أعارض الفكرة ذاتها ولكن صنّاع هذه المسمّيات والتي من ورائها مصائب البشرية ودمارها . خصصت الأمم المتحدة في عام 1982 يومًا للسّلام العالمي للبشرية وجعلته بتأريخ 21 أغسطس تحتفل فيه في كلّ عام تحت أحد شعارتها الدّاعية للسّلام ، تدعم فيه دعوتها للسلام بين دول العالم وبين الشعوب ، وبقرارٍ للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفي عام 2001 تمّ التّصويت عليه كيومٍ عالميٍ للسّلام بين دول العالم لوقف العنف ، والعداء ، والتّهجم ، ووقف استخدام لغة الحرب ، والتّهديد والفناء . ومن خلال إنطلاقة هذه الدعوة للعالم دعت الأمم المتحدة جميع الدول للالتزام بوقف الإقتتال في هذا اليوم !!!!! مشيرةً إلى أهمية توعية العالم بماهية وأهمية السّلام !! والسؤال الذي يطرح نفسه هذه الدعوة لوقف الاقتتال بتأريخ 21 أغسطس هل هي لصالح العالم بكل تدرّجاته العالم الأول والعالم الثاني والعالم الثالث ؟!! أم لعالمٍ واحدٍ فقط ! أم هي دعوة لتمجيد وتشهير شعاراتها المنطلقة سنويا ؟!! ومنذ أول شعارٍ لها ( إنّ السّلام هو أسمى دعوة للأمم المتحدة ) .. وطالما أنّ السّلام هو أسمى دعوة للأمم المتحدة وقد تبنّته فهل إلتزمت الأمم المتحدة بتلك المبادئ وتلك الشعارات ؟! وهل إلتزمت بحقوق الإنسان التي دعت إليها ؟ وأيُّ انسانٍ هذا ؟! التي دعت إلى خلق السلام له لضمان استقراره وطمأنيته !!! ونزع السلاح من يد من يهدد استقراره وأمنه .. شعارات تدعو لحقوق الانسان وللديمقراطية والأمان وحقّ التعبير .. والسؤال هنا هل ستبقى تلك الشعارات كاحتفالٍ وذكرى كأعياد الميلاد ! سفراء واجتماعات ودعوات للتّعليم ودعوات للتّثقيف والتّسامح والعفو ! . المتأمّل والمتفكر في أحداث العالم الثالث يرى العكس ! يرى الإحتلال الأمريكي للعراق الذي إنطلق تحت عدة مبررات ومسمياتٍ اتضحت للجميع مؤخرًا ما تخفيه من عفنٍ مبطنٍ للنّوايا السّيئة ، والتي غلفتها وزخرفتها تحت دعاوي وتهمٍ بدعوى البحث عن أسلحة الدّمار الشّامل وبأنها تهدد شعوب المنطقة !! فهل كان خوفًا على مصالح دول المنطقة ؟! أم طمعًا في ثروات العراق الضخمة بتروليا وجغرافيا يساهم في العمليات المستقبلية .. العراق تلك البقعة التي جمعت الخيرين أنهار البترول تحته ، وأنهار المياه فوقه والتي قلّما تجد بقعةً جغرافيةً بهذه المواصفات الضخمة للثروة الطبيعية . ونعود ونشير إلى حقوق الإنسان التي تتبناها الأمم المتحدة وهنا ثمّة أسئلة تدور في خُلد الإنسان : أوليس الشّعب العراقي أحد وأكبر شعوب المنطقة !! أوليس الشعب العراقي من بني البشر والذي يستحق العيش بسلام !! فمن المعروف بأنّ قرار حصار العراق أبان حكم صدام أصدرته الأمم المتحدة عام 1990 بتأريخ 6 أغسطس تلته قراراتٌ ثانوية داعمة لتنفيذه ! فلقد فرضوا الحصار الإقتصادي على العراق 13 عاما ومنعوا الغذاء والدواء عن الشعب العراقي بحجة غزو صدام للكويت ! بينما الإحتلال الصّدامي للكويت لم يتجاوز السبعة أشهر ورجعت المياه لمجاريها بعده .. علما بأنّ ما حدث له تداعياتٌ سياسيةٌ سابقة من فترة الحرب العراقية الإيرانية .. .. ويعاقب الشعب العراقي طيلة 13 عاما بالحصار !!! عاش خلالها المجاعة والفقر والعذاب بسبب القرارات التي صدرت ضده بعدم شراء البترول العراقي !! وهذه القرار بالتحديد يكشف النوايا التي لم تُدرك في حينها .. ليبقى البترول العراقي مكدّسًا في الآبار الطبيعية والحاويات الضخمة الخارجية لحين غزو العراق والاستفادة منه لصالح المحتل الغربي .. خططٌ مبيتةٌ واستراتيجياتٌ في العقل الغربي يفتقر إليها العقل العربي .. لا لشيء إلاّ المكر والغدر والدّهاء الذي يتمتع به العقل الغربي ! وما الداعي لفرض تلك العقوبات على الشعب العراقي طيلة هذه السّنوات العجاف ؟!! وقد انتهت أزمة غزو الكويت بعد سبعة أشهرٍ فقط .. ألم يكفهم التّنديد وقرار الأمم المتحدة بإنسحاب صدام وقد تحقق هذا الإنسحاب والتراجع بعد الجهود المبذولة من الجامعة العربية . إذن ما الهدف من وراء حصارٍ اقتصاديٍ مضني ولمدة 13 عاما ؟!! الهدف من وراء ذلك والذي يراه المفكرون والعقلاء واضحٌ وضوح الشمس .. كانت الخطة تقوم على أمرين أساسين وهما الأهم : 1- إضعاف البنية الإقتصادية للعراق من خلال منع صادراته من البترول ، وتحطيم قدراته المادية والعسكرية . 2- تحطيم الشّعب العراقي وإضعاف قواه ماديا وجسديا وفكريا وانتاجيا .. وقد نجح المخططُ بكل نجاحٍ وإتقانٍ مدعومًا من العالم كلّه من خلال قرارات الأمم المتحدة !! الداعية للسلام ! وبعدم تدمير الإقتصاد العراقي تماما في العراق وانهاك القوى البشرية .. جاء دور التنفيذ الأخير واحتلال العراق بدعوى تخليص العراق من صدام حسين ! أين كانوا طيلة 13 عاما عن صدام فترة الحصار ؟!! وتستمر المخططات الغربية ليأتي الدور على بقية الدول العربية فريسة تتلوها فريسة تحت شعارات ودعاوي وتهم ٍ تُوضع لها استراتيجياتٍ ورؤى مسْبقة ومدروسة جيدا قبل تفعيلها وتنفيذها . وتبقى كلمة الإمام علي كرم اللّه وجهه ( كلمة حقٍّ يُراد بها باطل ) معلما من معالم الثقافة الذّهنيّة والتّوعوية للحذر ممن يستخدمون ألفاظ الحقّ لتحقيق جرائمهم الباطلة ، وأهدافهم العفنة في نفوسهم الإجرامية ، ومخططاتهم الشيطانية لدمار الخريطة العربية ، واحتلال خيراتها ، وضربهم بعضا ببعض ليسهل إبتلاع لقمتهم في حناجر المحتلين . وتدور رحى دعاوي السلام الفارغة لتطحن بعدها سوريا واليمن الشقيق وليبيا في حرب الأشقاء والجلدة الواحدة والبطن الواحد .

luxlord2009

صدى العربية Sada Arabia

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 21 أغسطس 2016 بواسطة luxlord2009

ساحة النقاش

صدى الأخبار العربية

luxlord2009
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »

صدى العربية

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

411,174

صدى العربية

 شارك في نقل الحـدث