تناولت صحيفة "إيزفيستيا" تفاعل نشاط تنظيم "داعش" في باكستان، مشيرة إلى استمالته كوادر حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" بهدف تجنيدهم للعمل على تخريب العلاقات الباكستانية-الصينية. جاء في مقال الصحيفة: للحفاظ على السرية، عقد قادة الفصائل العسكرية لحركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" "مجلس شورى" في أحد الأحياء الفقيرة لمدينة كراتشي الباكستانية؛ حيث أراد المسلحون أن يستوضحوا لماذا ينصرف أنصارهم إلى "داعش". وبدا أن الحكومة الباكستانية تعرض عليهم العفو فقط. أما الجهاديون – فيعرضون عليهم النقود والأسلحة. والجهاديون معتمدين على المجندين الجدد، بدأوا حملة إرهاب ضد خبراء الذرة والغاز الطبيعي وغيرهم من الخبراء الصينيين، العاملين في باكستان. فبعد انهيار حركة "طالبان" في باكستان، وبسبب حملة التطهير، التي شنها الجيش الباكستاني ضد خلاياها السرية في عام 2014، فقد عناصر الحركة مصدر رزقهم؛ ما اضطرهم إلى البحث عن عمل في ظروف الحياة السلمية، ولكن جميع الأبواب سدت في وجوههم. وسابقا كان تأثير "داعش" ينحصر بشكل رئيس في إقليم نانغرهار، وكان عدد المنضوين في صفوفه لا يتجاوز ثلاثة آلاف شخص. أما الآن، وكما يؤكد الصحافي توم حسين، الذي يعمل في مدينة إسلام آباد، فإن عددهم تضاعف إلى ذلك الحد، الذي أصبح يشكل مصدر قلق ليس فقط للمنافسين في "القاعدة" و"طالبان"، بل وللصين، ولا سيما أن جزءا من "درب الحرير" يفترض أن يمر عبر الأراضي الباكستانية. ويضاف إلى ذلك وجود مساندين لـ"داعش" ينشطون في داخل الدولة الصينية نفسها، وتحديدا في إقليم شينجيانغ الأويغورية ذي الحكم الذاتي. و"داعش" يعمل على توجيه ضربته الأساسية في إقليم بلوشستان الباكستاني الذي يحد أفغانستان وإيران، وخاصة أن "درب الحرير" سيمر عبر هذا الإقليم بالذات، الذي يعدُّ ممرا اقتصاديا مهماً لباكستان والصين، حيث تنوي الأخيرة استثمار مبلغ 46 مليار دولار في هذا المشروع الاقتصادي الكبير. كبير الباحثين في معهد الاستشراق الروسي فلاديمير سوتنيكوف أكد أن "المجموعات المناهضة للدولة كافة في إقليم بلوشستان قد انضمت إلى "داعش"، وأن استراتيجية قادة هذا التنظيم الإرهابي تقوم: أولا، على إقناع السكان المحليين بأن باكستان وأفغانستان يجب أن تصبحا ولاية واحدة. ثانيا، الإثبات لحكومتي البلدين أن أسلوب الإرهاب المسلح سوف يحقق هدفهم في تعطيل عملية التبادل التجاري بين باكستان وجاراتها وتحديدا مع الصين. من جانبها، صحيفةSouth China Morning Post كتبت قبل أيام أن الجهاديين يحاولون إظهار الإصرار على تحقيق أهدافهم السياسية عبر استخدامهم أسوأ الأساليب الإرهابية. وقد قام أحد الانتحاريين مؤخرا بتفجير نفسه في أحد مستشفيات مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان؛ ما أسفر عن مقتل قرابة سبعين شخصا بريئا. بيد أن تزايد النشاط الإرهابي في إقليم بلوشستان لم يكن محض مصادفة. ففي هذا الإقليم تحديدا تمركزت مؤسسات التصنيع الصينية العاملة في حقل الذرة وإنتاج الغاز الطبيعي. كما أن المشروع الكبير ينص على إنشاء مناطق حرة على أراضي هذا الإقليم. وباتت تعمل شركات صينية عديدة في الميناء البحري غوادار، الذي يجب أن ينتهي إليه "درب الحرير". ولذا لا يقف "داعش" مكتوف الأيدي ويعمل على تشكيل الخلايا السرية، ونقل العناصر الإرهابية الجديدة إلى المناطق التي يقطنها الخبراء الصينيون. أحد الخبراء البريطانيين في هذا الشأن يرى أن تزايد عدد عناصر "داعش" له تأثيراته السلبية أيضا في إقليم شينجيانغ الصيني. حيث يقيم على الأراضي الباكستانية ناشطو "الحزب الإسلامي التركستاني" الذين يدعون مواطنيهم الأويغوريين إلى التمرد على السلطات الصينية.
صدى الأخبار العربية
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »
صدى العربية
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
468,610
صدى العربية
شارك في نقل الحـدث
ساحة النقاش