اسمي محمد ابراهيم فهمي طبيب في مقتبل العمر .. كانت حياتي مختصرة في عملي .. تأملاتي .. و قراءاتي المختلفة .. كثيرا ما وجدت الراحة في الابتعاد عن البشر قدر المستطاع ..عملي كان يأخذ مت طاقتي الذهنية كثيرا .. ولكني احبه رغم كل هذا .. كنت اعمل طبيبا للحالات الطارئة و ذلك يتطلب مني التواجد في اوقات متأخرة و في اي ظرف كان
لم يكن يوما عاديا كما ظننته في البداية ما الجديد حالة طارئة تعاني من اضطراب جسدي شديد .. نعم شئ صعب و لكنه معتاد .. انتفضت كعادتي .. رجل في شيخوخته يعاني من خلل في وظائفه الحيوية ..و لكنما ان اتيت و لمحني حتى عاد كل شئ الي سكونه .. توقعت وقتها اني محظوظ .. و لكن لا .. فما حدث بعد ذلك اثبت ان الاقدار اتت بهذا الرجل خصيصا الى هنا لتتغير معه حياتي كليا .. و اصبح سجين ما حدث لي اعلم انك تهوى ذلك النوع من القصص و لكن صدقني ما حدث لم يكن مجرد بداية لقصة شيقة و لكن .. ستعلم قريبا ,,
بدأت في علاج هذا الرجل الذي لم يكن في وعيه وبدأت حالته في التحسن خاصة مع خروج الممرضات وبقائي معه وحيدا ..تحدثت اليه " انت بخير يا استاذ هشام ؟؟ " " طب انت سامعني " و لكنه كان غائب عن الوعي .. اعطيته ظهري لأغادر المكان حتى.. سمعت صوت حشرجة غريبة كأنما تريد ابقائي قليلا التفت فوجدت أ/هشام لا يزال غائبا عن الوعي .. تجمدت اطرافي و عقد لساني فمن اين هذا الصوت ثم.. ما رايته كان بداية لعذاب طويل.. وجدته جالسا على مقعد جانبي هشام اخر و لكن بملامح متغيرة .. غضب متحفز و لهفة شديدة لرؤيتي .. و اصدر حشرجة اخرى .. وقتها حاولت الهروب .. و لكن اي باب اهرب و قد اختفى باب الحجرة تماما !!!!
بل لقد اختفت معالم المستشفى من خلف زجاج الحجرة ... و نظرت له مرة اخرى فضحك لي بعد ان علم اني ادركت ما حدث ظللت ابحث عن مخرج و ازدادت حرارة الغرفة رغم التبريد المركزي و جال بداخلي اعصار من الم و صداع رهيب كأن احدهم يخترق جسدي .. " ماذا تريد منى " ظلت ضحكاته تتعالى كثيرا .. و سمعته في صوت شبه الي غليظ جدا .. " الحقيقة .. الثأر .. الثمن " .. كانت قوته تعتصرني دون ان يتحرك من مقعده .. حتى انتبهت لفكرة تخلصنى من هذا .. تقدمت ببطء للسرير حيث يجلس هشام الغائب عن الوعي .. بدأت افصل عنه جهاز رسام القلب حتى يطلق الجهاز صفيرا يسمعه احد بالمستشفى فيأتي لانقاذي .. غضب هذا الاخر وزمجر كثيرا .. ازدادت ملامحه في التعقيد .. حتى انهار كل شئ
لم اعرف ما دار سوى انني وجدتني على سرير طبي بالمستشفى و لا احد يعلم ما حدذ .. ظن احدهم اني فقدت وعيي لهبوط بالدورة الدموية .. اسرعت لتلك الغرفة و وجدت كل شئ طبيعيا حتى تظرت له .. و لكن هذة المرة يبدو انه لم يعد يررديني فاضطربت و ظائفه و عندما ابتعدت هدأ كل شئ مرة اخرى .. و علمت انها الرسالة الاولى
عدت الة منزلي في هذا اليوم و زارني الاهل و الاصدقاء و حين استيقظت كانت امي بجواري و جدتيي لأبي قد تجاوزت ال 80 من عمرها تحملق في بشدة و طلبت من امي كوبا من العصير .. و عندما غادرت امي سألتني جدتي " هل شاهدت شيئا غريبا ؟؟ تعجبت : " شئ ؟ مثل ماذا ؟ فاكملت " هل اتى لك و حادثك الاستاذ هشام اللي قلت اسمه و انت بتحلم كذا مرة ؟؟ .. ارتبكت .. لا لا لعلا كوابيس من اضطراب حالتي النفسية في الاونة الاخيرة فقط .. نظرت لي و كأن شيئا ما لم يقتنع بداخلها .. اردفت " لو شفت حاجة او سمعت حاجة احكيلي و خلي بالك من نفسك يابني .. قالتها و القلق واضح جدا عليها و هممت بسؤالها عن شئ لولا ان دخلت والدتي و عندها غادرت جدتي لشعورها بالارهاق ..
لقد ظهر لي ثانية في منامي و ردد جملة واحدة اكثر من 5 مرات " قريبا .. اللقاء .. ستأتي الي بارادتك "
و في صباح اليوم التالي .. ذهبت الى المستشفى و اسرعت لغرفة أ هشام و لكني وجدتها خالية .. يبدو انه مات و انقطع املي في كشف هذا السر واني سأواجه ما سيأتيدون ان ادري ما هو .. و قبل ان اغادر الحجرة وجدت ورقة ملقاة الى جوار السرير فعجبت كيف لم يلحظها من نظفوا الغرفة .. كانت غريبة الى درجة كبيرة صفراء اللون من خام لم يصنع منذ فترة طويلة كتب عليها تاريخ مايو 1955 و جملة " لقد قرأت .. لقد وقعت .. انت الضحية " !!!! .. ارتجفت كثيرا ليس لقرائتي فقط و لكن لانه كان هناك ثانية !! كانت نظراته المرعبة و ضحكاته المخيفة و زمجرته الشرسة .. صرخت بشدة حتى اجتمع العاملون فقلت " كان هنا " " كان غاضب مني " ادركوا حالتي النفسية بعد وفاة والدي و اني لازالت في حاجة الي الراحة و لم يصدقني احد ,, بعد عدة ايام زارني مجموعة من اصدقائي و قرروا ان نسافر عدة ايام للراحة و لتحسين حالتي النفسية وافقت و اعددت اغراضي و عند الخروج كانت جدتي حزينة و قلقة و عندما سألتها اجابت " ابقى طمني عليك يابني " ..كنا في سيارة زميلي رامي و معي ايمن و حسام في طريقنا للخروج من الجو الكئيب ..
فتح رامي الراديو و كان الطريق يسيرا كان طريقا صحراويا .. يكاد يكون خاليا الا من سيارة تمر كل فترة ... حتى بدأ الراديو في الخلل تعجبنا و لكن قديكون هذا لان المنطقة نائية .. حتى توقفت السيارة هي الاخرى تماما و كنا في منتصف الليل تقريبا !!
العجيب ان ظهر لنا فجأة رجل او شاب في العشرينات جالس على كرسي على جانب الطريق يبكي كثيرا و بيده جرية تبدو قديمة قال ايمن " مين المجنون دا يا عم اللي يقعد هنا لوحده في وقت زي دا ؟ .. اقتربنا منه و سألناه عن مساعدة لم يجبنا و انما اشار لنتبعه .. كننا ننادي عليه ولم يجب و ملابسه كانت قديمة ولكن انيقة فكيف لرجل يحتفظ بهذه الملابس القديمة في هذه الاناقة .. تركنا السيارة و فجأة وجدنا قصرا رائعا .. تعجبنا لهذا القصر في هذا المكان الخالي .. و ما ان دخلنا حتى تذكرت شيئا ما ان هذا الشاب ملامحه ليست غريبة .. انه ..انه.. انه أ / هشااام !!! اللي لسه ميت عندها نظر لي بكل غضب و كأنه قرأ افكاري و حينما هممت بالهرب و اخبر زملائي كانت الفرصة ضاعت ففي لحظة تحول سور القصر الى بقعة من اللهب حاولنا الجري هربا و حاولت الاتصال من هاتفي و لكن لا مجال حتى وجدنا انفسنا دون ارادة منا في قاعة كبيرة و لم نصدق ما رايناه ...
كان هناك مجموعة من الافراد يبدو انهم عائلة و رجلين في زي قديم يتعاركان “ انت فاكر نفسك اية يا هاشم ؟ فلوسك هاخدها و الامانة دي بتاعتي و قصرك اللي انت فرحان بيهدا هيبقى قبرك ؟؟ “
هاشم : " ماشي يا فهمي و انا مش هخليك تاخدها الا و انت ملعون و العذاب هيبقى مصير اي حد يفكر يقرب منها " .. وقتل فهمي هاشم و جميع افراد العائلة ما عدا فرد لم ينتبه فهمي انه كان يراقب المشهد من اعلى هو من اطلق عليه النار وقتل فهمي ثم هرب .. كاد الاصدقاء الاربعة يفقدون الوعي و تذكر محمد جيدا فهمي هذا .. انه جده نعم و هاشم هذا اسمه هاشم الرشيدي كما قرأ في مدخل القصر .. و لكن هل يمكن !!!! ان المريض الذي مات في المستشفى اسمه " هشام عبد الله هاشم الرشيدي " !!!!!!!! اذن فهو من نجا من العائلة ...
ثم شاهدوا هذا الحفيد الصغير يجري من هذه المذبحة ثم انتهى كل شئ .. ليعود القصر الى هيئته الحالية البالية و هذا الشاب ذو الملابس الانيقة امامهم .. ضحك كثيرا ثم قال " حان دورك فلتصبك اللعنة فلقد قرأت الرسالة " ظهرت لنا مجموعة من الاجساد الغريبة المقطوعةالراس كما قتلهم جدي و صرخات عالية .. ظللت اجري حتى وصلت للباب و لكن لم اعد في القصر ..انني .. انني في المقــــــابـــر !!!!!
مقابر أل هاشم الرشيدي !! اهتزت الارض بعنف و ما ان اهرب بعيدا حتى يظهروا مرة اخرى تزداد الصيحات و اقترب احدهم مني و كاد ان يخنقني لولا ان ركله ايمن و لكنه لم ينتبه لهذا السيخ الحديدي الذي اخترق بطنه ليموت ايمن و علامات الفزع عليه .. و عرفت اللعنة اياك ان يلمسوك و الا انتهيت بابشع ما يمكن .. حملت هاتفي ثانية و اتصلت بجدتي و بصوت واحد " مين هو هاشم الرشيدي يا جدتي ؟؟
اجابت " ارجع بسرعة .. ارجع هاشم دا اللي ..." و اغلق الخط و ظهرت مجموعة من الكلاب هذة المرة تنبح بشدة و هذا الشاب يضحك عاليا و رامي و حسام .. اي هم ؟؟ لقد بقيت وحيدا اذاً .. انطلقت نحو القصر مرة اخرى بحثا عنهم .. وجدت الصحيفة القديمة بتاريخ مايو 1955 !! .. جريمة بشعة بقصر هاشم بك الرشيدي .. و الصفحة التالية .. بتاريخ اكتوبر 1985 الحكومة تهدم القصر الملعون !!!!!!
اذا لا وجود للقصر .. اين انا اذا .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. احميني يارب .. و تذكرت شيئا .. ان القلادة التي اهداها لي والدي رحمة الله .. كانت مع .. مع جدي بعد ان اخذها من هاشم الرشيدي .. اذا هيا اللعنة التي اتت بي الى هنا لكي يستردوها مني !! .. لم اكمل الجملة حتى سمعت الصرخات من جديد و لكن الجميع نحوي الان هاشم الرشيدي و ابنائه و احفاده مقطوعي الرأس و ادركتاني لم اكن الهدف بل القلادة .. انطلقت مسرعا نحو قبو القصر و ما توقعته وجدته اعددت كل شئ و انتظرت .. و بالفعل اتو الى هنا وراء القلادة!!! ..
نظرت اليهم في تحد واضح سكتوا و رفعت امامهم القلادة و القيتها بعيدا نحو كومة من الاخشاب و الاثاث المنزلي و اتجهوا اليها في حرجة الية و اتجهت نحو باب القبو و القيت شعلة من النار على الاخشاب المشبعة بالبنزين الذي القيته و اغلقت الباب سريعا و صرخاتتهم تتعالى فيما يشبه قبــوا من الحجيــــم !!!!
