لم يعد الجيش قادرا علي مليء الفراغ الأمني بطول وعرض البلاد بعد تخاذل الشرطة وتقاعسها عن أداء الواجب ليتورط الجيش في معارك مع البلطجية في كل بقاع مصر ، وهو أمر باهظ الثمن ماديا و معنويا ، ويقلل من القدرات العسكرية له فلا توجد قوات عسكرية تستطيع العمل ليل نهار في أجواء مشوبة بالإخطار ، ناهيك عن الأداء السياسي المتوتر و إدارة الأزمات المتراجع منذ بداية تحمل مسؤولية مصر ، فكل أزمة تنمو و تتضخم أمام أعين المجلس العسكري حتى تنفجر وحينها يتدخل المجلس العسكري ليحل متأخرا وهي حلول ودية و ليست جذرية ، وتغري بمزيد من اضطرابات، كان أول ثمارها سيادة منطق الغاب ولم يعد أحد يهتم بالعقاب ، انفلت الشارع وطفت علي السطح التقسيم البشري متمثلا في الطائفية و القبلية و العشائرية وهو ثلاثي التقسيم الذي تعاني منه الدول المتخلفة . وقف المجلس العسكري مكتوف الأيدي لا يقدم أية خطوات استباقية و تفاقمت الأخطار وكان من اكبر تجلياته و أخطرها في سيناء حين حاصر بدو سيناء القوات الدولية ، وهو تطور خطير يدل علي أن سيناء أخطر بقعة في مصر ـ لتماسها مع الكيان الصهيوني ـ أصبحت تحت رحمة نزوات البدو وهو مؤشر علي انهيار الدولة ، ولم يعد يجدي الحديث عن هيبة الدولة أو انتخابات رئاسية في تلك الأجواء المشحونة بالغضب ، من الأداء المتردي للسلطة المصرية ، و الحلول هي إقالة كل قيادات الداخلية أو ما تبقي منها وبناء شرطة جديدة من رجال يؤمنون بأداء واجبهم و علي استعداد للشهادة في سبيله .
نشرت في :
ساحة النقاش