وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ آَيَاتٍ التَّقْوَى *** إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) ربما من الآية التالية استطعنا أن نفهم المقصود بالتحديد من هذه الآية الكريمة، تُرى ماهي الآيات الكائنة في اختلاف الليل والنهار التى يعرفها كل من اتقى ربه ؟؟مسألة يجب أن نفكر فيها، فإن تقوى الله هي أصل العبادة، هي تقربنا أو تبعدنا، تقوى الله هي دليل الإيمان وهي النور وهي الفرقان.. لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ الآيات هي فقط لقوم يتقون، الآن هم يتقون، هم يعيشون بالتقوى، هم حالهم الدائمة أنهم يتقون ربهم، فكيف يكون ذلك؟؟ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا هؤلاء هم أول فئة لا يتقون ربهم، لذلك لا يرجون لقاءه سبحانه وتعالى، أما عن لماذا وكيف لا يرجون لقاء ربهم؟؟ تجيبنا الآية التالية: وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا لا يرجون لقاء ربهم لأنهم رضوا بالحياة الدنيا، تجده سعيدا جدا بما لديه ويريد المزيد، يطمع أن يزيده الله غنى وطغيانا وعربدة ومتعة في أحضان الشياطين والعياذ بالله .. ثم ماذا بعد ذلك ؟ هذا ما سنعرفه إذا ما تابعنا الآيات بتمعن وقلوب مفتوحة وعامرة بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم : وَاطْمَأَنُّوا بِهَا الذي يتقي الله يطمئن قلبه بذكر الله، ولكن هؤلاء أطمأنوا بمالديهم وبما حصلوا عليه من الحياة الدنيا عن طريق اتبعاهم شهواتهم وخطوات الشيطان.ولكن هناك فئة أخطر منهم، فئة من الناس أقل عقلا وأكثر غباءا، لا عقل لهم، قلوبهم مليئة بحب الدنيا، ومليئة بغواية الشياطين، ومليئة بالظلومات وأمراض الظلام، وهم كثير ونجدهم بيننا بكثرة وافرة: وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) نظرهم لأهل الدنيا، واتباع خطوات الشيطان، وحب المال والبنون والشهوات جعلهم يغفلون عن الحق، عن الحلال، عن السعادة الحقيقية، عن الأمن والآمان، عن الجنة ونعيمها، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من نور وهدى..هم يجروننا جرا إلى الغفلة، هم يعاونون الشياطين ليغوونا، تجده يقدم لك بإلحاح الفساد، ولو كان خيرا لإنتفع به وحده مختبأ حتى لا تراه، قد عاش ما أقول أصدقاء القهاوي والطرقات والوقوف على النواصي وأهل السينما والشهوات والدخان والمخدرات، يقدم لك سيجارة أو رشوة وبإلحاح، ولكنه عندما يجوع يذهب بعيدا عنك حتى لا تشاركه طعامه.. أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) لقد جمع الله تبارك وتعالى الفريقان معا، الذين لا يرجون لقاء الله، والذين غفلوا عن آيات الله، مصيرهم واحد..لذلك أردت أن أقاسمكم خوفي ووجلي من هذه الآيات الكريمة، وأخذت أفكر في إختلاف الليل والنهار وآياته ثم في آيات السماء…رسخ في قلبي بعض الخواطر، مثلا حالنا في الليل، في بيوتنا وبين أهلينا، كيف نكون؟ كيف نشعر؟ كيف نمضي الليل؟؟ ثم نقارن بين ذلك وبين حالنا في النهار وهنا سنجد إختلافا كثيرا..طريقة أخرى تجعلنا نرى بوضوح آيات الليل وآيات النهار من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..أما عن آيات السماء فهي ما سوف يهبه لنا ويرزقنا إياها إذا ما تدبرنا آيات الليل والنهار وكيف نكون في كل منهما إن شاء الله، أما الآن فسنختم بالآيات التالية: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) {يونس}. اللهم أجعلنا من هؤلاء يا أرحم الراحمين، يارب لا هدى إلا هداك، فاهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، تباركت ياربنا وتعاليت، لا معبود بحق سواك ولا شريك لك في الملك اغفر لنا وارحمنا واهدنا واعفو عنا يا كريم يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد يا مبدئ يا معيد لا إله إلا أنت برحمتك نستغيث فأغثنا يا مغيث .
https://www.youtube.com/watch?v=9CGkS7Gy_VU
نشرت فى 16 إبريل 2014
بواسطة ibrahimelmasry
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
249,406
Ahmed Ibrahim
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »
ساحة النقاش