<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->
[2]
الخوف جندي من جنود الرحمن
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة
بسم الله العلي العظيم نبدأ .. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا .. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.. يارب العالمين يارب محمد وإبراهيم عليهم أفضل الصلاة والسلام، نتوجه إليك في هذه اللحظات التى نقرأ فيها آياتك عن الصبر، معتصمين بك يارب العالمين وندعوك أن تفرغ علينا صبرا وأن تفقهنا في ديننا وأن تجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ربي نحن في حاجة شديدة إليك، لتصلح لنا أعمالنا وحياتنا وشأننا كله بعد أن أفسدناها بأيدينا ...
الْخَوْفِ :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
الخوف هو أول الإبتلاءات .. كل الإبتلاءات تبدأ بالخوف.. هل تعرفون لماذا نخاف من أي شيء؟
إن لم نرجع إلى الله العلي العظيم عند أول شعور بالخوف من أي شيء، مثلا عندما نخاف من المرض، تجدنا نعيش في حالة أسوأ من الحالة التى يصيبنا فيها المرض، لأن الإبتلاء يأتي ومعه لطف ربي.. أما الخوف من غير الله فيحملنا إلى الخوف من كل شيء...
من خافني في الدُّنيا أمَّنتُه يومَ القيامةِ
عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما يَروي عن ربِّه جلَّ وعلا أنَّه قال :
وعِزَّتي لا أجمعُ على عبدي خوفَيْن وأمنَيْن إذا خافني في الدُّنيا أمَّنتُه يومَ القيامةِ ، وإذا أمِنني في الدُّنيا أخفتُه في الآخرةِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/209 خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
عندما يأتينا الخوف من أي شيء علينا أن نحتسب ثم ننظر إلى حياتنا، مواقفنا الذهنية، ماذا قلنا أو فعلنا ولم نخاف ربنا...
وهذا في حد ذاته يحتاج لصبر، نصبر على أنفسنا التى تعترض وتثور، ونصبر على تحكمنا فيما نقول، فلا نقول إلا ما أمرنا به ربنا[إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ] ثم نبحث في غابر أيامنا ونستعرض شريط حياتنا، ولكن بغير أن ننسى بشرى ربنا.. ولننظر في مواقفنا لنرى في أي موقف تصرفنا ولم نخشى فيه الله تبارك وتعالى .. فنتوب إليه منيبين إليه فيغفر لنا إن شاء الله ونحقق لأنفسنا بشرى رب العالمين [وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[54 المائدة].
علامة حب الله لنا وحبنا له سبحانه وتعالى أن لا نخاف في الله لومة لائم.. تجد من أحبه الله لا يخاف إلا من الله، شجاعا مقداما ومهذبا، لأنه يخشى الله فلا يقول ولا يتصرف إلا في حدود الأدب مع الله أولا ثم مع نفسه فيحترمها ثم مع الناس فيحبونه ويحترمونه، حتى أعداءه يكنون له الإحترام مع العداء.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ[المائدة 94 ] . في موسم الحج تجد الصيد سهلا جدا بسلاح أو بغير سلاح، وما هذا إلا لنثق في أنفسنا ونهذبها فلا نصطاد لتعرف النفس أن الله يراقبها ويختبرها.
وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[51 الأنعام].
عندما نخاف على أنفسنا من يوم الحشر، ومن أهواله، ومن الحساب والعقاب يهب لنا ربنا تقواه فنستمر في الحياة بخطوات ثابتة متبعين في ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [21 الرعد].
الخوف من العلي العظيم ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء يربي فينا خشية الله، والخشية هي أول درجات الخشوع لله رب العالمين.. هذا والله أعلى وأعلم .
أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [النور50].
الخوف من غير الله يسبب مرضا في القلب فتجده يشك في كل شيء، وإذا دخل الشك حياة الإنسان دمرها، تجده يدمر حياته بنفسه، بشكه، بريبته، ومهما كان عاقلا ومتعلما فالشك هو الكارت الذهبي في يد الشيطان يدمر به حياة كل من اتبعه.. اللهم إنا نعوذ بجلال وجهك الكريم وبسلطانك القديم من الشيطان الرجيم ومن أن نخاف من غيرك أو نخشاه فلا معبود بحق سواك .
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
ساحة النقاش