هيا بنا نستقبل رمضان بحب جديد وإيمان جديد وشخصية جديدة وبتطبيق وصايا ربنا لكي نحظى بحبه وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
[ سورة المائدة ]
الوصية الأولى التى لدينا تقول:
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وهنا بنظرة فاحصة وعقل مدقق وقلب واعي وذهن حاضر نرى بوضوح، أن الإرتداد عن دين الله هو الشرك بعينه، لأن الإيمان بالله وعدم الشرك به يقتضي منا أن نتحلى بالأخلاق والصفات التى حددها لنا ربنا في الآية التالية:
مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
هل نحن أذلة على المؤمنين؟ طيب هل نحن أعزة على الكافرين؟
إن من صفات الذين يحبهم الله ويحبونه أن يكونوا أزلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ودليل ذلك هو التواضع لدرجة الخشوع للمؤمنين(
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
) والآن نحن نرى العكس تماما، لذلك على الذين درسوا الوصايا أن :
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
نجاهد أنفسنا لنكون رحماء بالمسلمين والمؤمنين كبيرهم وصغيرهم، عالمهم وجاهلهم، فالعالم نحترمه ونقدره ونعينه ونستفيد من علمه، والجاهل ندعو له بالهداية وإن استطعنا أن نعلمه بالتطبيق العملي لما علمنا ربنا، وهذا هو أول الجهاد في سبيل الله وهو كبير وربما كان أكبر من جهاد الكفرة والمشركين، لأن هذا الأخير يحتاج توحيد الأمة.
وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ
والخوف الواجب شرعا وفقا لهذه الآية هو خوف من الله وخوف على أخواننا المسلمين، إذا رأونا نجافيهم ونعاتبهم وننقدهم ونتكبر عليهم فإنهم سيضربون بنا وبتصرفاتنا عرض الحائط.
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
لذلك أخي في الله علينا أن نحاول بكل قوانا العقلية والبدنية والعقائدية أن نحصل على فضل الله المنوه عنه هنا فيما أمامنا من آيات.
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
والسبيل إلى ذلك أن يكون الله ولينا ورسوله والذين آمنوا، عندما نراهم مقيمين الصلاة، وعندما نراهم يؤتون الزكاة، وعندما نراهم في كل تحركاتهم كأنهم راكعين لله، فالركوع هو من أول علامات الخشوع.
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ ، وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ ؟ ، قَالَ : هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ ، وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا ، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ :
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
[ سورة يونس آية 62]
هيا بنا نستقبل رمضان عاملين بالوصية الأولى وحسب ما يسره الله لنا هنا من آيات، ثم بعد ذلك علينا أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: (( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا)).
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
( من نداءات سورة البقرة التأسيسة ومن أول دعائم التنمية البشرية الربانية )
أحيانا يوقع بيننا الشيطان في بيوتنا وحتى في المساجد، بأن يلفت نظرنا لأخطاء الآخرين فننقدهم وننسى أنفسنا فنقع في خطأ كبير، وربما نشأ عن ذلك مشدة وتشاحن وتبادل الألفاظ التى يكرهها الله ويحبها الشيطان.
أحبتي في الله فرسان البحث عن السعادة والحرية والأمن والآمان وحملة راية الإيمان المتوسمة في وصايا الرحمن، أذكركم في الله أن رمضان هو دورة تدريبية كما قال الدكتور النابلسي، لأن العبادات معاملات، وكلنا من خلق الله، فلنتأدب مع الله ونحسن معاملة خلقه كما وصانا ربنا في وصاياه ونداءاته.
وفي هذا الشأن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم باع كبير ووصايا وأوامر ونواهي وحث ودفع لنا لنستقيم على أمر ربنا:
لا يؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسِه ، فيه زيادَةٌ : منَ الخيرِ
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :
لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يَكونَ هواهُ تبعًا لمَّا جئتُ بِهِ
أجمل ما يمكن أن نحلم به ونتمناه في دنيانا هو أن نهوى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو المصطفى المختار صاحب أعلى وأقدس مقام وصل إليه مخلوق لله.
كما قال أيضا صلى الله عليه وسلم وهو يقسم بالله:
والذي نفسي بيدهِ لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى أكونَ أحبَّ إليه من والدهِ وولدهِ والناسِ أجمعينَ
وهذه سوف تساعدنا على اقتلاع الأحقاد والضغائن وكل ما هو سلبي من نفوسنا لنستطيع أن نمضي في طريقنا إلى رضا الله والجنة
ساحة النقاش