وكانت على الأيام نفسي عـــزيزة      فلما رأت صبري على الذل ذلت

 

من قبل أن يمن الله علينا بالاسلام وحتى من قبل ان تعرف المجتمعات البشرية معنى المدنية والتنظيم ، جبل الانسان على حماية نفسه وحماية رعيته والذود عنها ، عرف ذلك في حربه مع الطبيعة وقسوتها ومع الحيوانات المفترسة والضواري حين تختلف دوافعها للافتراس مع ما غرس في نفسه وقلبه من رقة وحب لذويه ، وعرفها كذلك حين يدفع أذى بني جنسه لو تجرأ أحدهم بالعبث بأمنه أو سيادته ، ومع مضي الزمن وتعاقب الايام علت أمم ودرست أخرى وبدون العدل الذي ارتضاه الله للناس وبدون شريعته التي تلجم القوي فلا يستقوي بما يملكه على الضعيف المعدم سادت لغة القوة وشريعة الغاب ،  فجاءت الاديان لتنظم تلك الدوافع وتضعها حيث يجب ان تكون ، فشهيد هو من يدافع عن دينه وعرضه ، وشجاع هو من يتقدم الصفوف ليدافع عن أهله وشرفه ، هكذا أرانا الاسلام وهكذا علمنا.

وبعيدا عما يأمرنا به ديننا الحنيف وعما نأمله نحن في من بيدهم الامر والنهي نشك فيما نقلته لنا كتب التاريخ – حيث عدمنا ذلك في الواقع – عن شجاعة العربي وعزته وأنفته ، فلا نجد إلا اناسا استمرءوا الذل والهوان وارتضوا بجيفة نتنة تملأ بطونهم الفاسدة وتشبع غرائزهم المنحرفة فلا تستريح أجسادهم الا تحت ارجل اسيادهم ، جبناء مخانيث ، سلب شرفهم  وجردت هيبتهم ، فنازعوا الضباع الموائد وقاسموا اللصوص السوالب ، ضميرهم مؤنث وفاعلهم مبتور وحالهم آثم مكذب مغرور بل مفعول بهم ، منكسة رؤوسهم مفسدون في الارض ولا يصلحون ، سفهوا العلماء واثاروا التهم والجنايات حتى التبس على الناس الباطل فظنوه حقا ، وأسقطوا الواجبات وحموا الكفار من المحاكمات ، ولغوا في مستنقع التبعية ففرح فينا المبطل والشامت ، تبا لهم ولكل خوار ضعيف .

وسحقا لمن ضيع الامانة وأهان بلدا شرفها الله في قرآنه ، فبدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار ، أسد علينا وفي الحروب نعامة ، فلا عجب ان تضيع مكانتنا ولا عجب ان لا يصفو ماؤنا وان تحل عرانا ويتسع رقعنا وتفرق كلمتنا.

يد الدخيل اذا امتدت الى حرم فليس يطهر الا حين ينكسر  

لو خفي عملهم أو اقتصر على التواجد دون رخصة او تصريح لما تفجر هذا البركان ولما استشاط الناس غضبا حين صرفوا دون حسيب او رقيب لكن المصيبة انهم وباعتراف ولاة الامر وبما وجدوا من مستندات وخرائط كانوا يدبرون لتقسيم البلاد وزعزعة امنها واستقرارها ، فأي جريمة بعدها تستوجب سجنهم وأي تدخل يساوي تدخلهم الرخيص في شئوننا ، اننتظر تتارا جديدا حتى يتمطع ولاة الامور فيلدوا لنا قطزا  ام ينتظروا أن يقولها بوش من جديد إنها حرب صليبية.

لا أرى ثمنا يكافأ ما ارتكبه هؤلاء في حق الوطن ولا أعتقد أن صفقة تمت لتبرير سفر هؤلاء ، اللهم إلا مزيدا من التبعية والانبطاح لتعود ريمة لعادتها القديمة فتبيع كرامتنا في سوق النخاسة بثمن بخس دراهم معدودة .

لكن ..... ليميز الله الخبيث من الطيب

تلك هي الحكمة البالغة الواضحة كضوء الشمس غابت عن هؤلاء كما غابت عن فرعون حين انتظر حتى أدركه الغرق ، فلا أظن هؤلاء سيعلمونها إلا أن يدركهم ما أدرك فرعون .

سيذكر التاريخ أنا لم نمت جوعاً لكنه سيذكر أننا رضينا بأن تكون لقمتنا بيد أعدائنا وسيذكر أننا لم نخن بلدنا لكننا تركنا الآخرين يخونونها  .

ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا   ......

 

المصدر: شخصي
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 250 مشاهدة
نشرت فى 3 مارس 2012 بواسطة lance

ساحة النقاش

FaredSayfAlDin

شاء الله أن نكون في آخر الزمان، حيث الفتن فيه كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران، فقد غاض حكم الله عن الأرض وعمّ الظلم وانتشر الطغيان... وشاء الله أن يكون لهذا الليل إدبارٌ، ولصبح الخلافة إسفارٌ، ولنفوس تاقت إلى رضى ربها استبشارٌ... فعادت الخلافة إلى اللسان بعد انقطاع، وإلى الأذهان بعد تشتت عنها وضياع... وشاء الله أن يدعو لها أهلٌ هم لها أهلٌ، أهلٌ قل نصيرهم حتى بين أهلهم، وأن يصبروا عليها حتى صارت بإقرار من أعدائهم هي الشمس التي يَخافُ منها من ألِفَ الظلم والظلمة، وأمن العيش في العتمة، يخاف أن تبزغ لتقول «هذا ربي».

عدد زيارات الموقع

44,697