<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

 

يستطيع الانسان بما وهبه الله من العلم والإرادة وما بثه فيه من إيمان ويقين وعقيدة ثابتة وتصديق بموعوده سبحانه ، أن يتحدى كثيرا من الصعوبات والازمات ، بل يستطيع ان يسطر في صفحات التاريخ بطولات خارقة وحكايات اقرب الى الاساطير منها الى الحقيقة .

وليست البطولة حكراً على الموهوبين ولا قصرا على العظماء والنابهين ولا تقتصر في تحقيقها على الانفرادات والخوارق ، بل إن كل عمل لا تتوفر لاتمامه وتحقيقه كل أو بعض سبل التحقيق المعروفة للجميع ويستطيع المرء تحقيقه واتمامه بما يمتلك هو من ادوات ومواهب وإن قلت أو عدمت في بعض الاحيان لهو بطولة في ذاته .

ولا تسمى البطولة بطولة إذا لم يستعصي اتيانها على كل طالب لها ، إن ملك أدواتها وعرف أسبابها وكنهها ، فمصارع قوي يحمل فوق كتفه نصف طن وزنا ليست بطولة لكن البطولة أن يحمل النصف طن رجل عادي وليست البطولة أن يعول غني مجموعة من اليتامى ، لكن البطولة أن يعولهم فقير لا يجد قوت يومه .

إن انعدام الأسباب وغياب المعين وقلة الناصر على ما يسببونه من فتور لدى المرء واحساس بالقلة والضعف ربما كانوا حافزاً ودافعاً قويا لابراز روح التحدي وولادة تلك الارادة الحديدية الهائلة النابعة من الايمان بالله والثقة بالنفس والقدرة على العطاء والبذل ، وبين هي أسباب للفشل تجدها جذوات للنجاح والبطولة .

إن الصحابة رضوان الله عليهم سطروا من البطولات ما تعجز عن سرده الالسن ويضعف عن شرحه البيان ، تمتليء ببطولاتهم الكتب وتشرف بسيرتهم المجالس والمنابر والخطب .

فمن للحروب كخالد ومن للعدل كعمر ومن للشجاعة كعلي بل من للدنيا كرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

هؤلاء الابطال ليس منهم سوبر مان أو الرجل الحديدي ، ليس منهم من لا يؤثر فيه ضرب السيف ، واسألوا خالداً لو شئتم والا فما البطولة اذا ما وقف ليضربه الناس بالسيف ولا يموت ، وليس منهم من يستطيع ان يتخفى أو يطير واسألوا علياً حين ينام مكان رسولا لله صلى الله عليه وسلم أو حين يقف لعمر بن ود وما البطولة إذن لو تخفي أو طار حينها ، ليس منهم من لبس الديباج والحرير ونام يحرسه الجنود ويقف ببابه الحجاب ولو شئتم فاسألوا عمرا نومته ورقع ثيابه وأي بطولة تضاهي زهده وعدله .

إن البطولة الحقة حين تتخلى عن شعورك الأدمي الغريزي في حب الحياة والحرص عليها لتلقي بنفسك بين جفني الردى غير عابىء لموت ولا معتبر لحياة ، حباً وشوقاً لغرض أسمى وحياة أبقى ونعيم مقيم ، حينما تحارب الجبن الانساني بشجاعة الفرسان وترمي البخل بسهام الكرم والعطاء ، وتكسر على صخرة التحدى أسباب الدعة والتواكل والخواء .

حينما يذكر اسمك مع أسماء العلماء وقد كنت من قبل تهمي في ظلمات الجهل والتخلف ، حينما يشار اليك هذا عبد الله وإن ولدت في مرقص أو ساكنت سكيرا.

البطولات كثيرة والميادين متسعة لا نهاية لطرقها ولا مغاليق لأبوابها ، كل فيما اختص به وما وكل اليه وما استرعاه وما استأمنه فالأبوة بطولة والبنوة بطولة والصحبة بطولة والحق بطولة إذا ما أخذ كل منهم مأخذ الجد وطلب في أدائه مرضاة الله ومحبته .

 

دمتم بخير

 

 

 

المصدر: شخصي
  • Currently 106/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 268 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2010 بواسطة lance

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

43,859