نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->

(3 م)

معطيات التغيير والترقي وبناء الشخصية والأسرة والمجتمع

الوصية الأولى

أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا

ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف.

نتخذ من كتاب الله تبارك وتعالى حبل نجاتنا من الشرك، فالقرآن هو دليلنا، وهو الروح والنور بالنسبة لنا، وفيه حبل النجاة، نستخرج منه ما يعيننا على حسن عبادة ربنا ...

ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً

عندما ندعو الله مخلصين له الدين ونتضرع إليه، { لا أدري إن كنا نعرف معنى التضرع } التضرع إلى الله هو أحساسك بالهلاك والضياع فتتزلل إلى الله وتتضرع إليه بكل كيانك وقوتك لينقذك من النار ومن الهلاك ومما تخاف وتحذر، الذين تضرعوا إلى الله من قبل يعرفون بل يدركون بل إنهم قد عاشوا معنى التضرع وجربوا نتائجه..

إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)

مما لا شك فيه أن الله تبارك وتعالى سيأخذ بأيدينا وسيلبي لنا دعاءنا وسيقبلنا عنده برحمته لأنه سبحانه هو الكريم الجواد ذو الرحمة واسع المغفرة، ومن رحمته بنا ورعايته لنا ينبهنا أنه سبحانه لا يحب المعتدين، فلا تعتدي على أحد، وهذه من أقوى علامات عدم الشرك بالله، لأن الذي يعتدي يشرك بالله هوى نفسه فيغضب لنفسه ويثأر لها، وتحدثه نفسه بأنه إنما رد على من اعتدى عليه، من يقرأ القرآن سيجد آيات كثيرة تأمرنا بالعفو عن الناس.

وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا

أيضا عدم الإفساد في الأرض هو دليل طاعتنا لله العلي العظيم، وطاعتنا لله العلي العظيم دليل عدم الشرك به سبحانه،  وصور الفساد كثيرة، منها الكذب والغش والخداع والنميمة وسب الطفل وضربه وإهانته ومعاملة الزوجة معاملة سيئة، والإساءة إلى الجار، ولدينا حديث هنا في منتهى القوة نرجو الله أن نطبقه في حياتنا فننجو من الشرك :

لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ لسانُهُ ولا يدخلُ رجلٌ الجنةَ لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ

الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب خلاصة حكم المحدث: حسن

حسن معاملة الناس إبتداءا من الجار دليل حسن الإيمان ودليل عدم الشرك بالله، ذلك لأن الإيمان بالله جزء لا يتجزأ، فالعبادة هي الطاعة الكاملة لله رب العالمين.

وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا

مرة أخرى يأمرنا الله تبارك وتعالى بالدعاء، ولكن في هذه المرة ينبهنا أننا يجب أن نحول خوفنا من أي شيء، خوفنا من الفقر ومن المرض ومن الناس ومن الفشل ومن ظلم الظالمين، أي صورة من صور الخوف يجب أن نحولها تلقائيا إلى الخوف من الله، خوفا مصاحبا بالطمع في رحمته وفي إحسانه...

إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف.

ولكي نحصل على رحمة الله كاملة يجب أن نحسن، نحسن إسلامنا، ونحسن إيماننا، ونحسن صلاتنا، ونحسن اتصالنا بالله العلي العظيم، ونحسن كما أمرنا الله أمرا واضحا وقاطعا في الآية التالية:

وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)

يجب أن نحسن إلى جميع خلق الله، بل يجب أن يكون الإحسان هو صفتنا الغالبة في كل أفعالنا وتصرفاتنا وكلامنا وتعاملتنا، وهذا الإحسان هو تفعيل الإيمان بالله، إن كنا نؤمن بالله فنحن نؤمن بأنه يراقبنا وأنه سبحانه معنا إينما كنا، وأنه سبحانه يعلم ما نعلن وما نخفي، وأنه سيحاسبنا على كل ذلك  لنصل بهذا إلى درحة الإحسان والتى تنفي عنا الشرك بالله العلي العظيم لأننا سيكون حالنا هو من يعبد الله كأنه يراه، فإن لم تراه فإنه يراك.

