<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->
(3)
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد 21]
***
أن الخوف من الله يحملنا إلى خشيته.. ثم الخوف والخشية ينتج عنهما الخشوع لله رب العالمين
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وانفعنا اللهم بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا وينفع الناس من حولنا، إنك أنت سبحانك ولي ذلك والقادر عليه...
ما الفرق بين الخوف والخشية؟
الخوف هو:
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا
هذه الآية تؤكد النظرية وتثبتها في عقولنا وقلوبنا إن شاء الله، عندما يصيبنا الخوف من أي شيء، مثل الخوف من الظلم أو من الناس أن يهضموا حقوقنا، فهذا معناه الوحيد أن هناك خلل في العمل نتيجة خلل في الإيمان، فيبتلينا الله تبارك وتعالى بالخوف، فإن لم نرتجع ونحتسب ونتوب ونستغفر حملنا الخوف إلى الجوع فيصيبنا الخوف والجوع، تجد الإنسان متعطش للفواحش، ولا يشبع من شيء، فعنده ملذات لا حصر لها ولكنه دائما جائع
والخشية هي:
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.
يبدو أن الخشية درجات ومراتب ومراحل، لأنه لكي يهبط الحجر من خشية الله فهذا معناه شدة الخشية التى فيها الخوف والشفقة والزلزلة{ هذا والله أعلى وأعلم }.
إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ.
وهنا الخشية بمعنى الخوف على وليس الخوف من، مثلا أنا لا أخاف من زوجتى ولكني أخشى أن تغضب من تصرفاتي، فأشفق عليها وأعاملها بحب وود واحترام.
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا.
وهذه بصراحة نحتاج كلنا أن يفهمها بعمق شديد، فالقتل هنا هو ما نقوم به يوميا مع أولادنا دون أن ندري، يقول الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله أن الطفل يتكون عاطفيا بنسبة 70 بالمئة في أول عامين، ثم يزداد نمو شخصيته العاطفية { مشاعره } بنسبة 20 بالمائة قبل أن يبلغ من العمر خمس سنوات، ونحن في هذه الفترة تجد الطفل وحيدا مع الجيران أو الشغالة أو الخالة أو العمة فينمو فيه فراغ عاطفي كبير، يستعوضه تلقائيا من الخارج، وقد يحضر لنا أفكار سلبية أو كلمات سلبية، أو تصرفات سلبية إلى البيت، وبهذا نكون قد دفنا فيه فطرته السليمة ليحل محلها ما اكتسبه من خارج الأسرة أو من أبويه ...
هذا بخلاف الكذب عليه، وسبه بألفاظ نابية أو نعته بصفات قبيحة مثل ياغبي أو يا أهبل أو يا حمار أو يا أبن كذا وكذا ... كل هذه المسائل هي وسائل قتل الأطفال وهي شائعة جدا في مجتمعاتنا العربية إلا ما رحم ربي.
قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا.
وهذا نوع آخر من الخشية، جبلنا الله تبارك وتعالى عليها لكي نعلم أن الخشية هي فطرة في كل البشرفلا نستطيع أن نقول بعدم استطاعتنا أن نخشى ربنا. فإن كنت تخشى الإنفاق إذا فأنت تستطيع أن تخشى الله بدليل أنك خشيت الإنفاق خوفا من الفقر وقد تخشى الناس.
إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ.
وهنا نأتي إلى مربط الفرس، في هذه الآية نجد الخوف من الله وقد اجتمع مع خشيته والإشفاق على أنفسنا من عذابه ومن النار ومن غضبه .. لدينا الآن مرتبة ودرجة عالية جدا تجمع لنا الخوف والخشية والإشفاق، فسبحان الله وبحمده له الملك وله الحمد وبيده الخير وإليه المصير .. لك ربنا سلمنا أنفسنا وفوضنا أمرنا ووجهنا وجوهنا وبك اعتصمنا واحتمينا وفررنا إليك ربنا فاقبلنا عندك واغفر لنا واقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك إنك أنت الغفور الرحيم .
لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
هنا لدينا الخشوع والخشية من الله العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء.. ومن هنا نعرف شيئا آخر في نظريتنا عن الصبر:
أن الخوف من الله يحملنا إلى خشيته.. ثم الخوف والخشية ينتج عنهما الخشوع لله رب العالمين
هذا والله أعلى وأعلم
* أثنى الله تعالى على الذين يخافونه ويخشونه وفي صلاتهم خاشعون، ثم أخبرنا أنهم أهل الفلاح...قال تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ.إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}
ساحة النقاش