صورة أرشيفية
كتبت أسماء عبد العزيز
مرض "رينود" سمى باسم مكتشفه الطبيب الفرنسى موريس رينود فى العام 1800م، وهو حالة تصيب أجزاء معينة من الجسم، مثل أصابع اليد وأصابع القدم والأنف والأذن، حيث يشعر الشخص المصاب به بتنميل وبرودة عند التعرض للبرد أو للتوتر والضيق النفسى.
ويوضح دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى، أن ذلك يعود إلى ضيق الشرايين التى تغذى جلد تلك المناطق من الجسم وتمده بالدم، فيقل الدم الذى يصل إليها. والنساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال، وهو أكثر انتشاراً لدى الأشخاص الذين يعيشون فى المناطق الباردة.
ويعتمد علاج هذا المرض على مدى حدته، وما إذا كان مصحوباً بأمراض أخرى.
وأسباب المرض لم يتوصل الأطباء لها حتى الآن، لكن تبين أن الأوعية الدموية الموجودة فى الأيدى والأقدام تتفاعل فى صورة أكثر من الطبيعى عند التعرض للبرودة أو الانفعال. وهذا يعتمد على الآتى:
_درجات الحرارة الباردة:
عندما يتعرض جسم الإنسان للمناخ البارد تبدأ الأطراف فى فقدان الحرارة، وتبدأ كمية الدم التى تصل إلى أصابع اليد والقدم بالانحسار نتيجة ضيق الشعيرات الدموية التى تغذيها، والموجودة تحت الجلد. ويحدث ذلك بصورة طبيعية للحفاظ على حرارة الجسم الرئيسية. أما فى حالة مرض "رينود" فيكون الأمر فى صورة مضاعفة أكثر من الطبيعى. ويظهر هذا عند وضع اليد تحت صنبور الماء البارد، أو تناول شىء من "فريزر" الثلاجة، أو التعرض للبرد.
وفى حالة مرض "رينود" يحدث انقباض فجائى ومؤقت للشرايين الدموية الصغيرة للأصابع، وبالتالى يقل الدم الذى يصل إليها. ويؤدى ذلك إلى أن يصبح هذا الجزء من الجلد شاحباً بسبب قلة الدم الذى يصل إليه. وبعد أن ينتهى هذا الانقباض، تبدأ الشعيرات الدموية بالاتساع ويعود تدفق الدم مرة أخرى لهذه المنطقة، ويعود لون الجلد إلى طبيعته.
_التوتر والانفعال:
عادة يسبب أى انفعال يتعرض له الشخص إلى انحسار الدم الواصل إلى الأطراف، مثلما يحدث للجسم عندما يتعرض للبرد. وفى حالة مرض "رينود" يكون رد الفعل مضاعفاً ومتزايداً. وهى الحالات نفسها التى تنتج عن المسبب الأول، وهو التعرض للمناخ البارد.
وهناك عدة أنواع لمرض "رينود": وهناك نوعان رئيسيان لمرض "رينود":
مرض "رينود" الأولي، وهو الأكثر انتشارا، ويحدث دون أن تصاحبه أمراض أخرى فى الجسم.
مرض "رينود" الثانوى، ويطلق عليه ظاهرة "رينود"، ويكون مصاحباً لأمراض أخرى، مثل تصلب الجلد، والتهاب المفاصل الروماتويدى، ومتلازمة النفق الرسغى.
وهناك بعض العوامل التى تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض مثل:
-النوع: يصيب المرض النساء أكثر من الرجال.
السن: عادة ما يبدأ المرض فى سن 15-25 عاماً.
مكان السكن: يكون أكثر انتشاراً لدى المقيمين فى الأماكن الباردة.
التاريخ العائلى: يتبين أن نحو ثلث المصابين بالمرض لديهم فرد من العائلة مصاب به.
أعراض وتشخيص المرض
تعتمد أعراض مرض "رينود" على حدة ومدة انقباض الأوعية الدموية، وتكرار حدوث هذا الانقباض. وتتضمن الأعراض المظاهر الآتية:
تغير لون الجلد عند التعرض للبرد، أو للتوتر النفسى، حيث يتحول لون الجلد، فى البداية، إلى اللون الأبيض، ثم يصبح أزرق اللون، مع الشعور بالبرودة والتنميل وفقدان الإحساس فى هذا الجزء من الجلد. ومع انتظام الدورة الدموية والتعرض للهواء الدافئ يستعيد الجلد لونه الطبيعى مرة ثانية.
عادة تحدث هذه الحالة فى أصابع الأيدى والأقدام، لكنها قد تحدث فى أماكن أخرى فى الجسم، مثل الأنف والشفتين، والأذن. وقد تستمر النوبة دقيقة واحدة، وفى بعض الحالات عدة ساعات.
أما عن التشخيص: فغالباً ما يتم تشخيص مرض "رينود" عن طريق الأعراض التى يشكو منها المريض. وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء اختبار يسمى Cold-Simulation Test، حيث يطلب من المريض وضع يديه فى ماء بارد، ويتابع التغييرات التى تحدث فى يديه. كما قد يطلب منه الطبيب إجراء بعض التحاليل الطبية للتأكد من عدم وجود مرض مصاحب له.
أما عن العلاج فيتمثل:
فيكون علاج مرض "رينود" فى الحالات البسيطة، عن طريق تجنب مسببات المرض، وذلك عن طريق:
الحماية من البرد بواسطة ارتداء غطاء للرأس، وجوارب وقفازات.
ارتداء قفازات خاصة عند تناول مأكولات من "فريزر الثلاجة".
يمكن ارتداء جوارب وقفازات، أثناء النوم فى الشتاء.
وفى الحالات الشديدة من المرض، يمكن اللجوء الى العلاج الدوائى الذى يهدف إلى تقليل عدد نوبات المرض وتقليص حدتها، وعلاج أى مرض مصاحب له. من هذه الأدوية:
أدوية مغلقات قنوات الكالسيوم Calcium channel blockers: وتعمل على بسط وتوسيع الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة فى الأيدى والأقدام. ونسبة مفعول هذه الأدوية تصل إلى سبعين فى المائة.
أدوية مغلقات الألفا Alpha blockers: وتعمل على توسيع الأوعية الدموية.
موسعات الأوعية الدموية Vasodilators.
وعلى المريض تجنب بعض الأدوية، التى يمكن أن تجعله عُرضة لتكرار نوبات "رينود"، مثل: الأدوية التى تستخدم فى علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب مثل البروبرانولول ( الإندرال )، وأقراص منع الحمل.