الراحمون يرحمُهم الرحمنُ . ارحموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السماءِ، الرحمُ شِجنةٌ من الرحمنِ فمن وصلها وصله اللهُ ومن قطعها قطعه اللهُ

الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

نعود هنا إلى القلب الرحيم، والرحمة في أقل تعبير لها هي مزيج من الرقة والإحسان، وعندنا بعض آيات الرحمة، حاول أن تكون رحيما مع نفسك أولا فتبين لها حلاوة الطاعات وحلاوة القرب من الله فإن لم ترتجع فبين لها مواطن عذاب الله وما ينتظرها بعد موتها فستخشع وترتدع بإذن الله.

( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ )

(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)

(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)

إلى هنا تنتهي رحلتنا اليوم فأترككم في رعاية الله وحفظه، نريد أن نتوحد كلنا، هنا وفي كل مكان، فإن لجماعة المؤمنين المتحابين رحمة خاصة عند الله، ونحن في حاجة ماسة إلى هذه الرحمة لنستطيع مواصلة الحياة وما نرى فيها من ظلم جائر وغربلة قوية وشديدة يفصل فيها ربنا بين الكافر والمؤمن الموحد التقي، أما من هم ليسوا هكذا فيفصلهم الله عن الذين آمنوا ليلقوا مصيرهم

{ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }

 

 <!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->

(4)

معطيات التغيير والترقي وبناء الشخصية والأسرة والمجتمع

الوصية الأولى

أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا

*********

وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) يوسف

يخيل إلى والله أعلى وأعلم أننا عندما ننشغل بأي شيء من الدنيا بشدة، فإننا لا نستطيع أن نرى آيات السماوات والأرض، إذا هذا هو أول مواطن الشرك والعياذ بالله .. ينصرف أهتمامنا وأعجابنا بالدنيا الفانية فننشغل عن آيات ربنا في السماوات والأرض.

وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)يوسف.

وهذه الآية الكريمة تؤكد ما سبق، نحن نؤمن بالله العلي العظيم ، ولكن أيضا نؤمن بأشياء أخرى، وهذا ما نكتشفه إذا ما قرأنا سورة يوسف عليه السلام، بتمعن، فسوف نرى مواطن الشرك الخفي.. إخوة يوسف جعلهم الله تبارك وتعالى يقدمون لنا بطريقة عملية وواقعية كيف يشرك الإنسان بربه ...

 شرح:

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) يوسف

لقد أشركوا مع الله هوى أنفسهم، زين لهم الشيطان وقدم لهم الضغينة والحقد والغيرة والنميمة في طبق من فضة، فهم غيروا عقيدتهم وإيمانهم بالله، بما قدمته لهم أنفسهم، أشرك مع الله هوى نفسه، فحلل وبرر وعصى وطغى تحت شعار { يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ } والذي يضحك في هذا ما يأتي ..

وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) يوسف

أنظروا كيف استطاع الشيطان أن يضحك عليهم.. اقتل اخاك يخلو لك  وجه اباك،  منتهى العجب، شيء خارج عن المنطق والمألوف، وما ذلك إلا لأنهم صدقوا شياطينهم، كيف يخلوا وجه الأب لمن قتل أبنه المحبب إليه ... لقد اشركوا مع الله تبارك وتعالى طاعتهم للشيطان... فتركوا عبادة الله وعبدوا شيطانهم لأن العبادة هي الطاعة والطاعة هي العبادة ، وذلك بدليل الآية التالية { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) }  إذا فالطاعة هي العبادة، كما أن العبادة هي الطاعة.

 

وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ

كيف تقتل ثم تكون صالحا من بعده.. من يخدع؟ من تخادع؟ يخدع ربه الذي خلقه فسواه فعدله ويعلم سره وجهره؟... إن الشيطان يستغل جهل الإنسان وجريه وراء شهواته ليوقعه في الشرك الأصغر والذي يؤدي به في النهاية إلى مكان سحيق والعياذ بالله ...

 

 

 

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 52 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,458

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »