الراى والراى الاخر مضمون لا يخرج عن مجموعة المتظاهرين سواء المؤيدن للاعتصام والمتمثلين فى شباب الثورة او المعارضون للاعتصام من افراد الشعب
فالمعارضين للاعتصام فى الميدان ربما يكون الكثير منهم من الذين اشتركوا فى قيام ثورة الخامس والعشرون من يناير ومن الذين رفعوا لافتات تشير الى اسقاط النظام السابق وقد يكون اعتقادهم انهم قد اتموا دورهم فى اسقاط النظام وتصحيح الاوضاع ويريدون الشروع فى مواصلة الحياة الطبيعية والمشاركة فى العمل وبناء المرحلة القادمة فى ظل حكومة تسيير الاعمال برئاسة الوزراء الجديدة تحت قيادة الدكتور عصام شرف الى ان يتم جدولة العمل الدستورى الجديد وتنفيذة والاعلان عن رئيس جمهورية خلفا للرئيس السابق 
والمتظاهرين المعتصمين الى الان فى ميدان التحرير ربما هم الذين اشتركوا ايضا فى قيام الثورة او مجموعات اخرى تقوم بتنفيذ رغبات لانظمة اخرى واهداف مختلفة ....؟
فالامر خاضع لدراسات كثيرة وتحليلات متعددة سوف ينتج عنها الاشاعات والاقاويل والحقائق والتى لا مفر منها والتى سوف تكون على عاتق الوطن فى النهاية
ولكن اذا نظرنا بعين الحقيقة سنجد ان المؤيدين للاعتصام والمعارضين له مجموعة قد لا تكون مثالية من حيث تمثيل الشعب المصرى بالكامل
ومن المعروف عن الشعب المصرى انه لا يرغب فى فرض الرأى علية حتى وان كان هذا الرأى يتناسب مع رغباتة لانه قد يغب عنة فرصة التفكير فى اختيار البدائل لاجل صنع القرار السليم وينساق خلف عواطفة الجياشة التى قد تسقط منه حكمة الفروض السياسية للاخطار المستقبلية 
قد يكون المتظاهرين جميعا معتصمين ومعارضين للاعتصام يردون هدف واحد وطريق واحد ولكن باساليب مختلفة فمنهم من يعتقد ان الاعتصام هو الحل لتنفيذ المطالب اى كان نوعها ومنهم من اعتقد ان التغيير قادم لا محالة لذلك يعارضون الاعتصام فى الميدان لبداية العمل والبناء وممارسة الحياه الطبيعية 
ومن هنا يلعب قادة الرأى العام دورا هاما سواء منهم المنظمون المنتمون إلى حزب أو نقابة أو جمعية أو جماعة معينة أو قادة الرأى التلقائيون الذين يفرزهم المجتمع دون تنظيم أو إعداد سابق ، يلعب هؤلاء جميعا أيضا دورا هاما فى عرض وجهات النظر وتوجيه وإثارة المناقشات حول القضية التى تشغل بال أعضاء المجتمع أو الجماعة المعينة ويرغبون فى الاستزادة من معلوماتهم حولها وتبين وجهات النظر المختلفة تجاهها
 من حصيلة هذه المناقشات والحوارات كلها والتى قد تبلغ حد التصادم أحيانا والتى تديرها أجهزة الإعلام أو تنبع عن الاتصال المباشر فقط أو كليهما؛ يتبلور رأى ظاهر وغالب على كل الآراء وهو فى الوقت نفسه حصيلة احتكاك هذه الآراء جميعا وتفاعلها هو ما يطلق عليه اصطلاحا "الرأى العام"
ومن هنا نبدأ تسليط الضوء على كافة الاختلافات التى قد تؤدى فى النهاية الى الى سقوط مبدء الاجتماع على الهدف الواحد لان الشعب المصرى لم يكن مشترك بالكامل فى التظاهرات فى حين انه قد يكون مؤيد او غيرمؤيد لما حدث ، ومن هنا ينتج الاتجاه السلبى الذى افرزتة الثورة والذى قد يحتوى على شريحة كبيرة للغاية من الشعب المصرى  اما مؤيد او معارض 
فقد يكمن التعارض فى بعض الافراد لعدم اشتراكهم فى الحدث نفسة او لعدم وجود رؤية مستقبلية معينة تهم الشريحة المعارضة او غياب الثقة فى التطوير والاصلاح 
وفى كل الاحوال يكمن الخطر فى السواد الاعظم الذى لم يبدى الرأى حتى الان ربما لعدم وجود الوسيلة التى تهتم بعرض وجهة نظرة فى القضية والذى يتمثل فى شريحة ضخمة من المجتمع المصرى بكافة فئاتة
وفى ظل التغير القائم وعدم وجود الوسائل الكافية التى تعمل على دراسة الرأى العام الشامل للخروج برأى الاغلبية والذى سوف يتحكم بالفعل فى مبادئ السيادة الشعبية كمكون اساسى فى الحكم الديمقراطى والذى يكمن فى السواد الاعظم الذى لم يتحدث بعد، ربما قد يكون مؤيد وربما قد يكون معارض للاقلية فى ميدان التحرير بكامل ثورتة
ومن هنا اذا اردنا التغير والاصلاح يجب الاهتمام الفعلى بمن هم اغلبية كامنة فى مجتمع يعرف ويفهم ويريد ولن يرضى بفرض الرأى حتى لو كان صحيح من اقلية ايضا تعرف وتفهم وتريد
من اجل مصر يجب ان يكون هناك اتصال ذو اتجاهين ،اتجاه يشرح ويفسر ويحلل واتجاه يقيم قنوات تتدفق من خلالها الاراء والاتجاهات ووجهات النظر،فاذا اردنا ان يكون هناك رأى عام مؤيد يجب معرفة ولو شئ يسير من اراء المجتمع ككل تكون اللبنات الاولى لبناء الرأى العام .


 

المصدر: مقال شخصى
  • Currently 85/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 201 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2011 بواسطة islamelshrkawy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,700