الحدود ... جريمة و مكيدة

حتى لا يأخذنا الجدال بعيدا عن الحقيقة الدائمة المستمرة والتي لا اراها ستتغير قريبا – نتيجة التخبط في الرؤية وتتابع الاحداث وبالتالي سوء رد الفعل – على مستوى الافراد ثم على مستوى اجهزة الدولة

فإن المنطق ثم المصلحة تقول بأن المستفيد الاول من احداث قتل جنودنا على الحدود بهذه الطريقة هو من يؤرقه التواصل بين مصر وغزة المحاصرة بعد أن يبس بينهما الثرى ابان ما قبل الثورة، وإن من يعتقد بأن لفلسطينين ما صلة بهذا الحادث فقد جانبه الصواب وخالف المنطق بل ودواعي المصلحة ، فإن ما قدمته مصر بعد الثورة لفلسطين عامة و غزة خاصة أدعى بهم أن يحافظوا على كل ود ويقفوا بالمرصاد لكل من يعكر صفو العلاقة بقصد أو دون قصد ، ليس كمن يعض اليد التي تمتد لتنتشله من الغرق ، إلا اذا ارادت غزة ان تظل تحت نير الحصار والتجويع ، هذا المنطق المعوج ، ارادت ان تسوقه لنا اسرائيل ولو عن طريق دماء ابنائنا الغالية علينا دائما وابداً         

وفي هذا نقطتان

الاولى هي سهولة التخابر وجمع المعلومات عن الشأن المصري وما يؤثر به وفيه سلباً وايجاباً واستغلال الحمية والنخوة التي جبل عليهما الشعب المصري والتي تدفعانه احيانا كثيرة الى استباق النتائج والحكم على الامور سريعاً دون تفكير فيمن له المصلحة في تأجيج الفتن وزرع الخلافات ، لدرجة تسمح بتنفيذ عمليات نوعية تهدف لغرض بعينه كما لو أنها لعبة شطرنج يتم تحريك قطعها بسهولة ، وتوقع النتيجة كرد فعل مخطط له .

الثانية هي الاستهانة بالدم المصري وبرد فعل حكوماته ازاء اخطر ما يواجه أي منها في العالم وهو ازهاق ارواح ابنائها المرابطين على حدودها ، والدليل تكرار هذا الحدث كلما ارادت اسرائيل العبث بالشأن المصري ، فغالبا تكون زعزعة الامن وتحقيق المصالح بتفجيرات تمس المباني او المصالح او تصريحات مستفزة أو حتى تجسس صريح ، لكن اسرائيل أخذت ابعد من ذلك حيث غرها استكانة من بيده قرارنا وضعفه وتخاذله ولهوه ، فراحت كدأب اليهود تقتل شبابناً في ظروف وملابسات تختارها هي ، تدل على فاعل اخر أقرب الينا وأعز علينا لتوقع بيننا العداوة والبغضاء لكنا ان شاء الله لمهتدون.

ان اخطر ما يواجهنا مع هؤلاء هم تلكم الشرذمة التي تغلب مصلحتها على مصلحة وطن بأكمله لم تتوان أن تعرضه للسقوط في بئر الفتن والصراعات وتقوض دعائمه وتحطم أجنحته ، ظنا منها انها ستعيد نظاماً ساندهم وساندوه باسم الحق الابدي في حكمنا ، ولم تترائى لهم الصورة كاملة فتبصر اعينهم مآل الظلمة في كل يوم ، ولم تدرك عقولهم بعد أن مصر اليوم ليست مصر الامس وان الشعوب تنتصر دائما مهما كانت قوة الظالم وجبروته .

مصر الأمس التي لم تكن تملك قرارها شأنها شأن كل العرب ، اليوم تملك قرارها ، ينتظر أهلها فرقاً ملموساً وأفعالاً تشفي صدورنا وتزيل غصة لازمتنا حين نرى شبابا في مقتبل عمرهم وقفوا يدافعوا عنا شرفنا اغتالتهم واغتالات امال ابائهم وامهاتهم يد اثمة مجرمة ، كان لابد من قطعها قبل ان تتطاول علينا وتستأسد على أهلنا .افنحيا لنقول اليوم أمر وغد خمر أم تظل الصورة كما هي قاتمة مظلمة لم تتغير ويكون يومنا خمر وغد أمر .

 

ولله الامر من قبل ومن بعد ...

 

المصدر: شخصي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2012 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

44,857