الإخوة الكرام
أعزكم الله وسدد خطاكم ،،،

تموج مصر الآن بمتناقضات وعوارض مختلفة سياسية واقتصادية ، واذا غضضنا الطرف عن المؤثرين والفاعلين ، لا لنقاء سريرتهم وإخلاص أعمالهم ، لكن بغياب الحس الوطني وإهمال واجب النصيحة والتحوط لما قد يسيء وقد ظهرت بوادره ، أو أغفلنا أهمية النقد بمنهجية ودراية وغدت الكلمة للأعلى صوتا والأكثر شهرة ، وسكت أصحاب الحق عن المطالبة به وارتضى كل حي أن يعيش سليب العزة معدوم الإرادة ، راض بحياة جُلها البحث عن الخبز أو ما تبقى منه بعد أن أكلته طيور الجشع من فوق رؤوسنا فشبعنا فتاتاً وتعذيباً ولم ينعم بالعيش إلا من يعصر خمر الطاعة جهاراً في كؤوس من الرياء والتصنع .

إن التغيير سنة كونية أزلية وحقيقة لا التباس ولا مراء فيها منذ خُلق آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإليه يُرجعون - أبا الله سبحانه إلا أن يكون الكمال له وحده جل في علاه ، فهو القديم الأزل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - يتشدق بها أكثر الناس بقاءً في مناصبهم بل ويتخذها شعاراً وعنواناً ، تبقى حبيسة الكتب والخطب لا يطلق سراحها إلا لحظات حتى تنتهي المراسيم لتسجن ثانية وتلقى في جب عميق ، هي كذلك لذوي السلطة والرياسة لكنها انقلاب و كبيرة إذا ما طالب بها الاخرون ، هؤلاء السفهاء قليلو الخبرة ومعدومو النظر وعملاء الغرب – حتى لو حصَّلوا العلى من الدرجات وحازوا السبق وتصدروا الرجال – وهي هدم لثوابت الوطن و مقدساته رغم ما يقره دستورنا من أحقيتها وشرعيتها ، لكنه دستور أسيادنا ، ليظل من ولي أمراً من أمورنا - عظم أو احتقر - ممسكا بتلابيبه عاضاً عليه بنواجزه حتى لا يتبدل أو يتغير ، فصاروا كالسامري يقولون لا مساس ، لكن لهم موعداً لن يُخلفوه ، يوم يقف كل راع أمام الله ليس بينه وبينه ترجمان فيسأله عما استُرعي حفظ أم ضيع – اللهم سلم - .

إن ما ينادي به دعاة التغيير - لنا منه الظاهر ولله أمر الذوات – لحري بنا أن نتفكره ونعرضه على عقولنا وأفئدتنا بل وعلى واقعنا وحالنا ، لنعلم أي ضرر منه سيصيبنا وأي منفعة ستعم علينا ، فالأمر ليس بشاق ولا عسير لمن عنده مسحة عقل أو مسكة علم حتى يقنع بضرورة التغير فقد أركسنا في دركات التخلف والغفلة وبتنا نتلمس سبيلا لعيشة كريمة وحياة طبيعية كسائر الخلق فلم نجدها ، وأنى لنا الطمع في حياة كريمة في كنف العقول المتحجرة والضمائر النائمة ،،،

ولله الأمر من قبل ومن بعد ،،،