نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ سورة الأنعام]

 

ثم لدينا حديث مرفوع عن الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن هذه الوصايا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ،أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" أَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى هَؤُلاءِ الآيَاتِ الثَّلاثِ ؟ ثُمَّ تَلا : قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ سورة الأنعام آية 151 ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ ثَلاثِ آيَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ وَفَّى بِهِنَّ آجَرَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا فَأَدْرَكَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا ، كَانَتْ عُقُوبَةً ، وَمَنْ أَخَّرَهُ إِلَى الآخِرَةِ ، كَانَ أَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ أَخَذَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ " .

قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا

الآن سنجد في سورة البقرة 11 نداء بدأت كلها بيا أيها الذين آمنوا، وكما إنه ليس من العقل أن نعبد الله ولا نلبي نداءه فسنحاول هنا دعم توحيدنا لله رب العالمين وإخلاصنا له بما اعطاه الله لنا في نداءاته، فقد قال علماءنا الكرام إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا فانتبه واستمع فإنما ينادي علىك ربك ليأمرك بخير أو لينهاك عن شر. والآن مع النداء الأول:

وهو في خلق اللسان، وأدب الحوار، واختيار الكلمات المناسبة، وأدب مخاطبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : النداء الأول:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [(104)البقرة]

سنجد في كتب التفسير أسباب نزول هذه الآية الكريمة، ونحن هنا الآن لنربط بين تلبية النداء وتطبيق الوصية الأولى بعدم الشرك بالله العلي العظيم… كلنا يتبع استراتيجية معينة في الكلام وفي التفكير وفي الأسلوب، هذه الإستراتيجية غالبا ما تنبع من مبادئ معينة، وخير استراتيجية هي تلك التى دلنا عليها خالقنا العظيم في نداءاته كلها:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ

إذا فالكلام كله انقسم هنا إلى طيب وخبيث، والطيب من الله، والخبيث من الشيطان ومن السلبيات ومن اتباع الهوى، وكل ذلك ينافي التوحيد. حديث:

{ إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه}. المحدث: الألباني، وخلاصة حكمه : صحيح.

وهكذا نجد أنفسنا أمام مقومات التوحيد، وأصول الطاعة لله رب العالمين ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. ثم نستمر بعد ذلك مع الآيات التى أمرنا فيها ربنا بمرعاة ما نقول، وما نفعل وأن نجعل كل ذلك خالصا لله…

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ [ البقرة83].

لقد لاحظنا هنا أن هذه الآية الكريمة سبقت النداء الأول وكأنها تمهدنا وتجهزنا وتقول لنا أن سبب هلاك من قبلنا هو عدم اتباع أوامر الله تبارك وتعالى ونواهيه. يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ آفة الشرك والنفاق، أن يقول المرء ما يخالف سريرته، يرائي الناس وينسى أن الله يعلم ما نخفي وما نعلن.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [ سورة الأحزاب ]

القول السديد هو القول الصادق، ظاهره مثل باطنه، والنتيجة هي أننا سنجد ربنا وقد أصلح لنا أعمالنا وكل ما أفسدناه في حياتنا.

وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا [ سورة النساء 9 ]

الكلمة الطيبة تستمر ثمرتها أجيالا بعد أجيال، فلنا رب عظيم إذا أعطى، وعظيم إذا منع، وعظيم فوق كل تصور.

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك.

يقول الدكتور/ إبراهيم الفقي رحمه الله في كتابه قوة التفكير في خاتمة الباب الأول:

فكر معي لحظة، لو قام الجراحون بإجراء عملية جراحية لك وقاموا ببتر كل أفكارك، هل سيكون عندك مشاكل في حياتك؟طبعا لا، لأن المشاكل تتواجد فقط في الأفكار!! فالمدير الذي لا تحبه موجود فقط في أفكارك، والصديق الذي لا تتحدث معه منذ سنوات موجود في أفكارك، والمشاكل التى حدثت لك وأنت صغير في منزل العائلة الذي تركته منذ سنين، لأنك تزوجت وأصبحت مسئولا عن أسرة موجود فقط في أفكارك، والفشل الذي حدث لك في الماضي موجود فقط في أفكارك...| والحقيقة أن كل شيئ وأي شيء موجود في الأفكار حتى ولو كان في الماضي البعيد أو المستقبل!

وهنا نجد أن النداء الأول ينقي ويطهر أفكارنا ويجعل سريرتنا مثل علانيتنا فلا نقول إلا ما نشعر به فعلا ولا يغضب الله سبحانه وتعالى.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2015 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,430

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »