<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
يمثل منصب رئيس الجمهورية بصفته الاعتبارية رمزاً دالا على بلده وكما تؤثر عليه يؤثر هو عليها إذ يكسبها بقدر قوته قوة ومنعة ، كذلك فإن حالة أحدهما من الضعف أو القوة مرهونة بحالة الضعف أو القوة لدى الطرف الأخر ، فبلد قوى يحكمه رئيس ضعيف سيهوي به بلا شك الى حالة من الضعف قد لا يسعفه قادم الايام من تداركها والبرء منها فما بالنا ببلد يشق طريقه للبقاء وسط غابة من النمور تترقب سقوطه إذا حكمه رئيس ضعيف ينظر الى مستقبل بلده بمنظور قاصر وفكر لا يتخطى قدميه ، لا يعي قيمة وطنه ومقدار قوته ومكانته فيستصغره ويحتقره ، فإنه لا محالة مغلق لكل باب تفتحه مواهب قومه وسائر به نحو التبعية التي لا يجد قوته دونها ، مضيعا بذلك هويته وتراثه ومسخرا امكانات بلده لبقائه هو ولو على جثث مواطنيه ودمائهم .
وهنا يبرز سؤال ربما لن تتضح اجابته قريباً وهو متى سيأتي اليوم الذي يحكمنا رئيس مصري صرف – عجل الله بقدومه وهيء له البطانة الصالحة - ولا أعني بمصريته جنسيته ومواطنته بل أعني مصرية القلب والنية ، رجل تربى في أروقتها وعلم همومها وحاجاتها ورضع لبنها لا اللبن الامريكي ، وحتى تتضح هويته ليس امامنا الا الدعوات والابتهالات نستدر بها عطف القدير ورحمتة بأمة تجرعت مرارة التبعية وسوءة الانقياد ، لعله يهيء لنا هذا الزعيم الذي يستطيع التفرقة بين الارتماء في احضان كل قوة على ما بان من نيتها السيئة وظلمها العظيم لنا ولإخواننا وبين المداهنة وتصنع الولاء حفظا لهوية الامة ومصلحتها اذا هو فقد اسباب المواجهة او عجز عن تحقيق القوة الذاتية التي تمنع اعدائه ان يتربصوا به فضلا عن ان يرهبوه.
وفي ظل الظروف التي تمر بها مصر الان والتي لا تهيىء في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب قدرا كافيا من المقومات التي تدعم القائد الجديد لتحقيق الاستقلالية المصرية والبعد عن التبعية المقيتة والدوران في فلك النجم الامريكي ،
لا نحتاج إلى قائد وحسب – مثلما تمتلىء بهم الساحة الان - ليكمل مسيرة نهضة غير محققة ، بل نريد هذ القائد الذي يصنع تلك النهضة ويحقق هذه المقومات التي تدعم استقلالنا وتفردنا ، وحتى ينبلج صبحه وتشرق شمسه قد لا يظل الحال على ما هو عليه وربما تؤل الي ما لا يحمد عقباه ، لذلك وجب على الجميع وضع المصلحة العامة موضع التقدير وتغليبها قدر الامكان على المصلحة الشخصية اذا اردنا نهضة لهذا البلد ومستقبلا اكثر أملاً لأبنائنا .
والحاجة الى عدم الارتماء في الاحضان الامريكية والبراء منها والولاء لكل ما يدعم وحدتنا ويقوي هويتنا وتراثنا ويصنع نهضتنا هي حاجة أصيلة لابد أن تكون في مقدمة برنامج كل رئيس مهما اختلفت توجهاته وافكاره ، أعلن ذلك أو أخفاه.
ساحة النقاش