الحمد لله العزيز القهار مكور الليل على النهار ، باري البرايا ، حي وقيوم فلا ينام ، وجل أن يشبهه الانام

بعث محمداً في المؤمنين نبيا ورحمة وهداية ، وارسله للعالمين شاهدا ومبشرا ونذيرا ، سلك بهم الشعاب وخاض بهم الغمار داعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا ، عزيزا مهابا ، فكانت بعثته منًّا وسنته هداية ، وصلاته سكناً وصحبته شرفاً ، تحسب له الملوك غضبته ، وتعرف العقلاء قدره ومكانته ، كفاه الله المستهزئين وذب عنه السلف كيد الحاقدين وحماقات المدعين ، فخلف من بعهدهم خلف اضاعوا سنته وغيروا شرعته وضعفوا واستكانوا لمن تعدى حدود الادب مع نبيهم ، فعقوا أبوة ما غبر من أسلافهم وبروا من ضل به دليله وتقطعت به سبيله واغبرت طريقه .

فكانوا لمعرفة نبيهم أحوج من عدوهم ، ولعلموا أن المسيحية لم تر أمنا وعزا مثلما رأته تحت ظل الاسلام الرطب وسماحته الواسعة ، فلقد كان أمنه أمنهم وعزه عزهم ، وأن كل ضربة سيف أو رشقة سهم أو طلقة مدفع كانت دفاعاً عن الوطن مسلمه ومسيحيه .

من ربانا على ذلك ومن أمرتنا سنته بأكثر من هذا ، إنه نبي الهدى مبدد الظلمات ، شفيعنا يوم تخر الاقدام وتصطك الاسنان وترتعش القلوب وتتساقط الجلود وتتبدد الاوهام ، وتشخص الابصار ويصرع الاقوياء ويبخل الانبياء ، إلا رجلا واحدا ، امتلأ قلبه حبا لامته وخوفا على رعيته ، فيقول أمتي أمتي ، يذكرهم في موقف ينسى الخليل به خليله ويشفع فيهم يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه .   

وإلا فما تقول فيمن ضن عليه عقله أن يرعوي وأبى قلبه أن يهتدي ، فختم عليه بالهوى والضلالة ، فأثر الظلمة على النور ولم تعصمه أدميته حين نكص على عقبيه مكاء وتصدية ، فكانت الجبال أرق عنه والبهائم أوعى منه .

إن الهجمة على نبينا لن تضره شيئاً الا كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يوهنها وأضحى قرنه الوعل وانما هي هجمة علينا حين علموا أننا من غفلتنا الى فواق ومن رقدتنا الى صحوة ، نقول لهم أطنين أجنحة الذباب يضير ؟

اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وأهله وصحبه وذريته وأحبابه ومحبيه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،،،

 

المصدر: شخصي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 12 سبتمبر 2012 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,686