لو جاء زيد من الناس ليعلن أن هناك نوعا من السمك يستطيع أن يولد الكهرباء فى جسمه وأن تياره قد يصعق انسانا أو حصانا , او يجعل المصباح الكهربائى يتوهج أو يحترق , أن قوته الكهربية قد تصل إلى ألف فولت وألف وات فهل كنت تصدقه ؟ .. يكفينا أن ننقل لك فقرات مما كتبه المستر كوتس فى نشرة الجمعية الحيوانية بنيويورك عن هذه الإحياء . فيقول : أن ثعبان السمك الذى لا يزيد طوله على المتر يستطيع أن يعطى قوة دافعة من الكهرباء تراوح بين 450 و 600 فولت !! وفى بعض الحالات قد يسجل حتى ألف فولت ! ثم يستطرد المتر كوتس فى تقريره ليقول : " أن ثعبانا طوله أربعة إقدام وقطره نصف قدم , له قوة التقاط تزيد على قوتها فى سيارة بعدة مرات , ولكى نحول هذه إلى أرقام أكثر فهما .. فإن ثعبانا متوسط الحجم " 3 اقدام " له قوة التقاط تساوى قوة 150 حصانا فى الثانية .

والأمر الجدير بالذكر أن هذه الأسماك تختزن هذه القوة الكهربائية الهائلة , وتطلقها فى أى وقت تشاء , وسرعان ما تختفى هذه الكهرباء قبل ان تستجيب لها أية آله أو مصباح فإن التفريغ يتم وينتهى بسرعة بالغة .. هذه إذن كهرباء الإحياء .. تتولد فى بطاريات خاصة داخل أجسامهم , وتختزن لوقت الحاجة .. وقد تضعف قوة البطاريات فتهبط قوتها الدافعة من 600 فولت إلى 60 فولت , فإذا عاد واستراح عادت البطاريات إلى شحن نفسها من جديد لتكون على أهبة الاستعداد للانطلاق .

ولم يولد التيار الكهربائى فى هذه الأسماك وغيرها عبثا , ولكن بطريقة جديدة قدمتها الطبيعة للدفاع الشرعى عن النفس , فالسمكة الكهربائية تسير وسط الماء , وكأنها منطقة حربية ذات ألغام ولكنها ألغام كهربائية , فإذا جاء عدو وتخطى هذه المنطقة المحرمة , انتقلت رسالة عاجلة من المركز العام أو المخ إلى أجهزة إطلاق الكهرباء وفى أقل من لمح البصر تفرغ شحناتها فى العدو المهاجم تشل حركته .

وللرعاد تيار كهربائى عجيب , وأعجب منه طريقة استخدامه للحصول على الغذاء .. وهذا حالة طريفة تبين كيف يحصل على غذائه .. وضع هذا العالم قرموطا ورعادا فى حوض به ماء .. وألقى إليهما بعدد كبير من ديان الارض الحية , فهجم عليها القرموط , والتهم معظمها ولم يترك للرعاد الجوعان إلا القليل , وكان فى أمكان الرعاد ان يتغذى مع القرموط على بعض هذه الديدان الحية .. ولكنه لم يشأ لعله فى نفسه , وبقى ساكنا مطمئنا .. ولكنه اطمئنان بخبث . . وبعد فترة تحرك الرعاد بهدوء , ولامس القرموط وكهربه , وانتابت القرموط المسكين حالة قئ , واخرج كل ما فى بطنه من ديدان ميتة , فهجم عليها الرعاد واكلها عن آخرها , وترك القرموط يسب ويلعن حظه العاثر !! .. والمعروف عن الرعاد انه لا يتغذى إلا بكل ما هو ميت , فإذا لم يجده هاجم غيره وافرغ فيه شحنته ليفرغ له ما فى جوفه من غذاء !! .. فهل سمعت عن سرقة أعجب من هذه السرقة ؟ ..  مخلوق يترك غيره ليأكل له . ثم يسرق طعامه من جوفه بطريقته الخاصة ؟! .. انه مثل من أمثلة استعمار البطون للبطون !!

   بكرى دردير الاقصرى