خطوات ما قبل الزواج
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن الزواج أهم شيء في حياة كل إنسان .. وهو يشغل فكره وباله وقلبه منذ البلوغ.. وقد وضع الله لكل شاب وفتاة خطوات يتبعها قبل أن يُقدم على موضوع الزواج .. وهي باختصار شديد كما يلي:
· فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ [30:15]
يجب أن يكون ذلك عامل مشترك بين الزوجين .. وغاية وهدف لا يحيدون عنه ولا يفوقه أهمية أي شيء آخر.. فكل شيء يأتي بعده .. هو وهي قد تربوا ونشأوا وترعرعوا في أسرة مسلمة.
· وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [30:16]
أول شيء يجب أن يتفق عليه الرجل والمرأة هو أن ينسلخو تماما من عادات وتقاليد الكفرة والمشركين، لا يفكرون مثلهم، ولا يتكلمون مثلهم، ولا يتخذونهم أولياء ولا يطيعونهم في أمر، بدليل آيات كثيرة جاءت في هذا المعنى.
· فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [30:17]
كل ما سبق هو فرض عين على كل شاب وفتاة.. أما هذه فهي من أول واجبات الزوجية، شيئ مشترك بين الزوج والزوجة، عبادة جماعية تجمع بينهم في رحاب نفحات الرحمن الذي هداهم لهذا الزواج وجمع بينهما في الحلال.
· وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ [30:18]
وهنا يضع لهما ربهما البرنامج الثابت في ليلهما ونهارهما وفي كل حياتهما.. برنامج يجعل منهما عضوين أساسيين في كون الرحمن، لينعم كل منهما بالانسجام التام في كل ما تجري به الأقدار بين السماء والأرض.
· يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [30:19]
يطمئن الله كل منهما أنه سبحانه قادر على أن يحيي لهما حبهما فلا يموت أبدا حتى يوم يخرجون.. وكأني بالله يقول لهما لا تقلقا ولا تخافا الموت ولا تخافا فتور المشاعر لأن الذي أحياكم وهداكم وزوجكم هو الذي يحيي ويميت، فقط عليكما بذكر الله وشكره وحمده وتسبيحه ليل نهار وفي كل خطوة من خطوات حياتكم.
· وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ [30:20]
يذكرنا المولى عز وجل .. الزوج والزوجة أنهم من تراب ومصيرهم إلى تراب .. فلا يتكبرون على خلق الله لأنهم سينتشروا بينهم ويتعاملون مع كل أجناس البشر على اختلاف مللهم وأوطانهم وألوانهم.. فليتواضعوا و ليتقوا الله فيهم.
· وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [30:21]
الآن وصلنا لمرحلة فكرية .. فقد ختم الله تبارك وتعالى الآية بأمر واجب النفاذ .. وهو أن يتفكروا معا هو وهي في كل أمور حياتهم، في أنفسهم وعاداتهم وتقاليدهم وأهدافهم ومستقبلهم وفي كل متعة و نعمة وهبة من الله العزيز الحميد.. وأول هذه النعم هي تمتعهم بالمودة والرحمة.. التي لن تكون إلا باتباع ما سبق من آيات .. أعتبرها أنا وأراها بوضوح تام أنها من شروط الزواج التي وضعها ربنا لكل شاب وفتاة.
· وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [30:22]
الآن قد أصبح كل منهما عالمي الجنسية بإسلامه .. ينبهنا المولى عز وجل بما سنواجه في حياتنا المستقبلية.. سنجد تحت السماء أرضا يعيش عليها بشر لغتهم غير لغتنا وعاداتهم كذلك تختلف تماما وربما عقائدهم وأفكارهم .. وكل ما يهمنا ويعظ به ربنا هو أن نتفكر في عظمته سبحانه فيما خلق ثم نحمده على نعمة الإسلام ونعمة المتعة الحلال.
أترك لحضراتكم استخراج الدرر الكامنة في هذه السورة العظيمة.. سورة الروم .. كل ما هو أجنبي في العالم العربي يسمونه رومي .. حتى الخضروات .. ونحن في سورة الروم .
هذا ما فتح الله به علينا وما فيه من صواب فمن الله تبارك وتعالى وحده .. وما فيه من خطأ فمني وأستغفر الله لي ولكم ولجميع خلقه.
والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش