نفى رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بنتن أي زيادة في رسوم خدمات البريد، وقال: إن الأسعار لم تتغير. وأكد تثبيت جميع العاملين على البنود، وقال "أمر خادم الحرمين الشريفين بترسيمهم قاطع". وأشار إلى تطوير خدمات البريد وأهمية ترقيم البيوت، واعترف بوجود قصور في الخدمة، مؤكداً أن أي خطأ حدث من "البريد" نعترف به، ونعتذر عنه، وقال "إن عقلية رجل البريد صعبة".
جاء ذلك خلال لقاء رئيس مؤسسة البريد السعودي بالنادي الأدبي بالرياض أمس الأحد، ضمن برنامج "مؤسسات الوطن في أدبي الرياض"، الذي انطلق السبت الماضي.
قدّم اللقاء رئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبد الله الوشمي، وتناول دور البريد وأهميته، والمؤسسة وخططها وطموحاتها، وقال إن الدكتور بنتن مؤمن برسالته، وشجاع في مواجهة الآراء المتعددة.
واستعرض "الوشمي" من منظور أدبي دور البريد وساعي البريد في الثقافة السعودية. وقد أدار اللقاء الدكتور صالح الغامدي رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود.
في بداية اللقاء استعرض الدكتور محمد صالح بنتن دور البريد السعودي، وربط أثره بالتجربة في الدول الغربية، وأشار إلى أن هدف البريد لدينا في البداية هو إيصال المعلومات فقط، ومع ثورة الاتصالات اقتصر دور البريد على المعاملات، وقال: "كلنا جئنا إلى البريد بوزر سابق، بمن فيهم أنا". مشيراً إلى أنه أودع مفتاح سيارته في البريد لإرساله إلى شقيقه قبل سنوات، ولم يصل حتى الآن!
وقال الدكتور بنتن: إن نظرة المجتمع، بمن فيهم المثقفون، إلى البريد سلبية؛ فهم يقولون لسنا بحاجة إلى البريد؛ فلدينا الإيميل والجوال، وهذا يكفينا.
وتساءل "هل نحن أذكى من العالم الغربي الذي ما زال يستخدم البريد، ويقوم بدور مهم في هذه المجتمعات؟ إننا ما زلنا نبني مؤسسة متصلة بالحكومة الإلكترونية والتجارة والسوق الإلكتروني، وهذه لا تستغني عن البريد تماماً. هناك مؤسسات تفتخر بملايين المراجعين، وهذا أمر تقشعر الأبدان لأجله؛ لأن هذا يعني إضاعة الوقت للمراجعين والموظفين والمؤسسات الأخرى. نحن لسنا مؤسسة متخصصة، ولا بد أن نصل إلى الثقة المطلقة بيننا، وأن نضع جوازات سفرنا وكمبيالاتنا في البريد؛ لأننا معنا أناس ثقات ومخلصون، ولا يتدخل الشيطان في عملهم ولا الحمية ولا اللقافة؛ فنحن نخدم وطناً لا قبيلة ولا جماعة.
وقال رئيس مؤسسة البريد السعودي إن هناك فَرْقاً بين ترقيم البريد وترقيم البلدية؛ فكل أمانة أو بلدية لها طريقة في ترقيم المنازل، وهناك شوارع كثيرة غير مسماة، و60% من البيوت في الرياض غير مرقمة، ومن خبرتنا أن الشرطة والأمن العام والطوارئ يستخدمون الرقم البريدي للوصول إلى المنازل المطلوب الوصول إليها.
وفي تعليقه على مشكلة الموظفين على البند وأمر خادم الحرمين الشريفين بترسيمهم على وظائف ثابتة، التي أثارتها "سبق" أكد الدكتور بنتن أن أمر خادم الحرمين الشريفين بترسيم وتثبيت هؤلاء الموظفين أمرٌ قاطعٌ.
وفي رده على سؤال عن تقليص الخدمات البريدية في الوقت الذي زادت فيه رسوم البريد نفى بنتن أن تكون هناك أي زيادة في رسوم الخدمات البريدية. مشيراً إلى أن كلفة البريد الشخصي مائة ريال، وقال: "نحن نحمي المواطن من وصول أي رسالة مغرضة على بريده؛ حتى لا يتحمل مسؤولية أي رسائل تصل إليه أو سيديهات مغرضة على بريده".
ودافع رئيس مؤسسة البريد السعودي عن خدمة "واصل"، وقال: كل من انتقدها لم يجربها. مؤكداً أنه تم تطوير صندوق البريد والعنونة، وضحك علينا الناس، ولكن نحن قدمنا أفضل عنوان على مستوى العالم، ولسنا الآن بحاجة عندما نصف عناوين منازلنا إلى القول إن بيتي خلف شجرة، أو عند الباب الأخضر، أو خلف محطة بنزين. مشيراً إلى أن مشروع الترقيم لم تكتمل بعض أجزائه حتى الآن.
وأكد بنتن "كل من وقع عليه خطأ من البريد له حق علينا، والأخطاء تحدث من الجميع". وأشار إلى أن كلفة صندوق البريد أقل بكثير من كلفة بنزين السيارة، وكذلك الوقت الذي يبذله المراجع عند إنجاز معاملته، وهنا يبرز مشروع "واصل". وقال: إن تغيير عقلية موظف البريد صعبة، وهناك عدد من الموظفين في بعض المؤسسات يعتمدون على "لا ترفع صوتك، والفاصل هو العقال"، ولكن الحمد لله انتهت هذه الطريقة، ولم نصل حتى الآن إلى إرضاء العميل.
وحول دور البريد في دعم الثقافة وخدمة المثقفين أشار إلى اتفاقية كانت ستوقَّع بين البريد السعودي ووزارة الثقافة، تُمكِّن المثقف من إرسال رسائله البريدية مجاناً، وما زاد من تكلفة تتحملها الوزارة، ولكن لم توقَّع هذه الاتفاقية. وقال: سنتفق مع النادي الأدبي بالرياض حول هذا المشروع. مشيراً إلى رغبة البريد السعودي في خدمة أعضاء هيئات التدريس بالجامعات والجمعيات الخيرية.
ساحة النقاش