نبهت دراسة علمية حديثة على أن المشكلات والاضطرابات النفسية للأطفال أصبحت شائعة، وتمثل بؤرة اهتمام للعاملين بالصحة العامة وطب المجتمع، ويحتاج الأطباء والقائمون على الرعاية الأولية للأطفال الأخذ فى الاعتبار كيفية التعرف والتعامل مع تلك المشكلات حتى لا تتحول إلى اضطرابات مزمنة ومتكررة تعيق النمو والتطور الطبيعى والصحى لهذه الفئة العمرية.
الدراسة التى قامت بها الدكتورة سامية عزيز الأستاذ بمعهد الدراسات العليا للطفولة بمشاركة بعض أساتذة الطب النفسى بكلية الطب بالجامعة، والذى يحمل عنوان "أهم الاضطرابات النفسية للأطفال فى مصر"، أوضحت أن الأطفال يواجهون فى مراحل نموهم المختلفة منذ الميلاد وحتى سن 18 سنة مجموعة من الأزمات والمشكلات التى قد تهدد صحتهم النفسية وتجعلهم عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، مما قد يؤثر على صحتهم ونموهم وتعليمهم.
وقد ضمت الدراسة عينة قوامها ما يقارب 57 ألف فرد، كان أغلبهم من غير المصابين بأمراض الجهاز العصبى المركزى أو الاضطرابات النفسية للأطفال، وبلغت نسبتهم 67%، وجاءت النتائج أن أكثر الاضطرابات انتشارا هى الضغوط العصبية والاضطرابات النفسية الجسمانية وتمثل 7.5%، ويليها أمراض الجهاز العصبى المركزى وتمثل 6.6%، بينما الاضطرابات السلوكية والانفعالية الأخرى فى مرحلة الطفولة بلغت نسبة 3%، واضطرابات الحركة تمثل 2%.
وقد أشارت الدراسة إلى أن السن والنوع من أهم المتغيرات التى لعبت دورا هاما فى الإصابة بالأمراض، حيث زادت الإصابة بالمشكلات النفسية بين الذكور فى الفئة العمرية من 6-12 سنة، وإن كانت الإصابة بالاضطرابات المزاجية ونوبات الاكتئاب أكثر فى الإناث فى المرحلة العمرية من 12-18 سنة وهى تمثل مرحلة المراهقة.
ساحة النقاش