عند ممارسة التأريخ لاى بلد او منطقة او نظام دائما نجد شهود العيان والحافظين للتاريخ والوثائق التى تحكى لنا المواقف الفعلية لما كان يحدث وما كان مجهول داخل الانظمة والبلدان،وخصوصا فى النطاق السياسى لاى حاكم وتنص الدساتير الغربية على الافراج عن الوثائق السرية بعد مرور ثلاثين عام من انتهاء  هذة الحقبة من الولاية او الحكم، ففى الدول الغربية يكون الشاهد على الفترة المنتهية منذ ثلاثين عام وثائق يتم الافصاح عنها تصف ماذا كان يحدث، وبهذا تكون حياه الشخصيات العامة والقادة والحكام والانظمة محل للدراسة الفعلية للاستفادة من الايجابيات ووضع السلبيات محل النظر حتى لا تكرر،والمعروف فى المجتمعات العربية ان الحقائق والوثائق تموت وتننتهى بموت صاحبها،  والفرق بيننا وبين الغرب انهم يعتمدون على التطوير الظاهرى للوصول الى اهداف تخدم غاية الحاكم الفعلى سواء كان هذا الحاكم تنظيم اوجماعة عرقية لها اهداف رامية للسيطرة على العالم باسرة،حيث تدعم هذة الانظمة دور اجهزة العلاقات العامة لترسم الصور الذهنية وتنشر الايدلوجيات التى تتفق مع ما يريدة النظام ونجد فى الفترة الاخيرة للرئاسة الامريكية الدور الهام الذى قام به جهاز العلاقات العامة الامريكية فى محاولة هادفة لتحسين الوجه القبيح لامريكا امام الرأى العام والذى ازداد قبح على يد الرئيس بوش الابن،فكان دور العلاقات العامة الامريكية مهم جدا فى عملية التحول الظاهرى فقط بتغير اللون فى صورة اوباما وتغير اسلوب الخطاب من لغة تكنوقراطية معقدة الى لغة بسيطة بهدف الارتجال الغير مباشر فى ممارسة الاهداف الامريكية للسيطرة كليا وجزئيا على العالم اجمع،ولا شك ان العولمة هى احدى الاليات الضخمة التى استطاعت بها امريكا التاثير على الشعوب فى محاولة لفرض الفكر والثقافة بمعايير دولية تتناقد مع العادات والتقاليد التى هى اساس الشعوب النامية والعربية على حد سواء،فلا مانع من التغير !!!!!
ولكن هل هناك تخطيط مسبق لعملية التغيير المقصودة ؟
يقص التاريخ حواديت الشعب المصرى منذ قديم الازل ويبرز الادوار المهمة لاشخاص بعينها ،ويركز على فترات متتالية،اظهرت كثير من العيوب وكثير من المميزات ، وحفرنا التاريخ منذ الفراعنة ووصولا الى البردعى وزويل ،هل هذا التاريخ العظيم لم يكن كافى لبناء دولة مستقلة لها دستورها وقوانينها الخاصة بها التى تخضع الجميع للعمل فى نطاق واضح يحافظ على هوية المجتمع ؟
يعرف الجميع ان الانظمة العالمية التى قادت العالم الى مانحن فية الان كانت محل للدراسة والتطوير ولكن على المستوى الفردى لتلك الانظمة ،والتى لها رؤى مختلفة تم بناؤها على الهروب من المجتماعات التقليدية المتمثلة فى الحضارات الغربية القديمة التى تتسم بالتخلف على حد قول الباحث (لوجن بودريارد) حيث عقد مقارنة بين  العالم التقليدي ( القديم ) " أوربا أو القارة العجوز " والعالم الحديث ( الولايات المتحدة ) .
ويبدى انبهاره بحداثة المجتمع الأمريكي مقابل المجتمع الأوربي، وتأكيد على أن التقدم يرتبط بالتغير والحداثة بالمفهوم الأمريكي وليس الأوروبي .
فأمريكا بالنسبة له هي المثالية المتحققة L'vtopie realise وهي مركز العالم والقوة العليا والنموذج المطلق . ولا يرتكز تفوق النموذج الأمريكي على القوة العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة فحسب وإنما لان أمريكا تجسد حلما بالعدالة والرفاهية والحرية والثروة والرخاء ... .
ويري بودريار أن عدم قدرة المجتمع الأوربي على اللحاق بالمجتمع الأمريكي ترجع إلى نقص الجرأة وروح المغامرة وهو ما تفتقده أيضا دول العالم النامي .
وإذا كانت أوربا هي مركز العالم القديم فان الولايات المتحدة هي مركز العالم الجديد .
وينهي بودريار فكرته مؤيدا ضرورة إعادة النظر في بعض القيم والعادات الفرنسية ( الغبية ) التي تحول دون تحقيق التقدم بالمفهوم الأمريكي . وهي عادات مرتبطة بالمجتمعات التقليدية عموما ومنها المجتمعات العربية . وهو في ذلك يبعد عن مفاهيم الخصوصية الثقافية ويجنح نحو إهمال التاريخ حتى يتعايش الجميع في مجتمع إنساني عالمي كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية .
خلال السبعينات والثمانيات شغلت مسألة الغزو الثقافي والاختراق الإعلامي الثقافي من المركز للأطراف والتدفق الحر للمعلومات وآثاره على هوايات المجتمعات النامية
ومنذ بداية الثمانيات تغير الخطاب الدولي من الغزو الثقافي إلى العولمة.
ليكون الناتج عالم جديد بعيد الهوية الثقافية القديمة والانتماء الى ثقافة جديدة تتسم بالضحاله والسطحية،
ومن هنا يجب ان ننظرالى  علاقة التأثير والتأثر على قدرة الجمهور وإمكانيته في تلقي واستقبال المضامين الثقافية الجديدة والمختلفة .
فاذا اراد الشعب المصرى التحول الى عالم جديد فلابد ان يتناسى اصوله ولا يذكرها حتى لايتسم بالتخلف على حد قول لوجن بودريارد
الغرب عندما اردوا التغير تخلوا عن هويتهم
فهل مصر اذا ارادت الغير ستترك هويتها  ؟
 
 
 

  • Currently 102/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 248 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2011 بواسطة islamelshrkawy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,699