أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) لقمان{ سورة الوصايا والحكمة الفلاح والصلاح }.
كل ظاهر له باطن حتى أنفسنا
ـــــــــــــ
في هذه الآية خير كثير.. خير يصلح لنا ظاهرنا وباطننا .. خير لو تحريناه واتبعناه وحققناه لأصبحنا مصابيح منيرة كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أنت ترى الثمرة تشتهيها لجمال منظرها.. ولأنك تعرفها .. وتعرف أن لها مذاقا حلوا يعجبك.. فتشتهيها أكثر وأكثر.. وربما اشتريتها.. أنت هنا أمام احتمالين .. الأول أن تجد باطن هذه الثمرة صالح وشهي كما هو ظاهرها.. والثاني أن تجدها من الداخل لا تصلح للإستهلاك الآدمي...
هذه رسالة من الله العلي العظيم لنا .. لكي نحافظ على باطننا كما نحافظ على ظاهرنا.. فنحن نرتدي أنظف الثياب ونعتني بمظهرنا كاطبيعة بشرية... فالله يقول لك اعتني بباطنك أيضا حتى لا يتعفن.. فتؤذي كل من يقترب منك .. كما يؤذيك تعفن الثمرة من الداخل.. فقد أذاك مرتين .. مرة بأن صدمت فيها وضاعت أحلامك بالإستمتاع بها .. ومرة عندما خسرت فيها النقود وساءك سوء منظرها من الداخل.
هذا نفسه ما يحدث لكثير من البشر.. نعشق الخلق لمظهرهم .. ولكن عندما نعاشرهم نجدهم من الداخل كتلك الثمرة والعياذ بالله...
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
لذلك نجد أنفسنا أمام عدم الثقة.. وهذا في حد ذاته رسالة أخرى من الله .. يقول لك فيها عندما تفقد ثقتك بإنسان .. يقول لك ربك لاتثق في مخلوق ولكن ثق في الذي خلق الخلق.. العزيز الجبار المتكبر.. فهو القاهر فوق عباده.. ويقول لك في قرآن يتلى إلى يوم الدين يا ابن آدم دع اعتمادك وتوكلك على الناس فأنا ربك وأنا حسبك وأمري نافذ على الجن والإنس وسائر خلقي.
وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً
بإختصار شديد.. أنت عندما تستغفر الله بصدق وبإخلاص وبعزم صادق.. فإن الله تبارك وتعالى يصلح لك داخلك ... كان عمر ابن الخطاب يدعو ربه قائلا : " اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي ".. علانيته هو قد تحكم فيها .. أما سريرته فقد تتغير بتغير نفسه وتقلب مشاعره .. لذلك كان يدعو ربه بأن يجعل سريرته خيرا من علانيته ..أي أن يثبت الله الخير بداخله بتيسير العمل الصالح له وبصلاح نيته....
وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
كلما نويت أن احدثكم عن التسبيح وجدت نفسي مع ا|لإستغفار.. بصراحة وبمنتهى الصراحة أقول لكم إن لم نصل بالإستغفار إلى مرحلة معينة فلن نستطيع أن نستفيد من التسبيح.. لأن الإستغفار يصلح لنا ظاهرنا.. والتسبييح يصلح لنا باطننا { سريرتا } .. الإستغفار يرفع عنا العذاب.. عذاب المشاكل والمتاهات والأمراض والأحزان... الإستغفار بصدق يصلح لنا كل ذلك ...
فإذا ما انصلح حالنا ظاهريا بذهاب العذاب{ صدق النية} نستطيع حينئذ أن ندخل على التسبيح فينصلح لنا داخلنا .. وتصبح سريرتنا كعالانيتنا منيرة مستنيرة.. ما أقوله لكم هو من واقع الحياة ومن واقع كتاب الله..
والحمد لله ربا العالمين أن كثيرا منا قد لمس وذاق طعم الإستغفار في حياته الخاصة والعامة، والحمدلله أنهم لم يبخلوا علينا بتجاربهم مع الإستغفار .. فحكو لنا وقصو علينا ما كان منهم وهم يستغفرون..
الآن أنا اعرف ان الكل مشغول بالأحداث الجارية في مصر وسوريا وغيرها من بلادنا .. لا تدعو ذلك يؤثر في علاقتكم مع الله.. إستمروا في الإستغفار.. إستمروا في التضرع إلى الله والدعاء لكم ولبلادكم ولأهليكم وأن يقينا الفتن والشرك والنفاق..
اللهم إنا لجأنا إليك لجوء العبد الفقير الضعيف المحتاج والمضطر ندعوك ونستغفرك فخذ بيدنا ونجنا من الهلاك ومن العذاب ومن الفتن جميعها كبيرها وصغيرها ظاهرها وباطنها يارب العالمين يا أرحم الراحمين .. وصل اللهم وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسليه الذي به رحمتنا وعلى نهجه سرنا وبما جاء به تمسكنا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين.
الأثنين 10/11/2012
وهذا رابط المدونة وستجدوا بها إن شاء الله كل ما سبق من مقالاتي.
http://forum.amrkhaled.net/blog.php?userid=210541
وهذا رابط ارشيف نادي العضلات الإيمانية:
ساحة النقاش