من أهم الصناعات البيئية في النوبة تلك التي تقوم على معطيات البيئة وبخاصة النخيل، فهناك كثير من الأدوات التي كان يستخدمها النوبيون في حياتهم اليومية مصنوعة من منتجات النخيل، مثل الأبراش والسلال وأدوات التنظيف وأطباق الخوص بأنواعها المختلفة، هذا بالإضافة إلى (العنجريب) أو السرير النوبي وأسقف البيوت والعتبات العلوية للأبواب في البيت النوبي.
والمرأة النوبية هي التي تقوم بكثير من تلك الصناعات البيئية الصغيرة ومن أهمها الأبراش التي تمثل الحصير في النوبة، وهذه الأبراش تصنع من سعف جريد النخل، حيث تقوم المرأة بتضفير عدد من السعفات حول بعضها بشكل معين بأطوال مختلفة وبالعرض المطلوب حسب الحاجة، فإن كان العرض المطلوب للضفيرة صغيرة أو ضيقة يتم جدل ثلاث سعفات وكذلك الوصلات التي تضاف للوصول إلى الامتداد المطلوب بالكامل، وهذه النوعية تدخل في صناعة السلال، أما إن كان العرض المطلوب أوسع فيتم جدل خمس سعفات وإضافة التطويل بنفس العدد، وهذه النوعية هي المناسبة لعمل البرش، فبعد إعداد الكمية المطلوبة يتم خياطة هذه الجدائل بجوار بعضها البعض أيضا باستخدام السعف، وتتفنن السيدات في إضافة الألوان الزاهية على البرش بصبغ بعض السعف بألوان مختلفة بحيث يتم التنسيق بينها عند توصيل الجدائل ببعضها البعض، ومن المعروف أن السعف الذي يستخدم في هذه الصناعة لها مواصفات معينة بعرفها المرأة النوبية، وهي غالبا ما تكون من الجريد الذي يكون في منتصف النخلة وجديدة.
وأحيانا كان يتم صناعة البرش من سعف شجرة الدوم لأنها أقوى وأمتن، وحجمها أكبر من سعف النخيل، وبالتالي فإن الأبراش التي تصنع من سعف نخيل الدوم تكون أطول عمرا، وتتحمل الاستخدامات المتعددة، وكان هذا النوع هو المفضل في الأماكن العامة مثل المساجد والمضايف.