يظل السرد الشعبى كامن فى ضمائر الشعوب ينتقل من عصر إلى عصر ،ومن جيل إلى جيل حافظا لتراث الأمة التى ينتمى لها معبرا عن وجدانها.

يكشف السرد الشعبى ما بطن فى عقول و أذهان الناس و يعتبر مصدرا أساسيا من مصادر التأريخ لماضى الشعوب .

يذكر الأستاذ عبد الحميد يونس عن أهمية السرد الشعبى فى إحدى كتبه قائلا (الحكاية إرث متوارث معشش فى كل بيت يبث الخرافة و يعلم ما هو غير منسجم مع عصر التكنولوجيا و يعود بالإنسان العربى إلى عصر الإنحطاط.)

يظل السرد الشعبى ناقلا تراث الأمة قبل التأثر بالإسلام كما ذكر الأستاذ على خورشيد الذى عنى بجمع التراث السردى قائلا : التراث القصصى محمل بالآثار الطقسية القديمة و بمعطيات أسطورية و ملحمية و درامية و عقائد و ثنية ثم أثر الإسلام كثيرا فيما بعد فى صياغة ولادتها الجديدة .

 أكد على خورشيد أن الموروث القصصى الذى وصل إلينا غنيا و ثريا و كان مليئا بالعطاء الفنى و القصصى .

إهتم كثير من المثقفين بالتراث القصصى و بذلوا مجهودا كبيرا فى مجتمعه و توثيقه مثل د.نبيلة ابراهيم و عبد الحميد يونس و شوقى عبد الحكيم و لهما من المؤلفات التى تثرى هذا الجانب الثقافى الهام ليس فى مصر فقط بل الوطن العربى كله.

كل قصة تراثية فى مصر هناك ما يقابلها فى البلاد العربية فمثلا السيرة الهلالية،سير و ملاحم التابعية،الزير سالم،عزيزة و يونس، على الزيبق، الاميرة ذات الهمة، و غيرها من القصص و الحكى التراثى.

تميز السرد الشعبى بالحيوية فى الحكى و جاذبية ،تدور مضمون الحكى فى المزج بين البطولة و الحب و الغدر و الإغتصاب و السرقة.

تتميز مصر بالتراث الحكى الشعبى منذ مصر القديمة الفرعونية و تنوعت على مر العصور و الظروف و الأحوال التى مرت على مصر.

تميز السرد الفرعونى بجاذبية الحكى التى تبرز مضامين مختلفه شملها ذلك السرد الفرعونى من مقاومة الغزاة و الإنتماء و الحب و قصص فتح جوبى أو الاستيلاء على يافا و حكايات مثل مخاصمة حور و ست،اوزوريس ، الفلاح الفصيح ، قصة الصدق و الكذب التى تتناول فكرة العدل فى شكل صراع بين الأخين الكذب و الصدق و تنتهى بمعاقبة كذب بمائة جلدة و يعمى عينية و يصبح حارس لمنزل صدق ليسود العدل.

من يجوب أنحاء بر مصر يكتشف فى كل شبر وراء كل حكاية حكاية ممتدة منذ الأزل .