هناك الكثير من الأحداث البسيطة التي تؤدي الى احداث كبيرة الأثر على أصحابها و هذا ما حدث مع "عمرو" فمن هو عمرو؟
"عمرو"هو طفل ذوي احتياجات خاصة ,ولد في يوم 5/11/2001 مصاب باعاقة حركية و يشير تشخيصه الطبي الى اصابته بمرض يصيب العضلات بالوهن يسمى"mitochondrial myopathy" .التحق "عمرو" بالجمعية في يوم 1/9/2006 و تم اجراء التقييمات في كل جوانب الشخصية من حيث تقييم العضلات و قدراته الحركية و ذلك من خلال أخصائيي العلاج الطبيعي و أيضا تم اجراء الاختبار النفسي لتقييم القدرات المعرفية و النفسية لديه وهذا بجانب اجراء الاختبار اللغوي .
هذه الاجراءات يتم اتباعها من اجل الوقوف على قدرات الطفل و تحديد الاحتياجات التدريبية له و اختيار أنسب طرق التدخل التأهيلي معه ثم بعد ذلك يتم تصميم البرنامج التأهيلي المناسب له و مدة البرنامج 3 شهورو يشمل هذا البرنامج (التربية الخاصة/ التخاطب/ العلاج الطبيعي/ الكمبيوتر/ التربية الحركية) كانت النتائج الأولية تشير الى عدم تلقي الطفل أي تدريب سابق حيث كان لديه قدر بسيط من المهارات المعرفية و العقلية من حيث وجود قصور في التعرف على المجموعات الضمنية و التي تشمل" الفواكه/ الخضراوات ...الخ
" هذا الى جانب عدم قدرته على اجراء أي عملية معرفية بسيطة تناسب عمره الزمني أما بالنسبة لقدراته اللغوية فان" اللغة التعبيرية "كانت ضعيفة فتكوين الجمل ضعيف وكانت الكلمات الواضحة لديه قليلة أما من حيث الجانب الحركي فان ضعف العضلات كانت عائق كبير أمام تعلم أي مهارة حركية جديدة و بعد تنفيذ البرنامج معه و الذي استمر لمدة 3 شهور تم اعادة التقييم لمعرفة التقدم الذي حدث و كانت النتائج جيدة بالنسبة له حيث اشارت نتائج التقييم الى ارتفاع مستوى قدراته المعرفية و ذلك من خلال تطور القدرات المعرفية لديه و بالنسبة للجانب اللغوي فان اللغة التعبيرية تقدمت قليلا حيث أصبح لديه قدر من الكلمات الواضحة التي يمكن فهمها من قبل الآخرين و بالنسبة للجانب الحركي فانه تعلم الاعتماد على النفس مع وجود تدعيم بدني له مما ساعد في تعلم بعض المهارات الحركية الجديدة ثم تم وضع برنامج جديد له بالتعاون بين فريق العمل حيث يعتمد التأهيل على فكرة التكامل بين التخصصات المختلفة.
و بعد مرور سنة من العمل المتكامل مع الطفل أشارت نتائج التقييم الدوري الى ارتفاع قدرات الطفل مما أهله الى الالتحاق بالفصل التمهيدي قبل المدرسة لعام 2007/2008 بجمعية " الرعاية المتكاملة" التي تشرف على تأهيل و تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و عند المتابعة مع الأم لمعرفة التقدم الذي احرزه الطفل نجد أنه تقدم بشكل ملحوظ في الفصل حيث يتفوق على أقرانه و تؤكد معلمته انه طفل يتمتع بقدرات عقلية مرتفعة.ولديه ثقة بالنفس و لديه شخصية اجتماعية محبوبة من الجميع.
و يعتبر "عمرو" نموذج ناجح لأسلوب التأهيل المتكامل المرتكز على قدرات الطفل و الذي نأمل في تكراره مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعاتنا .
ساحة النقاش