صحيفة الامواج

صاحبة الامتياز ورئيسة التحرير: أم مهند

 

    
 
 

قضت محكمة الاستئناف في منطقة مكة المكرمة أمس (الأحد) برفض تعويض أحد المصابين بمرض السرطان 30 مليون ريال نتيجة الأضرار التي لحقت به، معتبرة «المصاب» باشر بنفسه تناول الدخان و«المعسل»، إذ إن «المباشرة تقطع السببية».

وصادقت «الاستئناف» على حكم المحكمة العامة في محافظة جدة المتضمن رد الدعوى القضائية ضد شركات توزيع التبغ في السعودية، وإخلاء سبيلها، في أعقاب تأخر المدعي (المصاب بالسرطان نتيجة التدخين) في تقديم لائحة الاستئناف ضد الحكم الذي أصدرته المحكمة العامة قبل أشهر وردّت فيه الشكوى ورفضت مبدأ التعويض.

وكانت المحكمة العامة في محافظة جدة قضت ببطلان دعوى ضد شركات توزيع التبغ في السعودية، ورفضت تعويض المدعي، وانتهت الجهة صاحبة القرار القضائي إلى إخلاء سبيل الشركات المدعى عليها، وأكدت في حكمها أن المدعي «المصاب بالسرطان» باشر بنفسه تناول الدخان و«المعسل»، معتبرة أن المباشرة تقطع السببية.

وعرفّت المحكمة المدعي بـ«إنسان بالغ وعاقل»، مستشهدة بما ورد في القرآن الكريم: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، إذ إن المواطن لديه العلم أن ممارسة الدخان والشيشة من الأمور الضارة بصحة وجسم الإنسان.

وعدَّ محامي المدعى عليها (شركات التبغ) طارق الشامي شكوى المواطن من دعاوى الابتزاز وإشغال القضاء بأمور لا تجلب المنفعة العامة على المجتمع.

وأشار إلى أن المدعي في مثل هذه القضايا يحاول التكسب بطريقة غير مشروعة، من خلال الضغط على الطرف الآخر للحصول على أي مبالغ مالية، لافتاً إلى أن دفاعه عن موكله (شركات التبغ) لا يعني بالضرورة تأييده لممارسة المواطنين أو غيرهم من الناس عادة التدخين أو التبغ بجميع أنواعه، بل إن الدفاع هو تطبيق للنظام والتشريعات اللازمة في هذا الخصوص.

واستمراراً لإجراءات المحاكم، منحت المحكمة العامة في المحافظة الساحلية فرصة 30 يوماً لتقديم لائحة الاعتراض على الحكم لأي من الطرفين قبل رفعها إلى محكمة الاستئناف في منطقة مكة المكرمة. وجاء الحكم في إحدى القضايا المهمة التي شغلت الرأي العام، والتي تقدم بها أحد مصابي مرض السرطان ضد شركات توزيع التبغ في البلاد بعد مداولات عدة جرت في القضية التي تحظى بدعم من جمعية «كفى» للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في منطقة مكة المكرمة.

وكان المواطن علي عسيري استأصل حنجرته بالكامل بعد أن كشف الأطباء في المستشفى التخصصي في الرياض إصابته بداء السرطان نتيجة ممارسته التدخين، ليدخل بعدها في حال صحية حرجة أفقدته النطق بعد أن تم استئصال كامل القنوات الصوتية، فتوجه بعد العملية إلى جمعية «كفى» وطلب الانضمام إلى فريق عمل التوعية بهدف الإسهام بأعمال تطوعية للتحذير من خطر التدخين ومشتقات التبغ، وقدمت له الجمعية الدعم المادي والمعنوي بعد أن أعلن عن نيته رفع دعوى تعويض عما لحق به من أضرار صحية ونفسية ضد شركات التبغ في السعودية.

وبلغت قيمة التعويضات التي يطالب بها المواطن أكثر من 30 مليون ريال، وجاءت دعواه بناء على وجود سوابق قضائية لدعاوى رفعها أفراد في جميع أنحاء العالم ضد شركات التبغ، وحصلوا بموجبها على تعويضات تقدر بـ10 ملايين دولار (37.5 مليون ريال) للمتضرر الواحد.

المصدر: المستقبل ـ جدة
  • Currently 26/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 28 مارس 2011 بواسطة khdija

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

31,659