<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
مفهوم المسلم للمصائب والأحزان
بقلم/ خالد مطهر العدواني
أرسلت رسائل التهاني والتبريكات لعدد من الأحباب بمناسبة العيد، وكانت ردود البعض بحزن شديد، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، أو لمشاكل وأمور خاصة، حتى أن بعضهم وصل به الحزن إلى درجة الإكتئاب والإسراف على رب العباد، وأصبح في ضيق وهم وغم، وقد يصل به الحال إلى اليأس وفقدان الأمل بالحياة.
وما أظن ذلك إلا نتيجة لسوء فهم للمصائب والأحزان، فالمسلمين لديهم مفهوم خاص بها، جدير بأن يكتب بماء الذهب، وأما الذين لا يعيشون هذا المفهوم فإن حياتهم تسير في نكد وضنك.
فالمسلم يؤمن بأن المصائب قد تكون علامة على محبة الله للعبد، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم).
كما أنه يؤمن بأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان، ويذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاءً: الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل).
ويؤمن المسلم أيضاً: بأنه بمجرد حصول المصيبة فإنه سيؤجر عليها - ناهيك عن الصبر عليها - فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).
فإذا اعتقد المسلم هذا، فإنه يطمئن بإيمانه بالله، ويزداد توكله على الله واستسلامه لقدره.
فكيف إذا أضاف إلى ما سبق صبره على المصيبة؟ لا شك أن في الصبر أجراً عظيماً عند الله، حيث يقول تعالى:(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
فالمؤمن في كل أحواله في خير، فقد روى مسلم في صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
فمفهومنا عن الابتلاء مفهوم خاص وعظيم تكتب فيه مجلدات، ويمكنه بمفرده أن يقينا المشكلات، ويقينا الحزن والاكتئاب - بإذن الله تعالى-.
لعل القارئ قد احس بأثر هذه الأحاديث ومدلولها على النفس، وإضافة إلى ذلك فهناك الرصيد العملي التجريبي الواقعي لأمة الإسلام العظيمة.
فلا تحزن وكن قوي العقيدة، مؤمناً بالقضاء والقدر، وعليك بالدعاء والتسبيح والصلاة، وتوقع أسوأ الاحتمالات وانظر إلى من هو أسوأ حالاً منك، وأحسن الظن دائماً بمولاك وتوكل عليه فمن توكل على الله فهو حسبه.
لا تحزن وردد معي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.