الاهتمام بالجمال والزينة في البيوت النوبية سمة مميزة للذوق العام، يتضح ذلك في كل ما يحيط بالإنسان النوبي في بيته وأدواته وأزيائه،وإذا كانت الرسوم الجدارية في واجهة البيت من الخارج تدل على اهتمام النوبيين بالجمال الخارجي، فإن (الشعاليب) التي تعلق في الحجرات أو الديواني في البيت النوبي من الداخل لها انعكاس على المظهر الجمالي العام، يلمسه كل من دخل إلى البيت، وتدل هذه الشعاليب على المستوى الاقتصادي لصاحب البيت، وتتيح مساحات لتخزين بعض أنواع الأطعمة أو البخور بعيدا عن الأطفال أو الحشرات والقطط والفئران.
وهذه الشعاليب مختلفة الأشكال، فمنها ما هي مصنعة من حبال الكتان، ومنها ما هي مصنعة من الحبال القطنية أو من صوف الأغنام، وفي كل الأحوال تكون مرصعة بقطع من القواقع أو الصدفات البحرية، وهي ليست شكلا جماليا فقط، ولكنها مهيئة لوضع أطباق الصيني بداخلها، بحيث توضع فوق هذه الأطباق بعض الأواني ذات الأغطية، فتزيد من جماليات هذه الشعاليب من ناحية، وتوضع في هذه الأواني ما يراد حفظه من ناحية أخرى.
وفي السابق كانت هذه الشعاليب تصنع من جدائل سعف النخيل ولكنها سرعان ما صارت من الحبال المختلفة لتتناسب مع التطور الجمالي في البيت النوبي، ومن المعروف أن شكل الشعاليب وخامات التصنيع تدل على المستوى الاقتصادي لصاحب البيت، فتلك الشعاليب المصنوعة من حبال الكتان سعرها أقل من الأنواع الأخرى، والمصنوعة من صوف الأغنام تكون أغلى الأنواع، وأطباق الصيني التي توضع بداخلها أيضا درجات متفاوتة في أسعارها، وعدد هذه الشعاليب المعلقة لها صلة قوية بالمستوى المادي الذي يعيش فيها الأسرة، وكل هذا له دلائل عند تقييم المستوى الاقتصادي.
وجناح (الديواني) كان أنسب الأماكن لتعليق هذه الشعاليب، لكونه واجهة داخلية للبيت تقام بداخله مناسبات الأفراح واستقبال ضيوف العرس.