إن الجو الإنفعالي داخل بعض أسر الأطفال المعوقين يتسم بعدم الإستقرار – خاصة مع بداية إكتشاف إعاقة الأبن – لدرجة يمكن القول بأن هذا الجو يعد موقفاً ضاغطاً بصوره كبيره ليس علي الوالدين فقط بل وعلي الأخوه أيضاً وهو أمر يفرضه أيضاً ديناميكية التفاعل الأسري وما يرتبط به من ضعف التواصل داخل الأسره وضرورة كبت الأخوة لمشاعر القلق وعدم التعبير عما يدور بداخلهم من تساؤلات حول حالة الأخ او الأخت المعوقة مما يسهم في الإحساس بالوحدة النفسيه لهؤلاء الأطفال .
كما أن وجود طفل معوق سمعياً داخل الأسره يؤثر علي علاقة الوالدين بالأخوه .. فقد ينشغل الوالدان بإحتياجات ومشكلات طفلهم الأصم إلي الحد الذي يجعلهم يغفلون عن إحتياجات هؤلاء الأخوه مما قد يستثير مشاعر الغيره بينهم .. بالإضافه إلي أن الأباء قد يزداد ضغطهم علي الأخوه كرد فعل لما يستشعرونه من توتر حيال إعاقة أخيهم الأمر الذي قد يؤدي إلي إضطراب العلاقات بين الأخوه بعضهم ببعض .
وقد تأخذ إضطراب العلاقات هذه مظاهر عده تتوقف علي العمر الزمني لهؤلاء الأخوه وإتجاهات الوالدين حيال أخيهم أو أختهم المعوقه الأمر الذي يظهر ويؤكد أهمية دور الوالدين في مساعدة أخوة الطفل المعوق سمعياً علي تقبل إعاقة أخيهم وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال :
1 – تحدث الوالدين مع أبنائهم في كل الموضوعات المرتبطه بإعاقة أخيهم بما يسمح بفهم تلك الإعاقه بإعتبارها عجزاً في أحد الحواس التي يمكن تعويضها بالحواس الأخري .
2 – السماح لهؤلاء الأخوه بالتعبير عن آرائهم وتساؤلاتهم بل وقلقهم حيال تلك الإعاقة سواء حالياً أو في توقعاتهم المستقبليه.
3 – العمل علي مشاركة هؤلاء الأخوة في جميع المواقف الحياتيه والتأهيليه للطفل المعوق من خلال التفاعل الإيجابي بينهم المرتبط بالمساواه في المعامله دون تحمل مسئوليات إضافيه لمواجهة المشاعر السلبية التي قد تظهر تجاهه.
4 – التفهم الكامل لإمكانيات هؤلاء الأخوه والفروق الفرديه بينهم لتفادي التوقعات العاليه التي قد يلقيها الوالدان علي كاهلهم كتعويض لحالة أخيهم المعوق.
5 – مشاركة هؤلاء الأخوه في برامج الإرشاد والتوجيه التي يعقدها المتخصصين للوالدين خاصة إذا كانوا في سن يسمح بذلك.
ونخلص مما سبق أن الإهتمام بالطفل المعوق لا يقتصر علي رعايته ووضع البرامج التدريبيه والتأهيليه فقط بل إنه يتعدي إلي ضرورة إقامة علاقات بناءه ضمن نطاق الأسره قوامها التقبل وتوفير أوجه الدعم المختلفه لها لمواجهة الضغوط النفسيه والماديه الناجمه عن وجود طفل معوق بينهم بما يسمح بإرساء إتجاهات إيجابيه نحوه أو تغيير الإتجاهات السلبيه حياله بما يسمح ببذل الجهد الواعي لرعايته ومساعدته والإستمرار في بذل هذا الجهد بما يسمح بدمج هذا الطفل ليس داخل أسرته فقط ولكن داخل المجتمع ككل ... وهو أمر يتفق ليس فقط مع آمال الأسره ولكن أيضاً مع توجهات المجتمع وسياساته وهو ما يمكن تحقيقه من خلال سبل التواصل المتعدده التي يمكنهم الإعتماد عليها في علاقتهم بالطفل المعوق سمعياً والتي سوف نتتاولها في مقالنا القادم كخطوه لتناول أوجه دمج الطفل في المجتمع المحيط .
بقلم الدكتور
جمال عبدالناصر الجندى
موجه عام التربية الخاصة بمصر
المصدر: www.kayanegypt.com
نشرت فى 5 سبتمبر 2011
بواسطة kayanegypt
جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »
تسجيل الدخول
ابحث
أقسام الموقع
عدد زيارات الموقع
1,701,625
مركز كيـــان للتدريب
" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "
- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.
ساحة النقاش