نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

بسم الله الرحمن الرحيم اليوم نواصل رحلتنا مع سورة الكهف، لنصل إلى كهف الستر من الشيطان، والحصن المتين الذي إذا احتمينا به نجونا من الإباء والكبرياء. وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) الكهف. اليوم والأيام التالية إن شاء الله سنمر تباعا على مواقف الشيطان التى جاءت في سور القرآن الكريم، لنعرف أساليبه الملتوية، لنحذر منه ونتخذه عدوا، فهو عدونا الأول اللدود، وأساليبه قد أصبحت مستهلكة ومعروفة، ولا يقع فيها إلا من غفل عن ذكر ربه واستهوته الدنيا واستسلم لنفسه أو اتبع هواه.. الموقف الأول: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة. وهنا نجد صفتان مدمرتان لعقيدة الإنسان وشخصيته، وهما الإباء والإستكبار، والعجيب أنهما صفتان متلازمتان، تجد أن كل من يأبى يستكبر..وكل من يستكبر يأبى، وهما لا يأتيانا إلا من الشيطان، فهو أول من أبى واستكبر وكفر. إذا اليوم عرفنا أنه من الآن قد وجب علينا أن نتخلى عن الإباء والكبر، وأن نستسلم استسلاما كاملا لله رب العالمين لنستقبل رمضان بنفس طيبة ولسانا صادقا ونية خالصة لله رب العالمين. ولكي ينفي عنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك لنا سنة راسخة ثابتة فيها عصمتنا ونجاتنا إن شاء الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حديث مرفوع) حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قال : أخبرنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : " غَفَرَ اللَّهُ لِرَجُلٍ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانَ سَهْلا إِذَا بَاعَ ، سَهْلا إِذَا اشْتَرَى ، سَهْلا إِذَا اقْتَضَى " رواه الترمذي الموقف الثاني للشيطان الرجيم : وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11)قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) مجرد تعليق لي وليس شرحا أو تفسيرا فلست أهلا لذلك، ولكن عندي أحساس وشعور انطبع بداخلي من خلال استماعي لعلماءنا الكرام، ولا أقول إلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا..وعليكم بقراءة الآيات كاملة حتى تستقبلوها إستقبالا صحيحا من خلال ما سوف يسكن في قلوبكم من معاني سيسرها الله تبارك وتعالى لكم .. وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) لدينا هنا خلق.. ثم تصوير من العلي البديع العظيم الكبير والمبدئ المحصي المعيد، سبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا، ثم لدينا سجود الملائكة ..هذا هو أنت أيها الإنسان، خلقك ربك ثم صورك ثم أسجد لآدم عليه السلام ملائكته الكرام، فلننظر الآن إلى الجانب الآخر { جانب العداوة والبغضاء وكل السلبيات وكل ما لا يستطيع العيش والظهور إلا في الظلام }{ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ}. قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الآن لدينا صورة أخرى كئيبة ومظلمة وسلبية ومريضة، كما لدينا كل حيثيات الكفر والعياذ بالله العلي العظيم { وبصراحة قل من لم يقع في تلك الحفرة المظلمة التى يحفرها لنا الشيطان الرجيم، والخطر الحقيقي يكمن في عدم الإسراع بالتوبة والإستغفار، والخطر الأعظم يكمن في الإستسلام للمشاعر والأفكار الناتجة عن السقوط في حفر الظلام والتى هي من صنع الشيطان} وهنا فقط أذكركم بأن :{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } كلما أسرعت بالعودة والرجوع إلى الله تائبا كلما زاح عنك ربك الظلومات وأثارها الكئيب، وكلما استسلمت لأفكارك السلبية ومشاعرك المظلمة كلما فرح شيطانك وزادك حزنا وكآبة وسد عنك منافذ النور والأمل ما دمت لم تستعيذ بالله منه، علمنا ربنا كلمات الرجوع إليه وذلك أن تقول في كل ما يصيبك مما تخاف وتحاذر { إنا لله وإنا إليه راجعون } ليس فقط قولها ولكن لتكن هي حالتك وحالك مع الله تبارك وتعالى . قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) كلنا يقع في هذه الحفر، أحيانا نتكبر دون أن ندري، فيخرجنا الشيطان من النور إلى الظلومات، فعلينا أن نعود مسرعين، بمجرد أن ترى ما يحزنك في حياتك عد إلى ربك تائبا ومستغفرا. فيعيدك ربك إلى النور بإذنه وفضله ورحمته التى وسعت كل شيء. هذا والله أعلى وأعلم . سبحانك اللهم وبحمدك ..لا إله إلا أنت .. استغفرك واتوب إليك وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)الأعراف. نادي العضلات الإيمانية وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ دورة تدريبية على الصبر دروس مهمة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 11 إبريل 2014 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,382

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »