غالبية أدوات المطبخ النوبي تكون من منتجات البيئة، وأطباق الخوص بمختلف الأحجام والأشكال، وتعد من الأدوات الرئيسية التي تحرص المرأة النوبية على اقتنائها، أو تصنيعها إن كانت من أهل الخبرة في هذه الصناعة، وتدخل هذه الأطباق في عداد جهاز العروس النوبية الأساسية التي تقوم أمها بتجهيزها ربما من مراحل سابقة للعرس بمدة طويلة.
وصناعة هذه الأطباق تكون بسعف النخيل وسيقان القمح بعد صبغهما بألوان متنوعة، وتدخل في الصناعة أيضا شرائح من عرجون البلح بعد غمرها في الماء لفترة حتى تكون قابلة للثني حسب الحاجة، وفي أطراف هذا الطبق يتم تثبيت الصف الأخير بشرائح من الجلد الملون لتمتين النهايات، وهذه الصناعة أيضا من أعمال السيدات.
أما استخدامات هذه الأطباق فهي متعددة، وشكل هذا المنتج هو الذي يحدد نوعية الاستخدام، فالأطباق المقعرة والتي تسمى (كونتى) تستخدم في وضع أو نقل الحبوب والدقيق والبلح، لأنها تستوعب كميات كبيرة إلى حد ما، أما الأطباق المسطحة فتستخدم كأغطية للأطباق المقعرة، أو لوضع المخبوزات النوبية عليها، وكذلك كأغطية للطعام والصواني التي تقدم فيها الطعام للضيوف، وهناك نوع آخر من أطباق الخوص المسطحة ولكنها أصغر حجما، تستخدم في وضع البلح أو الفشار عليه عند تقديمه للضيوف، وكل هذه الأنواع من أطباق الخوص تعلق على الجدران كنوع من أنواع الزينة، وأيضا للتفاخر بملكية عدد من هذه الأطباق، لذلك كان الاهتمام بألوانها على درجة من الأهمية.
ولهذه الأطباق أسماء متعددة حسب الحجم أو التقعير، مثل (كونتى ووليل وشور وكرج)، كما أن الأشكال الفنية المتعددة التي ترسم عليها لها أسماء خاصة، متعارف عليها، أما الألوان المتنوعة التي تزين هذه الأطباق فكلها تتم بصبغ السعف قبل التصنيع، بحيث يتم التحكم في الشكل الجمالي المراد من خلال ترتيب السعف أو سيقان القمح عند التركيب، وكان الاهتمام بألوان الطبق المقعر (كونتى) أقل من الأنواع الأخرى لأنها كانت دائما لا تظهر كثيرا.