اسرعت للخارج حتى رجعت للطريق امام القصر .. ورأيت قبراً كتب عليه المرحوم بذن الله " فهمي احمد الشرقاوي مايو 1955 !!!!! "انا لم ازر جدي هنا منقبل و عندما اعتدلت لأكمل طريقي رأيته.. جدي واقفا امامي في اسى و نطق " سامحني يابني " و عندها انهارتقواي و غبت عن الوعي !!!!!!
"محمد .. محمد .. فوق يابني " و عندما نظرت وجدت رامي و حسام حولي و يبدو عليهم القلق الشديد " اية اللي حصلك يابني انت غبت اوي .. كل دا بتشوف ميكانيكي للعربية ؟؟ !!!! ... محمد " ازاي بس .. مش انتو جيتوا معايا و شفتو اللي حصل .. رامي " شفنا اية يا عم احنا مستنيينك هنا بقالنا فوق الساعة .. بأمارة ما قلتلنا انا شايف واحد هناك اهو هسأله .. احنا اه مشوفناش حاجة بس قلنا يمكن انت هتتصرف "
وعندها تذكر ايمن و ما حدث له .. " طيب و ايمن اصلو .. اصلو " و عندا بدأت في البكاء الشديد .. " بتعيط ليه بس انا زعلتك في حاجة " ظهر ايمن من خلفي و اكمل " ما انا قاعد مع الغيال من صباحية ربنا و مستنيك " !!!!! .. حسام "هو حصلك اية بالظبط عشان ترجعلنا كدة ؟؟ " .. محمد " انا عاوز اروح حالا " ... حسام " متقلقش احنا اتصلنا بسعيد اخو رامي و جاي ياخدنا حالا .. و عند العودة للمنزل سألت جدتي " جدي قتل هاشم الرشيدي صح ؟؟.. " ايوة يابني .. انا كنت متأكدة انو هيرجع بس مقدرتش اقول " .. " طب ليه جدي يعمل كدة " .. " القلادة الملعونةيا حبيبي جننت جدك لقاها هو و هاشم في مقبرة بالصدفة اصل جدك كان غاوي تحف و اتخانق هو و هاشم اصل القلادة دي ليها سحر يخلي الواحد ممكن يقتل اي حد عشان ياخدها بس هاشم مسكتش عرف ان القلادة دي بتاعة ملك قديم كان ساحر في الاساس .. لعنها عشان يأذي جدك و لما جدك سلمها لوالدك مكانش يعرف انها ملعونة !!!!! "
و افتكر ان الرسالة لسه معاه و ان بكدة اللعنة مستمرة.. فتش في جيبه ملقاش حاجة ..رجع للمستشفى بسرعة سأل عن ملف أ/هشام االلي كان هنا من كام يوم .. و جاء الرد " هشام مين يا دكتور .. الاوضة دي فاضية من شهر تقريبا .. انت نسيت انها في صيانة .. و عشان كدة كنا بنستغرب جدا لما لاقيناك فيها لوحدك مرتين !!! " .. و كانت الصدمة المدوية .. يبقى هيا اللعنة فعلا .. طبو الرسالة راحت فين طيب ..و هعرف ازاي مين قراها و خدها مني ؟؟
" طب معلش ممكن اعرف مين من الدكاترة خد اجازة " .. " دكتور كريم امين " ... لا لا لا كريم لا .. و اتصلت بيه بسرعة .. " الو يا كريم .. انت فين ؟؟ " .. " ازيك يا عم يا راعبنا بقيت تمام يا حمادة ؟؟ " " اه الحمد لله .. انت فين ؟؟ " .. " انا في مشوار اجازة كدة .. و بعدين احنا فينا من رسايل بردو اية الكلام الغريب دا اللي لقيته جنبك دا هبقى اديهالك لما ارجع هيا و السلسلة بتاعتك شكلك نسيتها معايا" ...
" اييييية السلسلة .... كريم ارجع يا كريم ابوس ايدك" .. " يا عم و ارجع ليه .. متعرفش حد يصلحلي العربية اصلها وقفت بيا من نص ساعة .. ثواني كدة و راجعلك في حد عاوزني " ... و سمعت من التليفون صوت كريم بيقول لاحدهم " ايوة .. حضرتك تعرفني .. اية دا اية دا .. اااااااااااااااااااه " و اتقطع الخط
نشرت فى 4 يونيو 2014
بواسطة khalefawy
أقسام الموقع
عدد زيارات الموقع
13,106
ساحة النقاش