قوة الكلمة ومدى تأثيرها على حياتنا

 النداء الأول من نداءات الرحمن لعباده الكرام (2) … يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) (2) 

قوة الكلمة ومدى تأثيرها على حياتنا وحياة الآخرين

كن غواص ماهر واستخرج كنزك بنفسك تسعد بقية حياتكويحسن إيمانك ولسوف يعطيك ربك بكل حسنة أضعاف أضعافها

المقصود من هذه الدورة هو أن نتحكم فيما نقول، وأن يكون كلامنا كله طيبا لنقطف ثماره الطيبة.. وجدت كلمة للدكتور النابلسي ستفيدنا كثيرا إن شاء الله:
يقول فضيلة الدكتور النابلسي : { إن لم تجد حلاوة الإيمان، وإن لم تجد حلاوة الذكر، وإن لم تجد حلاوة القرآن ، فلا تتهم إلا نفسك.. إبحث في نفسك عن ما تقوم به من عادات قد تكون غير مرضية لله، فتحول بينك وبين الله.. مثل كلام فاحش حتى ولو كان مزاحا.. أو أردت أن يقال عنك كذا أو كذا وقد قيل… هناك أشياء كثيرة نفعلها بحكم العادة ، تباعد بيننا وبين الله، طبعا هذه ليست إلا أمثلة بسيطة، ولكن على كل إنسان أن يبحث في داخله عن سبب عدم حصول السعادة بالإنصال بالله سبحانه وتعالى..

لذلك سنحاول أن نقوم بصيام فريد من نوعه سبقنا به الكبار من الأنبياء والصديقين، صيام قام به زكريا عليه السلام والسيدة مريم، فدققوا معي أثابكم الله:

فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26){مريم}.الصيام هنا كان عن الكلام، والنتيجة أنها استطاعت أن تواجه به قومها وهم من هم { جبابرة وعتاة في الكفر والزندقة والفسوق والعصيان }.قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)

وهنا لدينا نفس الشيء عدم كلام الناس، امتنع عن كلام الناس إذا كان كلامهم سيخرجك عن طاعة الله، لقد طلب من قومه أن يسبحو الله بكرة وعشيا، فقد سبقهم بذلك، وهذا ما سنفعله كتمرين أولي مهم ندرب فيه ألسنتنا على الطيب من القول.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) {الأحزاب}والآن هل سننضم في صف الملائكة ونسبح معهم ربنا في جميع أوقات حياتنا، خاصة وأن هذا التمرين سيساعدنا أو سيكون بإذن الله هو مدخلنا للنداء الثاني، هل تذكرون تمرينات الذكر والتسبيح ؟؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)

مرت آيات فوق المائة آية، كلها كنوز ودرر ثمينة، فهل سنغوص كسباح ماهر ليستخرج كل منا كنزه؟

إذا استطعنا أن نكتشف ونستخرج وندرك ما لدينا من كنوز في أيات الأرض سينعم علينا ربنا بكنوز وفهم وإدراك آيات السماء، والدليل الآية التالية:

إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) { يونس}.وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى جعل لنا آياته في اختلاف الليل والنهار، فحالنا أثناء الليل يختلف عنه في النهار، نذكر الله ونتهجد ونبتغي من فضله ونسجد له والناس نيام، وكل هذا يهذب ألسنتنا ويرقق قلوبنا وينير عقولنا، ويقربنا من العزيز الحميد.سنصوم بإذن الله عن الخبيث من الكلام، وسنردد دائما كلمات الذكر والتسبيح، وسنغوص في أعماق الآيات نرددها ونتلوها حتى يفتح الله لنا كنوزها ويهدينا.أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)

وبهذه نختم إن شاء الله، عندنا الآن 103آية للدراسة ومحاولة تدبرها وفهمها وإدراكها.

ومن خلال هذا التمرين سنصوم عن الكلام الخبيث منه والغير مفيد وكل كلمة تحمل معنى ظاهر يختلف عن ما نكنه في أنفسنا.

الأستاذ / أحمد ابراهيم